سوق المنتجات

يسود مناخ تفاؤل في سوق المنتجات والسلع الفاخرة، وذلك وفقاً لشركة "بين إند كومباني" المتخصصة في الأبحاث والاستشارات التي تتوقع أن يشهد هذا القطاع نموًا تتراوح نسبته بين 6 و8 في المائة على المستوى العالمي هذه السنة، مقابل نمو 5 في المائة تحقق في 2017.علمًا بأن شركة "بين" نفسها لم تكن تتوقع أن ينمو هذا القطاع إلا بما يتراوح بين 2 إلى 4 في المائة لكن النتائج أتت أفضل من ذلك. وقد يصل حجم مبيعات المنتجات الفاخرة هذا العام إلى نحو 281 مليار دولار، وفقاً لتوقعات الشركة.
مبيعات السلع

تتصدر الصين بلدان العالم في نمو مبيعات السلع والمنتجات الفاخرة، بنسبة تصل لنحو 20 إلى 22 في المائة، مقابل 9 إلى 11 في المائة نموًا متوقعًا في مناطق آسيا الأخرى.وتتباين التوقعات للقارة الأميركية، حيث يساهم انخفاض الدولار دورًا في زيادة مبيعات هذا القطاع في الولايات المتحدة، كما أن كندا تحافظ على مستويات إقبال سكانها على الاستهلاك الفاخر، أما في أميركا اللاتينية فالدينامية مختلطة بين نمو 3 في المائة هنا و5 في المائة هناك. وفي أوروبا تتأثر المبيعات بقوة بسعر صرف اليورو بحيث يراوح النمو بين 2 و4 في المائة.هذا التسارع في نمو الاستهلاك الترفي مدفوع بأربعة عوامل، بدءًا من زيادة إقبال جيل الألفية (18 - 35 سنة) على الفاخر والفاره. وهذه الشريحة لوحدها تؤمن نحو 85 في المائة من نسبة النمو المتوقعة، ولا سيما جيل الشباب في الصين. ففي بلاد التنين الأحمر يسيطر المشترون الشباب على هذا النوع من البضائع تحت تأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تلعب دوراً محورياً في هذا القطاع.
البيع عبر الإنترنت

العامل الثاني هو زيادة البيع عبر الإنترنت، فالتجارة الإلكترونية عبر الحدود ساهمت في سرعة الحصول على منتجات غير متوافرة أو أنها غالية الثمن محلياً. ويذكر في هذا المجال أن النمو الإجمالي للتسوق أون لاين بلغ 24 في المائة في 2017 وشكل نحو 10 في المائة من إجمالي التجارة العالمية على أنواعها، وهذا التطور مأخوذ جيداً في الاعتبار لدى الشركات الكبيرة المصنعة والمسوقة للماركات والعلامات الفاخرة. وللمثال، استحوذت شركة "ريشمونت" على موقع التسوق الإلكتروني "نت آ بورتيه" بداية عام 2018، وأطلقت شركة "أل في أم أتش" موقعها الخاص "تونتي فور سيڤر".
العامل الثالث الدافع للنمو هو التصاميم الشبابية والعصرية التي بدأت تغزو الأسواق، لا سيما تلك التي توائم بين العملي والفاخر. فماركة لويس ڤيتون (أل في أم أتش) وغوتشي (كيرينغ) وشانيل في قطاع الملابس والإكسسوارات تراهن كثيرًا على التجديد في التصاميم الشبابية والعملية والعصرية.
أما العامل الرابع الذي يسهم بالنهوض الإضافي في هذا القطاع فيقوم على رهان زيادة أحجام المبيعات وليس زيادة الأسعار.
وتقول "بين إند كومباني" إن تلك العوامل مجتمعة توفر زيادة مبيعات سنوية في المستقبل المتوسط لا تقل عن 4 أو 5 في المائة في كل الظروف أو معظمها.

ويذكر أن تطور مبيعات السلع والمنتجات الفاخرة تطور في السنوات الأخيرة على النحو التالي:173 مليار دولار في 2010، و192 ملياراً في 2011، ونحو 212 ملياراً في 2012، و2018 ملياراً في 2013، و224 مليارا في 2014، و251 مليارا في 2015، و250 مليارا في 2016، و260 مليارا في 2017.على صعيد متصل تجمع التقارير المتابعة لهذا القطاع أن أسهم شركاته تسيطر على مؤشر "كاك 40" في باريس. فإذا كانت بورصة وول ستريت تحظى بدينامية شركات الإنترنت وتقنية المعلومات مثل "غوغل" و"مايكروسوفت" و"أمازون" و"آبل" و"فيسبوك"، فإن بورصة باريس تحظى بدينامية شركات مثل "أل في أم أتش" و"لوريال" و"هيرميس" و"كيرينغ" التي تبلغ قيمها السوقية نحو 500 مليار دولار.

ويذكر أن شركة هيرميس للعلامات السوبر فاخرة ستنضم إلى الأسهم الفرنسية المدرجة في 18 يونيو (حزيران) الحالي بقيمة سوقية تبلغ 60 مليار يورو، وبانضمامها يرتفع وزن شركات الفاخر والفاره في مؤشر كاك 40، ليصل إلى 20 في المائة من إجمالي قيمة المؤشر، علما بأن سهم شركة أل في أم أتش وحده يشكل ٥٠ في المائة من القيمة المجتمعة لشركات المنتجات والسلع غالية الثمن.

وترتفع أسعار تلك الأسهم بمعدلات لافتة منذ سنتين. وهذه السنة ارتفع سهم كيرينغ 34 في المائة وإل في إم إتش 21 في المائة واحتلا رأس قائمة الأسهم الأفضل أداء في بورصة باريس.
ومنذ بداية العام الماضي ارتفع سهم الشركة المالكة لماركة غوتشي 146 في المائة كما صعد سهم الشركة المالكة لماركة لويس ڤيتون الشهيرة 63 في المائة، علما بأن مؤشر كاك 40 بمجمله لم يصعد إلا 11 في المائة.

وختمت المصادر بالإشارة إلى أن القطاع الفاخر يستفيد من النمو العالمي كما أن أساسيات هذا القطاع تستمر في إظهار متانتها، وزادت تلك المتانة مع قصة الحب التي بدأت بين الصينيين ومنتجات الترف. ويبدو في المديين المتوسط والطويل أن تلك القصة مستمرة في التطور.