واشنطن - فلسطين اليوم
رفعت مؤسسات مالية متخصصة توقعاتها لأسعار النفط، خلال الفترة المقبلة في وقت يشهد عقوبات نفطية وشيكة على إيران، وتحركات من جانب منظمة "أوبك" لتقليل الامتثال في اتفاق خفض إنتاج النفط، ووصل سعر برميل النفط، الإثنين إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر / تشرين الثاني 2014، إذ بلغ نحو 81 دولارًا بعد قرار "تحالف أوبك+"، المشكّل من منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وشريكاتها بقيادة روسيا، عدم زيادة الإنتاج على الرغم من ضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب , وبذلك تجاوز أعلى مستوى بلغه منذ نحو 4 سنوات وكان 80,50 دولار.
ورفع "بنك أوف أميركا ميريل لينش" توقعاته لسعر خام برنت في العام المقبل بفعل ما قال إنه تراجُع أكبر في صادرات إيران عن تكهناته السابقة نظرًا إلى موقف أكثر تشددًا من جانب الولايات المتحدة , وزاد البنك توقعه لسعر برنت في 2019 إلى 80 دولارًا للبرميل من 75 دولارًا.
وقال في مذكرة بحثية "توقعاتنا السابقة انطوت على فقد للمعروض الإيراني لا يزيد على 500 ألف برميل يوميًا , أصبحنا نفترض الآن خفضًا قدره مليون برميل يوميًا" , وأضاف "العامل الإيراني قد يهيمن على السوق في المدى القريب ويتسبب في طفرة، لكن بواعث القلق بشأن طلب الأسواق الناشئة قد تعود".
يأتي هذا بينما قال مسؤول تنفيذي كبير في "ترايفجورا لتجارة السلع الأولية"، الإثنين، إن إيران ستصدّر كميات أقل بكثير من النفط مقارنةً مع التوقعات الأولية عندما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستعيد فرض العقوبات على طهران وأن ذلك سيعزز الأسعار.
وقال بين لوكوك، المدير المشارك لتداول النفط في "ترافيجورا"، متحدثًا للصحافيين "أعتقد أنه عندما أُعلنت العقوبات للمرة الأولى قبل أشهرعدة، كان الناس يقدّرون الخفض بين 300 و700 ألف (برميل يوميًا) , أعتقد أن التوقعات تحركت إلى خفض أكثر بكثير من مليون برميل يوميًا، وربما 1.5 مليون برميل يوميًا" , ويتعرض المشترون في أنحاء آسيا لضغوط أميركية من أجل تقليص وارداتهم من النفط الإيراني مع استهداف واشنطن وقف صادرات ثالث أكبر مصدّر في "أوبك"، لإجبار طهران على إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي , لكن لوكوك أضاف أن الشركات الصينية ستواصل استيراد النفط الإيراني بينما سيخفض المشترون التقليديون الكميات، لكن من المستبعد أن يتوقفوا تمامًا.
وقال على هامش مؤتمر "البترول لآسيا والمحيط الهادي" في سنغافورة "تصدير النفط الإيراني لن يتوقف تمامًا، لكنه سيقل كثيرًا عن ذي قبل , ومن المرجح أن يصبح أقل كثيرًا مما توقعه معظم الناس عندما أُعلنت العقوبات، والنتيجة أسعار (النفط) المرتفعة" , وأوضح أن المشترين يفضّلون النفط العراقي والمكسيكي كبديل للخام الإيراني.
كان لوكوك قد قال في وقت سابق خلال المؤتمر إنه يتوقع أن ترتفع أسعار النفط إلى 90 دولارًا للبرميل بحلول عيد الميلاد، و100 دولار للبرميل بحلول العام الجديد من نحو 80 دولارًا للبرميل من خام برنت حالياً وذلك بفعل قوة الطلب العالمي , وقال لوكوك، الذي ترقّى في يوليو / تموز من منصبه السابق كمدير مشارك لقسم المخاطر، إن تراجع إنتاج فنزويلا والطلب العالمي القوي على النفط من المرجح أن يعززا أسعار النفط أيضًا.
وقال إن زيادة الطاقة التكريرية في آسيا ستزيد الطلب على النفط الخام هي الأخرى , وأضاف "هذه أوقات مثيرة في ظل بدء تشغيل عدد من مصافي التكرير الجديدة والتغييرات الحاصلة بسوق النفط الخام في أنحاء العالم، لذا من المفترض حقاً أن نشهد تقلبات زائدة في المستقبل" , وتابع أن العام الحالي انطوى على تحديات للصناعة لكن العام المقبل يبدو باعثًا على التفاؤل أكثر , لكن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قال إن أسعار النفط المرتفعة غير مفيدة لأي طرف، وذلك بعد أن استبعدت "أوبك" وحلفاؤها من منتجي النفط غير الأعضاء في المنظمة أي زيادة فورية في إنتاج الخام , وقال نوفاك خلال مقابلة سُجلت معه في الجزائر التي استضافت اجتماع "أوبك" والمنتجين المستقلين يوم الأحد "على جميع الدول أن تستهدف شيئًا واحدًا .. توازن العرض والطلب , أسعار النفط المرتفعة ليست مفيدة لأي أحد".
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، بشكل منفصل للقناة التلفزيونية ذاتها متحدثًا من خلال مترجم، إن أسعار النفط "متوازنة على نحو جيد للغاية"، مضيفًا "نتوقع فائضًا في المعروض في 2019، ربما نُضطر عندها إلى معاودة الخفض" , قال مسؤول نفطي كويتي كبير، الإثنين، إن أسعار النفط العالمية ستكون جيدة للمنتجين والمستهلكين عند نحو 70 دولارًا للبرميل، حيث ستسمح باستثمارات النفط والغاز دون الإضرار بالطلب.
وقال نزار العدساني الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية خلال مؤتمر البترول لآسيا والمحيط الهادي "نحتاج إلى تحقيق توازن بحيث لا تضر الأسعار المرتفعة بالطلب , وفي ذات الوقت تشجّع أيضًا على الاستثمار , لذا أعتقد أن أسعاراً عند نحو 70 دولارًا ستكون مقبولة للموردين والمستهلكين على حد سواء".
ترى شركة "يونيبك" الصينية إن الطلب العالمي على النفط سيصل إلى 104.4 مليون برميل يوميًا في 2035 بزيادة عن المستوى الحالي الذي يقل قليلاً عن 100 مليون برميل يوميًا، في الوقت الذي تحدّ فيه التكنولوجيا الجديدة بشكل تدريجي من استخدام النفط , وقال تشين بو، رئيس "يونيبك" خلال مؤتمر البترول السنوي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك) في سنغافورة، الإثنين)، إن تحسن كفاءة الطاقة والتغيرات التكنولوجية بما في ذلك ظهور الطاقة المتجددة يعني أن الطلب العالمي على النفط سيتباطأ خلال السنوات المقبلة ويصل إلى 104.4 مليون برميل يوميًا في 2035.