شركة أوبر

افتتح صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية أولى صفقاته العالمية بعد إعلان الرؤية 2030 بشراء حصة في شركة أوبر بقيمة 3.5 مليار دولار، وذلك ضمن جهود رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي أعلن عنها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، التي تهدف الى تنويع مصادر دخل المملكة ورفع حصة الاستثمارات الأجنبية لدى صندوق الاستثمارات العامة إلى ما يقارب 50%، من الصندوق بنهاية عام 2020 من 5% حاليا باستثناء أرامكو.
 
ضخ صندوق الاستثمارات العامة وهو الصندوق السيادي للمملكة الذي يترأس مجلس إدارته الأمير محمد بن سلمان، 3.5 المليار دولار في شركة أوبر - وهي منصة تربط بشكل سريع وسهل بين الركاب والسائقين من خلال تطبيق إلكتروني.
 
ويبرز هذا الاستثمار لكونه أحد أكبر الاستثمارات الدولية لصندوق الاستثمارات العامة حتى تاريخه والأول منذ الإعلان عن رؤية 2030. وبموجب هذه الصفقة سيشارك الصندوق بأحد المقاعد في مجلس إدارة أوبر.
 
يذكر أن أوبر تقدم خدماتها حالياً في 9 دول و15 مدينة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وداخل السعودية، تقدم خدماتها في الرياض وجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية. إضافة الى ذلك، فإن 80%، من عملاء أوبر في السعودية هم من النساء.
 
ويأتي هذا الاستثمار في سياق ما تعمل عليه أوبر حالياً من اجتذاب لرؤوس أموال بقيمة 5 مليارات دولار، حيث تقدر قيمة الشركة بـ68 مليار دولار. يشار إلى أن صندوق الاستثمارات العامة تأسس عام 1971 وهو يمتلك حصصا في 19 شركة مدرجة في السوق السعودية تمثل حصصه أكثر من 40% من القيمة السوقية لسوق الأسهم .
 
كما يمتلك الصندوق 100%، من شركة تداول والشركة السعودية للخطوط الحديدية وشركة سنابل للاستثمار. وربما لا يعرف الكثيرون عن شركة أوبر تلك التي أنشئت قبل نحو 7 سنوات في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية بمبلغ بسيط جدا مقارنة بقيمتها الحالية التي تتخطى عشرات المليارات.
 
"أوبر" قبل هذه السنوات القلائل لم تكن سوى فكرة بسيطة لدى غاريت كامب وترافيز كالانيك، اللذين تشاركا معا في 2009، ونفذا الحلم الذي أصبح الآن العملاق "أوبر".
 
و"أوبر" هي شركة لخدمات سيارات الأجرة يستخدم عملاؤها من الركاب تطبيقات على الهواتف لاستدعاء السيارات التي يقودها ملاكها العاملون في الشركة، وكانت انطلاقتها التجريبية في 2010.
 
وسرعان ما قامت الشركة بتطوير خدماتها لتطلق تطبيقها على الهاتف المحمول رسمياً، في سان فرانسيسكو عام 2011. وتعتمد أوبر على آلية تسعير خاصة بأوقات الذروة، تسمح للسائقين برفع الأجرة، عندما يصل حجم الطلب إلى حد معين، حيث يتم تنبيه العملاء إلى ذلك عبر التطبيق الخاص الذي يستخدمه العملاء على أجهزتهم الهاتفية، والذي يشير إلى معدلات الطلب ونسبة الارتفاع في الأجور بحسب وقت الذروة.
 
ويبلغ عدد موظفي الشركة نحو 6700 موظف وتقدم خدماتها في 449 مدينة في 70 دولة حول العالم. وبحسب موقع أوبر فإنها تقوم بنحو مليون عملية توصيل يوميا، ومليار عملية منذ إنشائها، ولديها نحو 395 ألف راكب نشط في الشرق الأوسط.
 
وتوفر الشركة عدة مستويات من الخدمات كي تناسب كل عملائها من حيث مقدرتهم المادية، حيث تقوم بتنويع سيارات أسطولها الذي يضمّ سيارات وأخرى أقل مستوى تتوفر بأسعار أدنى لخدمة شرائح مختلفة.
 
وتقوم شركة أوبر بالتعاقد مع السائقين وتعتبرهم شركاء ترتبط معهم بعقود مقاولات رسمية، وليس بعقود توظيف. وتقوم شركة أوبر بتنظيم العلاقة بين السائق والزبون عبر تطبيق على الهواتف الذكية يحمل اسمها، فيما تحصل الشركة مقابلة هذه الخدمة على نحو 20%، من التعرفة التي ينالها السائق. وبحسب الصفقة التي استحوذ بموجبها صندوق الاستثمارات العامة على 5%، من شركة أوبر فقد ارتفعت قيمة الشركة أوبر إلى 62.5 مليار دولار.
 
وتعتزم شركة أوبر التوسع في الشرق الأوسط، عبر استثمار 250 مليون دولار في دول المنطقة. وقد دخلت شركة تويوتا لصناعة السيارات في شراكة استراتيجية مع شركة أوبر، التي ينافسها عدد من الشركات الأخرى.