غزة - فلسطين اليوم
يشهد "سوق البالة" بغزة حركة نشطة حيث يبحث المواطنون عن سلع رخيصة مع تردي الأوضاع الاقتصادية في القطاع بسبب الحصار وجائحة كورونا.
وقال ناجي السك (39 عامًا) "الأسعار الرخيصة والجودة العالية، سببان رئيسيان لإقبالي على محلات بيع البالة في مدينة غزة لكسوة أبنائي، لاسيما لعدم وجود أي فرصة عمل لي، ما أدى إلى تردي الوضع المعيشي لأسرتي".
واعتبر أن الوضع الاقتصادي في غزة "في حالة انهيار" نتيجة الخصومات المستمرة منذ العام 2017 وحتى الآن من رواتب الموظفين، والحصار المفروض منذ سنوات طويلة، الذي أثّر سلبًا على جميع مناحي الحياة في قطاع غزة.
وأضاف السك لـ "الأيام"، "دخلي لا يتعدى 20 شيكلًا يوميًا في أحسن الأحوال، وهذا لا يجعلني قادرًا على شراء أي ملابس جديدة لأبنائي، بل أقوم بشراء ملابس من البالة، حيث نقوم بغسلها وكيها لتصبح وكأنها جديدة، خاصة وأن سعر الفستان الجديد يتراوح ما بين 60 و80 شيكلًا، والبنطلون 30 شيكلًا، أما سعر الفستان من البالة لا يتعدى 15 شيكلًا، والبنطلون 10 شواكل".
وتابع: محلات وبسطات البالة تتواجد بكثرة في جميع محافظات القطاع بكثرة، وما يميزها وجود الماركات العالمية بها وهي أحيانًا لا تتوفر في محلات الملابس الجديدة، بالإضافة إلى تدني ثمنها لتكون في متناول يد جميع طبقات المجتمع، حيث يجد فيها المواطنين دافعًا لشرائها بديلًا للملابس الجديدة.
وقال المواطن ضياء مرتجى (42 عامًا)، أن الخصومات الكبيرة على راتبه الشهري لا تسمح له بشراء الملابس الجديدة وكسوة أبنائه، ما يضطره للتوجه إلى أماكن بيع البالة في الأسواق العامة، خاصة في سوق فراس، وفي الشوارع العامة.
وأشار مرتجى إلى أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة، والخصم من الرواتب، وحصار القطاع منذ سنوات، لا تجبره وحده على شراء ملابس البالة، بل أجبرت جميع طبقات المجتمع على ارتياد هذه المحلات وشراء ما يلزم لأبنائه من ملابس، خاصة وأنها تبدو جديدة كونها من الماركات العالمية.
وقال: "المشكلة أن الوضع يزداد سوءًا كل يوم عن اليوم الذي قبله، فالآن حصار غزة، وانتشار فيروس كورونا، وتوقف معظم المشاريع والمصانع عن العمل، وبالتالي تردي الوضع الاقتصادي، يجعلنا نشتري كل ما هو رخيص، حتى وإن لم يكن جيدًا".
وفي السياق، أوضح صاحب محل لبيع البالة في سوق فراس شادي عكيلة، أن الإقبال على شراء الملابس من البالة أكثر بكثير مما كان عليه في أوقات سابقة، لاسيما وأن عيد الفطر السعيد على الأبواب، والكل محتاج لكسوة أبنائه وإدخال الفرحة في نفوسهم.
وبين عكيلة "أن ما يُميز شهر رمضان الحالي بالنسبة لنا كأصحاب محلات بيع البالة، هو أن عملية البيع والشراء نشطة للغاية، حيث تقبل العائلات بأسرها لشراء ما يلزمها من ملابس جميلة وذات جودة عالية، ناهيك عن أنها من ماركات عالمية يرغب الجميع في شرائها".
وذكر أن سعر الملابس في متناول يد الجميع، حيث أن القميص من نوع "بولو" لا يزيد ثمنه على 15 شيكلًا، والبنطلون 10 شواكل، و"تي شيرت" بـ5 شواكل، والفستان بـ20 شيكلًا في أفضل الأحوال.
وذكر عكيلة أنه يستورد البالة من ملابس وأحذية من داخل الخط الأخضر دون أن يعرف ما فيها من بضائع، وذلك بأسعار متفاوتة تتراوح ما بين 2500 إلى 4000 شيكل للطن الواحد.
وأضاف: يتم فرز الملابس حسب جودتها، حيث يتم غسلها وكيها، وإتلاف بعض الملابس التي لا تصلح للاستخدام، موضحًا أن ما يميز ملابس البالة، أنها رخيصة وجيدة.
قد يهمك أيضا :
ترامب يعارض ضم مناطق الضفة الغربية حماية لصفقة القرن
وسائل إعلام أميركية تكشف أن البيت الأبيض يبحث تغيير وزير الصحة