القاهرة - سهام أبوزينة
عزز الجانبان العربي والروسي أرضية التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وذلك بعد توقيعهما مجموعة اتفاقيات على هامش أعمال منتدى "آتوم إكسبو"، الذي استضافته مدينة سوتشي في الدورة الحادية عشرة منه، بمشاركة 650 شركة ومؤسسة من مختلف دول العالم، بما في ذلك بعض دول من العالم العربي، فضلًا عن أكثر من 4000 ممثل شركة تعمل في مجال الطاقة النووية وتطويرها.
وأكّد أكثر من مشارك في أعمال المنتدى، من الجانبين العربي والروسي، أن الدورة الحالية، والنقاشات والمحادثات التي شهدتها، عكست اهتمامًا متزايدًا من جانب الدول العربية للاستفادة من الاستخدامات السلمية المدنية للطاقة النووية، واهتمام الجانب الروسي بتعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال.
ومن أهم ما تم توقيعه خلال المنتدى، مذكرة بين شركة "آتوم إنيرجو ماش"، التابعة إلى مؤسسة الطاقة النووية الروسية "روساتوم"، وشركة المشاريع البترولية والاستشارات الفنية "بتروجيت"، وتنص المذكرة على التعاون في إنتاج وتوريد المعدات لمحطات الطاقة النووية، والمشاريع المتعلقة بصناعات النفط والبتروكيماويات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
إقرأ أيضـــــا:
إنجاز 89% من مشروع محطات الطاقة النووية في الإمارات
وتعد "آتوم إنيرجو ماش"، شركة رائدة في هندسة الطاقة في روسيا، وتعتبر موردا للحلول المتكاملة الفعالة للطاقة النووية والطاقة الحرارية والغاز والبتروكيماويات وبناء السفن وغيرها من الصناعات، وهي الجهة المختصة ببناء آلات الطاقة التابعة إلى شركة "روساتوم"، أما "بتروجيت"، فهي واحدة من الشركات الرائدة في مجال الهندسة والمشتريات والبناء في الشرق الأوسط، وتعمل في مجال الطاقة والنقل، ولديها إنتاجها الخاص من الهياكل المعدنية وخطوط الأنابيب وسفن ذات الضغط العالي والنقل البحري.
وعبر أندريه نيكيبيلوف، المدير العام لمؤسسة "إنيرجو ماش"، عن سعادته لتوقيع المذكرة، ووصفها بأنها خطوة مهمة في تطوير التعاون التجاري ذي المنفعة المتبادلة في تطوير المشاريع الحالية والمتوقعة، التي سيتم تنفيذها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
ووقع مركز الأبحاث الحكومي الروسي وشركة بتروجيت، مذكرة تفاهم حول تطوير التعاون من أجل تنفيذ المشاريع النووية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتنص المذكرة على إقامة تعاون تجاري لدعم مشاركة بتروجيت في مشاريع الطاقة النووية، التي تعتمد على التصميم وأنظمة ومعايير الجودة الروسية.
وقال فيكتور أورلوف، المدير العام لمركز الأبحاث الحكومي الروسي: "تعاوننا مع بتروجيت سيسمح بتطبيق طريقة التعامل وتحسينها مع أي من الشركاء الآخرين، والمقاولين والموردين الفرعيين للمشاريع الأخرى المنفذة في الخارج"، معربًا عن أمله في أن يؤدي هذا التعاون إلى تشكيل مجموعة مستقبلية لخدماتنا المقدمة للشركاء من دول أخرى.
وشدّد معتز خليل، نائب رئيس تطوير الأعمال في "بتروجيت"، على أن «التعاون مع مؤسسات "روساتوم" في مشروع الضبعة هو أولوية بالنسبة لشركة بتروجيت، وقال إنه يتطلع للاستفادة من التعاون مع الجانب الروسي لتحقيق الاستفادة القصوى لبتروجيت وزيادة قدراتها في مجالات التصنيع والبناء لصالح مشروع الضبعة ومشاريع الطاقة النووية الأخرى التي تنفذها "روساتوم" حول العالم.
فضلًا عن المحادثات لتعزيز التعاون في مجال الطاقة النووية بين روسيا ودول العالم، بما في ذلك الدول العربية، شهدت أروقة منتدى "آتوم إكسبو"، ورشات عمل وجلسات نقاش ركزت على دور الطاقة النووية "من أجل حياة أفضل للإنسان"، وفي هذا الصدد، شدد سيرغي كيرينكو، النائب الأول لمدير ديوان الرئاسة الروسية، ورئيس مجلس الإشراف على مؤسسة "روساتوم"، على أهمية دور الطاقة في تحقيق التنمية المستدامة، لافتًا إلى أنه وفقًا لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، فإنه من الضروري تحقيق هدفين أساسيين، هما القضاء على الفقر والحفاظ على الكوكب، وعبر عن قناعته بأن "العامل الأساسي في هذه العملية هو تحقيق احتياطيات الطاقة، التي من دونها لا يمكن حل المهمتين الأولى أو الثانية"، وقال: "الطاقة النووية هي بمثابة اللاعب الرئيسي في تلك المعادلة في مواجهة كل هذه التحديات".
وأشار أليكسي ليخاتشوف، المدير العام لمؤسسة "روساتوم"، إلى أن جميع أهداف التنمية المستدامة الـ17 للأمم المتحدة تتماشى مع الحلول التي توفرها التقنيات النووية.
وشهد المنتدى 18 جلسة نقاش، تحدث فيها أكثر من 150 خبيرًا، تناولوا خلالها قضايا التطوير الابتكاري باستخدام التقنيات النووية المتقدمة، واستعرضوا المسائل التي تعنى باستخدام تطبيقات الطاقة النووية والتكنولوجيات الإشعاعية في الصناعة والعلوم والطب والزراعة، والاتجاهات الرئيسية في تطوير توليد الكهرباء والحد من انبعاثات الكربون ودور الشراكات العالمية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في هذا المجال، كما جرى بحث التحديات الراهنة في مجال الحفاظ على المعرفة وتنمية رأس المال البشري، والمناهج الحديثة لجذب الاستثمارات، وأيضًا مساهمة الصناعة النووية في التنمية المستدامة.
قد يهمــــك أيضــــا: