أنقرة ـ جلال فواز
كشف تقرير، نشرته صحيفة "الغارديان"،عن المشاكل التي تواجه اقتصاد تركيا، عندما قامت طائرات بأخذ لقطات لعدة مشاريع بناء تنموية حضرية، لم يتم استكمالها.
وكانت المشاريع عبارة عن قلاع صغيرة لم يم استكمالها، مثل مشروع "برج الباباس"، الذي يعد مشروعًا سكنيًا فاخرًا، بالقرب من قرية مودرنو، الواقعة في منتصف الطريق تقريبًا بين اسطنبول وأنقرة، والذي لم يكتمل العام الماضي، بعد أن أفلست شركته "ساروت غروب".
اقرا ايضا تهاوي الثقة في الاقتصاد التركي بأكبر قدر في 10 سنوات
وأصبح مشروع 3 ألاف فيلا فاخرة والذي كلف ما يُقدر بنحو 151 مليون جنيه إسترليني للبناء غير مؤكّد، كما أصبح تحذير للمطورين الآخرين في قطاع الإنشاءات المثقل بالديون في تركيا، بحسب تقرير "الغارديان".
وبدأ العمل بالمشروع عام 2014 على وحدات تم تصميمها في الأساس كبيوت عطلات لسياح الخليج من الأثرياء، وشملت المخططات بناء حمامات تركية ومجمع ترفيهي، ولم يتم بيع سوى عدد قليل من المنازل التي يبلغ سعرها 379 ألف جنيه إسترليني، ومع ذلك انسحب العديد من المستثمرين منذ ذلك الحين، بحسب تصريحات مزهر ييرديلين، نائب رئيس مجموعة "ساروت" العقارية.
ومن وسط 732 مبنى تم التخطيط لها، تم الانتهاء فقط من 587 مبنى، وتُعاني الشركة من ديون تصل إلى 20 مليون جنيه إسترليني.
وتُشير الصحيفة إلى أن سكان قرية مودورنو المحليين، يكرهون مشروع البناء منذ فترة طويلة، ويقولون إنه لا يتوافق مع الهندسة المعمارية التقليدية للمنطقة، والتي تتميز بالمباني البيزنطية والمنازل الخشبية العثمانية التقليدية مع مسجد يبلغ من العمر 600 عام، لكن الحكومة التركية قد أصدرت لوائح بناء جديدة، تهدف إلى الحفاظ على الشخصية والتراث المحلي، وفي العديد من الأماكن، يجب أن تكون مشاريع الإسكان منخفضة الارتفاع وتتناسب مع الأحياء القائمة.
ويوضّح ياشار عدنان ادانالي، الباحث في مجال التنمية الحضرية في اسطنبول، أن قد يكون الأوان فات، للتخلص من بعض الأضرار، وقال، "إنني قلق من أن مشاريع مثل برج الباباس قد فتحت بوابة الشرور، من بعض النواحي، لقد انفجرت تركيا منذ ذلك الحين بمشاريع بدون تخطيط مناسب غير مكترثه بالسياق الجغرافي والتاريخ المحيط ".
ووفقًا لـ"الغارديان"، فقد شجع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على الطفرة في مجال البناء، مشيدًا بمشاريع بنية تحتية كبيرة مهمة، كمحرك للاقتصاد التركي، ومع ذلك، تركت الليرة التركية الضعيفة العديد من الشركات تكافح من أجل سداد ديون العملات الأجنبية المقترضة لتمويل المشاريع، مما عطل العمل وتسبب في إفلاس الشركات، وقد أدت فقاعة البناء المنهارة إلى أبنية باهظة الثمن غير مكتملة البناء في جميع أنحاء البلاد.
قد يهمك ايضا "برات البيراق" يؤكد مساهمة الصادرات القوية في نمو الاقتصاد التركي