منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"

أكد محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أن جميع الدول الأعضاء لعبت أدوارًا نشطة وبناءة للتغلب على التحديات التي تواجه الصناعة في الآونة الأخيرة، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة 

ستشهد تكثيف التنسيق مع جميع الدول من أجل ارتقاء الصناعة من خلال التعاون وتبادل وجهات النظر والرؤى.

وأشار باركيندو – في تصريحات عقب لقاءات مع بعض المسؤولين النفطيين في فيينا - إلى أن صناعة النفط الخام خاضت عديدا من الصعوبات والتحديات على مدى العقود الخمسة الماضية التي شملت خمس دورات اقتصادية عاشت فيها السوق حالات الازدهار والكساد، مؤكدًا أنه لم تكن هناك أية دولة بمعزل عن تداعيات تلك الأزمات والجميع تأثر بدرجات سلبية متفاوتة.  

وثمن باركيندو دور صندوق أوبك للتنمية "أوفيد"، مشيرًا إلى أنه نجح في تنفيذ مختلف البرامج لتحفيز النمو الاقتصادي والتخفيف من حدة الفقر في البلدان النامية، مؤكدًا أن "أوبك" تفخر بإنجازات "أوفيد" وتعتزم العمل بشكل وثيق مع صندوق أوبك للتنمية ومديرها العام سليمان الحربش الذي لديه خبرة واسعة في عمل الصندوق.

، وأكد تقرير حديث لـ"أوبك" أن النفط الصخري الأميركي أدى إلى تغيير كثير من ملامح سوق النفط موضحًا أنه يعمل كممتص للصدمات في السوق، حيث إن المعروض منه يرتفع وينخفض وفق تفاعل سريع مع مستوى الأسعار، كما أنه يعتبر أكثر سهولة من بقية الاستثمارات النفطية في عملية التشغيل وإيقاف الإنتاج.

وأشار التقرير أنه نقلًا عن كبير الاقتصاديين في بريتيش بتروليوم "بي بي" سبنسر دال - إلى أن كثيرًا من منتجي النفط الضيق في الولايات المتحدة من الشركات الصغيرة والمتوسطة، وهو ما يعني أنها تعتمد على التمويل المصرفي بدرجة كبيرة جدًا مقارنة بالشركات العالمية أو الشركات الوطنية التي تعتمد بدرجة أقل على التمويل المصرفي وفي الوقت نفسه تهيمن على النفط التقليدي.

ونوه التقرير بأن وضع شركات النفط الصخري وارتباطها بالتمويل المصرفي يجعلها أكثر عرضة للتأثر بالأزمات والصدمات التي تحدث داخل النظام المصرفي والتي ترتبط بعلاقة وثيقة بإمدادات الائتمان وستنعكس بالتالي على سوق النفط لافتًا إلى أن أزمات التمويل لا تتعرض لها الدول المنتجة التي تسيطر فيها على القطاع النفطي شركات نفطية وطنية كبيرة أو دولية.

ثورة النفط الصخري

وأشار التقرير إلى أن بعض الميزات المتفردة لإنتاج النفط الصخري الضيق في الولايات المتحدة ومنها استخدام منصات الحفر في الصناعات التحويلية كمركز انتاجى وتصنيعى في نفس الموقع ونتيجة لذلك، فقد نجح هذا الإنتاج في بلوغ طاقة إنتاجية هائلة وحصد مكاسب هائلة وسريعة من إنتاج النفط الضيق في الولايات المتحدة.

وأوضح التقرير أن هذه الأنواع حققت مكاسب إنتاجية ليست عادية مقارنة بإنتاج النفط التقليدي، وعلى الرغم من ذلك فان حصة النفط الضيق الأميركي لاتتجاوز خمسة في المئة فقط من سوق النفط الخام في المرحلة الحالية.

وأضاف التقرير أن بيئة الأسعار المنخفضة الحالية تتطلب مزيدًا من برامج كفاءة الإنتاج وترشيد الإنفاق الرأسمالي والحفاظ على مستوى مناسب من الربحية تمكن من الاستمرار في الاستثمار من أجل تلبية الاحتياجات المستقبلية المتنامية من الطاقة.

وأكد التقرير أن طفرة إنتاج النفط الصخري لم يكن ممكنًا التنبؤ بحجمها على مدى السنوات الخمس الماضية، ولكن بعد الطفرة الحالية يمكن توقع ارتفاع إنتاج النفط الصخري من نحو 5 ملايين برميل يوميا إلى 8 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2035.

وبحسب التقرير فإن جميع أطراف الصناعة فوجئوا بقوة وتيرة النمو وحجم المكاسب الإنتاجية الواسعة في الفترة الماضية مشيرًا إلى أنه يجري العمل على التغلب على صعوبات السوق في المرحلة الحالية من خلال التركيز على تحقيق تقدم واسع في مجال خفض التكاليف لتجاوز الكساد الحالي ودعم مستقبل إمكانات نمو النفط الضيق في الولايات المتحدة.

وذكر التقرير أن إنتاج النفط الضيق في أقصى ذروته لن يتجاوز 10 في المائة من إمدادات النفط في العالم، والغالبية العظمى من هذا الإنتاج تجيء من الولايات المتحدة وإنتاج أميركا الشمالية إلى جانب إنتاج آخر متزايدًا من بعض أجزاء من مناطق أخرى في العالم.

وأضاف التقرير أنه في الوقت نفسه شهدت الطاقة المتجددة نموًا ملحوظًا وبقوة استثنائية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك طاقة الرياح والطاقة الشمسية والأخيرة شهدت طفرات واسعة على مدار السنوات العشر الماضية حيث ازدادت الطاقة الشمسية نحو 60 ضعفًا وهو ما يعني أنها ضاعفت قدرتها في المتوسط مرة كل 20 شهرًا.

 وأغلق النفط مرتفعًا نحو 3 في المئة في ختام تعاملات الأسبوع بعد تقرير ضعيف للوظائف الأميركية وضع ضغوطًا على الدولار وأعطى دعمًا للسلع الأولية لكن أسعار الخام أنهت الأسبوع على انخفاض حاد بسبب مخاوف وفرة الإمدادات.