واشنطن - فلسطين اليوم
زادت أسعار النفط، مقتربة من المستويات المرتفعة التي سجلتها في الآونة الأخيرة، بعدما أظهرت البيانات أن منظمة البلدان المصدرة للبترول، "أوبك" عززت كثيراً من التزامها تعهدات خفض الإنتاج، في وقت تبدو روسيا ملتزمة الاتفاق.
وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج "برنت" 0.6 في المئة إلى 61.32 دولار للبرميل، ليقترب السعر من أعلى مستوى في سنتين الذي سجله خلال تعاملات أول من أمس، عندما بلغ 61.41 دولار للبرميل، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي أكثر من نصف دولار، أو ما يعادل واحداً في المئة، إلى 54.95 دولار للبرميل ليسجل مستوى مرتفعاً جديداً، وبينما كان مستوى الالتزام باتفاق تقليص الإمدادات منخفضاً في النصف الأول من السنة، تراجعت الإمدادات بشدة منذ ذلك الحين.
وهبط إنتاج "أوبك" في تشرين الأول (أكتوبر) 80 ألف برميل يومياً إلى 32.78 مليون برميل يومياً ليصل مستوى الالتزام بخفوضات الإنتاج إلى 92 في المئة ارتفاعاً من 86 في في المئة في أيلول (سبتمبر)، ومن المتوقع أيضاً التزام روسيا خفض إنتاجها نحو 300 ألف برميل يومياً دون مستويات تشرين الأول 2016 التي بلغت 11.247 مليون برميل يومياً.
إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة "روسنفت" إيغور سيتشن، إن الشركة الروسية العملاقة المنتجة للنفط وقعت مع شركة النفط الوطنية الإيرانية اتفاق إطار للعمل معاً في عدد من المشاريع "الإستراتيجية" في إيران باستثمارات تصل قيمتها إلى 30 بليون دولار، ومن شأن التعاون المحتمل مع إيران أن يعزز بشكل أكبر موقف "روسنفت" في الشرق الأوسط بعد أن فازت بالفعل بعدد من الصفقات في المنطقة منها الاستحواذ على حصة راجحة في خط الأنابيب الرئيسي لكردستان العراق.
ويبدو أن هذه الصفقات التي أبرمت أخيراً تأتي في إطار استراتيجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإستعادة النفوذ السياسي والاقتصادي لموسكو في المنطقة، والذي ضعف بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
يذكر أن اتفاق الإطار للعمل مع إيران وقع أثناء زيارة بوتين للجمهورية الإسلامية أمس. وقال سيتشن إن الاتفاق يمهد الطريق أمام وثائق ملزمة قانوناً ستوقع في غضون سنة. وأضاف أن الإنتاج من المشاريع المشتركة من المتوقع أن يصل في ذروته إلى 55 مليون طن سنوياً (1.1 مليون برميل يومياً).
وقال: «نحن نتحدث عن بضعة حقول للنفط والغاز سيجري تطويرها مع شركائنا»، مضيفاً أن روسنفت دعت إيران إلى تطوير مشاريع بحرية ومشاريع أخرى في روسيا. ولم يتضح بعد كيف سيتم تقسيم الاستثمارات بين الشركتين. وتنفذ روسيا وإيران، التي تعاني ضائقة مالية، منذ وقت طويل اتفاقات للنفط والغاز بقيمة تصل إلى 20 بليون دولار.
في سياق منفصل، أكد متعاملون أن متوسط السعر المعروض لخام دبي على منصة وكالة «بلاتس» للتسعير بلغ 55.548 دولار للبرميل في تشرين الأول، وهو الأعلى منذ تموز (يوليو) 2015، ويستخدم منتجو الخام في الشرق الأوسط تلك الأسعار لتحديد أسعار البيع الرسمية لخاماتهم كل شهر.
وبلغ خام دبي 55.548 دولار في تشرين الأول بارتفاع بنحو 1.8 دولار عن سعر أيلول الذي سجل 53.669. كما ارتفع خام عمان إلى 55.587 من 54.100 بزيادة 1.487 دولار.
وأكد نائب وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني مهدي كرباسيان أمس، أن طهران تسعى الى جذب استثمارات بـ50 بليون دولار في صناعات التعدين حتى عام 2022، وأنها وقعت اتفاقات مع بنوك آسيوية وأوروبية في الشهور الأخيرة. وقال على هامش مؤتمر «إيمارك» للتعدين في ملبورن: «نحتاج استثمارات بقيمة 50 بليون دولار في التعدين وصناعات التعدين في إيران».
وأضاف: «في الشهرين الماضيين عقدنا اتفاقات مع كوريا الجنوبية والنمسا والدنمارك ونحن في الطريق الى دول أخرى مثل ألمانيا»، من دون الإشارة الى مستثمرين معينين. وأشار إلى أن الخطة هي جذب رأس المال على مدار خمس سنوات، لكنه امتنع عن التصريح بحجم الاستثمارات التي جمعتها إيران حتى الآن. وقال إن إيران تسعى الى شراكات مع شركات تعدين وصناعات تحويلية أجنبية غير محددة.
وتابع: «نحاول بكل جهد إيجاد المستثمرين الملائمين... المناجم والمصانع من الفرص المتاحة أمام الشركات الأجنبية للاستثمار فيها».
وقال إنه في إطار الخطط التوسعية في قطاع الموارد، تسعى إيران الى زيادة إنتاج الألومنيوم إلى 1.5 مليون طن سنوياً بحلول عام 2025 من نحو 450 ألف طن في العام الماضي، مضيفاً أن إيران تحتاج لتحقيق ذلك الى توفير مزيد من موارد البوكسيت من الخارج.
وأضاف كرباسيان أن إيران تجري محادثات مع منتجي البوكسيت في أستراليا والبرازيل وستشارك في مناقصة عالمية في الشهرين المقبلين مع شريكتها في غينيا «سوسيته دي بوكسيت دي دابولا-توغ»، وتسعى إيران أيضاً الى زيادة إنتاج أقطاب النحاس إلى 800 ألف طن سنوياً بحلول عام 2025.