واشنطن - فلسطين اليوم
تراجع الدولار على نطاق واسع، الخميس، ليسجل أدنى مستوى في 15 شهرًا مقابل الين، حيث طغت معنويات سلبية تجاه الدولار على تأثير ارتفاع سندات الخزانة الأميركية لأجل عشرة أعوام إلى أعلى مستوى في أربعة أعوام، ويواجه المحللون صعوبة في تفسير الانخفاض واسع النطاق للدولار الذي جاء على الرغم من ارتفاع العائد على سندات الخزانة بنحو ثلاثة في المئة وصعود أسواق الأسهم والسلع الأولية.
وارتفع الدولار لفترة وجيزة الأربعاء، بعدما أظهرت بيانات أن التضخم الأميركي كان أقوى من المتوقع في يناير/ كانون الثاني، ما يعزز توقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي الأميركي" سيرفع سعر الفائدة أربع مرات في العام الجاري، لكنه سرعان ما تراجع الدولار وسجل أسوأ أداء يومي له في ثلاثة أسابيع مقابل سلة عملات كبيرة منافسة. وواصل تلك الخسائر ليتراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى في أسبوعين عند 88.585.
وانخفض الدولار مقابل الين 0.8 في المئة إلى 106.18 ينًا، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2016، ويمثل انخفاضًا نسبته 3.8 في المئة عن الذروة التي سجلها في أوائل فبراير/ شباط عندما اقترب من 110.50 ين، وارتفع اليورو لفترة وجيزة فوق 1.25 دولار لأول مرة في أسبوعين، ليجري تداوله بارتفاع نحو نصف في المئة خلال الجلسة، قبل أن يتراجع إلى ما دون من هذا المستوى بقليل.
وفي «وول ستريت»، استمرت حالة التقلبات الخميس، حيث صعدت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأميركية في بداية جلسة التداول، مع انحسار المخاوف من تزايد التضخم، ليتجاوز «داو جونز» مستوى 25 ألف نقطة.. إلا أن المؤشرات الثلاثة اتجهت في وقت لاحق نحو الهبوط متخلية عن مكاسبها، وبدأ المؤشر الجلسة مرتفعًا 206.95 نقطة، أو 0.83 في المئة، إلى 25100.44 نقطة. في حين صعد المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الأوسع نطاقًا 18.26 نقطة، أو 0.68 في المئة، إلى 2716.89 نقطة. وقفز المؤشر «ناسداك» المجمع 55.28 نقطة، أو 0.77 في المئة، إلى 7198.90 نقطة.
وفي غضون ذلك، ارتفع عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات للحصول على إعانة البطالة من قرب أدنى مستوياته في 45 عامًا لكنه يظل دون المستوى المرتبط بتحسن سوق العمل. وقالت وزارة العمل الأميركي إن طلبات الإعانة الجديدة زادت بواقع سبعة آلاف طلب، إلى مستوى معدل في ضوء العوامل الموسمية بلغ 230 ألفًا للأسبوع المنتهي في العاشر من فبراير. وجرى تعديل طلبات الأسبوع السابق لتظهر ألفي طلب فوق القراءة السابقة.
وتوقع اقتصاديون استطلعت وكالة «رويترز» آراءهم أن تزيد طلبات إعانة البطالة إلى 230 ألف طلب في أحدث أسبوع. وكانت الطلبات هبطت إلى 216 ألفًا في منتصف يناير، مسجلة أدنى مستوياتها منذ يناير 1973، وتعد المؤشرات الأخيرة عن إعانة البطالة هي القراءة الرابعة والخمسين بعد المئة التي تكون فيها الطلبات دون مستوى 300 ألف، وتلك أطول مدة متصلة منذ 1970.
وتقترب سوق العمل الأميركية من وضع التوظيف الكامل حيث يبلغ معدل البطالة أدنى مستوى في 17 عامًا عند 4.1 في الائة. وبدأ تحسن سوق العمل في دفع الأجور للصعود وهو ما يزيد بمرور الوقت من الضغوط التضخمية، وارتفع متوسط أربعة أسابيع من طلبات إعانة البطالة، الذي يعتبر مؤشرًا أدق لاتجاهات سوق العمل، بمقدار 3500 طلب إلى 228 ألفًا و500 طلب.
ومن جهة أخرى، استقر إنتاج المصانع في الولايات المتحدة للشهر الثاني على التوالي خلال يناير، مخالفًا توقعات المحللين التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 0.3 في المئة، وقال تقرير من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إن مجمل الإنتاج الصناعي تراجع 0.1 في المئة خلال الشهر الماضي متأثرًا بهبوط قدره 1 في المئة في إنتاج قطاع التعدين، في حين زاد إنتاج المرافق 0.6 في المئة. وتلقى القطاع الصناعي دعمًا العام الماضي من تحسن الاقتصاد العالمي.
وتضرر إنتاج قطاع التصنيع الشهر الماضي من انخفاض بنسبة 0.2 في المئة في إنتاج مصانع معدات الطيران والفضاء وهبوط قدره 0.5 في المئة في مصانع المنتجات البلاستيكية وتراجع إنتاج الصناعات الغذائية 0.4 في المئة. وانخفض معدل استغلال الطاقة الإنتاجية، الذي يقيس كيف تستخدم الصناعات مواردها بشكل كامل، إلى 77.5 في المئة.