واشنطن - فلسطين اليوم
تجاوزت أسواق الأسهم العالمية خسائرها الخميس، وارتفع الدولار إلى أعلى مستوياته مقابل الين الياباني في ثلاثة أسابيع، في مؤشر واضح على تراجع حدة المخاوف من نشوب حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، خاصة في ظل التصريحات التي فُهمت على أنها مساع للتهدئة من جانب الولايات المتحدة، ودعوة صريحة من الجانب الصيني إلى إجراء المزيد من المفاوضات.
وقال لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، أمس الخميس، إن الإجراءات التجارية الأخيرة التي اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه الصين “لا تستهدف معاقبة أي قطاعات أو الأسواق”، متابعا للصحافيين في البيت الأبيض “هدفنا ليس معاقبة أي أحد، هدفنا هو فتح الأسواق والاستثمارات وخفض الحواجز - تلك هي القضية، أي ضرر يلحق باقتصادنا مصدره الممارسات الصينية التقييدية، توجهوا باللوم إلى الصين لا ترامب”.
لكن كودلو أكد أيضا أنه من المحتمل ألا يتم تطبيق التعريفات الجمركية على الصين، وقال إن ترامب “تاجر حر في نهاية المطاف، ويريد حل المشكلات بين الولايات المتحدة والصين بأكثر ما يمكن من دون ضرر”، وفي حديثه على شبكة “فوكس نيوز”، أكد أن الرئيس الأميركي “يضع أوراقه على الطاولة”، بينما يدعم البلاد، ويسعى إلى تحقيق تجارة عالمية أفضل، لكنه قال إن الطريق إلى تحرير التجارة يجب أن يشمل “إصلاحات هائلة” وينهي الممارسات التجارية غير المشروعة وغير العادلة، وعلى الجهة الأخرى، ولفت كوي تيانكاي، سفير الصين لدى الولايات المتحدة مساء الأربعاء، عقب اجتماع مع جون سوليفان القائم بأعمال وزير الخارجية الأميركي، إلى أن بكين تفضل حل النزاع التجاري مع واشنطن من خلال المفاوضات، لكن يجب على البلدين كليهما أن يتصرفا بروح المسؤولية، مؤكدا أن “التفاوض سيظل خيارنا المفضل، لكن التانغو رقصة ثنائية، سنرى ما الذي ستفعله الولايات المتحدة”.
وارتفع الدولار إلى أعلى مستوياته في أسبوعين أمام سلة من العملات الرئيسية أمس بدعم من تعافي وول ستريت وبوادر على أن الولايات المتحدة ربما تتفاوض لحل لنزاعها التجاري مع الصين، وبعد تلويح بكين يوم الأربعاء بالرسوم الجمركية على واردات أميركية ارتفع الين، الذي غالبا ما يحظى بإقبال المستثمرين في أوقات اضطراب السوق، وعزوف المستثمرين إلى حد كبير عن تكوين مراكز جديدة في الأصول العالية المخاطر مع هبوط الأسهم الأميركية.
لكن الدولار عوض خسائره أمس، وزاد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0،1 في المائة إلى 90،20، وارتفع الدولار 0،3 في المائة مقابل العملة اليابانية ليجري تداوله عند 107،08 ين، ثم سجل لاحقا أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع أمام العملة اليابانية عند 107،29 ين، بينما انخفض الدولار الأسترالي 0،3 في المائة إلى 0،7691 دولار أميركي رغم صدور بيانات محلية قوية، وتراجع اليورو 0،2 في المائة إلى 1،2258 دولار أميركي، معززا مكاسبه المحدودة التي سجلها الأربعاء.
ومع انتعاش شهية المستثمرين للمخاطرة، تراجعت أسعار الذهب أمس، وبحلول الساعة 0701 بتوقيت غرينتش نزل الذهب في المعاملات الفورية 0،6 في المائة إلى 1324،96 دولار للأوقية (الأونصة)، بعدما لامست أعلى مستوى في أسبوع عند 1348،06 دولار للأوقية الأربعاء، وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0،9 في المائة إلى 1328،50 دولار للأوقية، ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، نزلت الفضة في المعاملات الفورية 0،2 في المائة إلى 16،24 دولار للأوقية، وانخفض البلاتين 0،5 في المائة إلى 907،20 دولار للأوقية بعدما تراجع إلى 901،50 دولار للأوقية وهو أدنى مستوى له منذ ديسمبر (كانون الأول)، واستقر البلاديوم عند 924،55 دولار للأوقية بعدما لامس 913 دولارا يوم الأربعاء، وهو أدنى مستوى منذ مطلع تشرين الأول.
وعصر أمس، فتحت الأسهم الأميركية على ارتفاع بدعم من مكاسب “أمازون” و”فيسبوك”، خاصة في ظل انحسار المخاوف من حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين، وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 109،7 نقطة أو 0،45 في المائة إلى 24374 نقطة، وزاد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 14،19 نقطة أو 0،54 في المائة إلى 2658،88 نقطة، وصعد المؤشر ناسداك المجمع 54،70 نقطة أو 0،78 في المائة إلى 7096،81 نقطة.
وكانت الأسهم اليابانية ارتفعت عند الإغلاق أمس بعد أن صعدت وول ستريت مع إغلاق الأربعاء، لتتعافى من موجة هبوط أطلقها تصاعد النزاع التجاري، وربح المؤشر "نيكي" القياسي للأسهم اليابانية 1،5 في المائة ليغلق عند 21645،42 نقطة، متجاوزا متوسطه المتحرك لمائتي يوم البالغ 21359،22 نقطة، وزاد المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقا 1،1 في المائة إلى 1724،61 نقطة، مع ارتفاع 28 من بين 33 قطاعا فرعيا على المؤشر.
وبدروها، قفزت الأسهم الأوروبية في التعاملات المبكرة الخميس، مع عودة المستثمرين إلى شراء الأصول العالية المخاطر، وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1،5 في المائة إلى أعلى مستوياته في أسبوعين خلال التعاملات الصباحية، بدعم من أسهم القطاعين المالي والصناعي، ليركب موجة المكاسب التي دفعت وول ستريت والأسهم الآسيوية للصعود.