اللاجئين السوريين

أكدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أنها تحتاج 4 بلايين دولار سنويًا لتغطية حاجات اللاجئين السوريين في الداخل والخارج ودول الجوار، لكنها تمكنت من جمع 1،6 بليون دولار فقط هذا العام، وأنها تحتاج إلى 2،4 بليون دولار أخرى، لذلك بدأت تلجأ إلى القطاع الخاص من خلال مبادرات من بينها إطلاق منصة عالمية للزكاة، في محاولة سد بعض العجز وتلبية الحاجات الأساسية للاجئين السوريين.

وقال مسؤول علاقات القطاع الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مفوضية اللاجئين، حسام شاهين "مع بداية الشهر الكريم، ندعو الجميع لمساندة الأسر اللاجئة في إطار حملتنا (الناس للناس)، كي نتمكن سويًا من تلبية الحاجات الأساسية لكل هذه الأسر في أشد ظروفها صعوبة، إذ نعتمد على مساهماتكم وتبرعاتكم لمواصلة تأدية هذه المهمة"، كما أشار إلى أن عدد اللاجئين في العالم يتجاوز 22 مليونًا، 40 في المئة منهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، 10 ملايين داخل المنطقة العربية، إضافة إلى 18 مليون مهجر يعيشون في الداخل السوري، معظمهم من النساء والأطفال، وقال: لا بد لنا اليوم أن نؤازر الأسر اللاجئة الأكثر عوزًا وحاجة، لا سيما الأطفال والنساء من اللاجئين السوريين.

وأشار شاهين إلى أن المفوضية تحتاج إلى توافر 2100 دولار سنويًا لكل أسرة مؤلفة من خمسة أشخاص، لتغطية الحد الأدنى من الحاجات، أي 174 دولارًا شهريًا لكل عائلة، أضاف "المشكلة هي أن الحاجة كبيرة جدًا، وهناك شح في المساعدات من الدول، لذلك نلجأ إلى فتح الباب للمساعدات من القطاع الخاص، من الأفراد والشركات والمؤسسات غير الحكومية في المنطقة، كي نتجاوز الأزمة الإنسانية على الأقل، إن لم نتمكن من حل الأزمة سياسيًا، من هنا جاءت فكرة مبادرة منصة الزكاة"، لافتًا إلى أن مساهمة القطاع الخاص في المساعدات تصل إلى 12 في المئة، في مقابل 2 في المئة قبل سنتين.

وأكد أن المنصة التي أطلقتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تأتي في إطار محاولة أيجاد "مسار موثوق وفعال لأداء فريضة الزكاة، وضمان وصول كامل المبالغ المقدمة مباشرة إلى مستحقيها من اللاجئين الأكثر عوزًا وحاجة في الأردن ولبنان، وقال إن المنصة تتسم بالمصداقية والشفافية وتعطي المتبرعين ثقة بأن أموالهم ستذهب إلى من يحتاجها، كونها تابعة إلى مؤسسة دولية، لافتا إلى أن المبادرة متوافقة كليًّا مع الأحكام والضوابط الشرعية للزكاة، بدعم من خمس فتاوى صادرة عن أبرز علماء المسلمين والمؤسسات الإسلامية، وتخضع لمعايير حوكمة صارمة تضمن شفافيتها في كل خطوة، بدءًا من تخصيص المزكين زكاة مالهم للاجئين وانتهاءً بتوزيعها على مستحقيها من العائلات اللاجئة، وقد تبنت المفوضية منهجية رقمية لدفع أموال الزكاة، من شأنها ضمان الأمن والكفاءة والشفافية وراحة البال المطلقة.

وقال إن المنصة استقطبت 800 ألف دولار منذ مطلع شهر رمضان، معظمها من الإمارات والسعودية، ولكننا نعول على العشر الأواخر من الشهر الفضيل، لتغطية حاجات 6 آلاف عائلة.

وأطلقت المفوضية حملة عالمية (الناس للناس)، للتعريف بالأسر اللاجئة التي تكافح كل يوم لتوفير قوتها اليومي بهدف تسليط الضوء على قدرة النساء والأطفال تحديدًا على الصمود، من غير معيل في معظم الأحيان، في وجه المعاناة التي اجتاحت حياتهم من دون أي سابق إنذار.

وقال شاهين "في وقت يشهد العالم مزيدًا من الأزمات، ندعوكم اليوم إلى مساعدتنا في دعم اللاجئين المحتاجين، إذ نحرص على التواجد فعليًا بجوار هذه الأسر لمنحها الدعم الحيوي مثل المأوى والرعاية الصحية ومياه الشرب، إضافة إلى المساعدات النقدية الشهرية كي يتسنى لنا حمايتها ووقاية أطفالها من أخطار العمالة والاستغلال"