طوكيو ـ علي صيام
تبددّت الآمال التي علقتها أسواق الأسهم العالمية الأسبوع الماضي على البنوك المركزية حيث شهدت أيام التداول الخمسة ثلاثة اجتماعات لبنوك رئيسية في العالم لم تسفر سوى عن مزيد من خيبات الأمل التي أضيفت إلى الشعور بالإحباط حيال نتائج الشركات على ضفتي الأطلسي.وفاجأ البنك المركزي الياباني الذي علق المستثمرون آمالا عريضة على جرعة التحفيز التي
راهنوا على ضخها، الأسواق بعدم تغيير أسعار الفائدة ما شكل الضربة القاصمة للتداولات خاصة وأن القرار جاء وسط أجواء تشاؤمية نتجت عن بيان الفيدرالي الأميركي الأربعاء الذي أشار صراحة إلى ضعف أداء الاقتصاد.ورغم أن النفط سجل مكاسب قياسية خلال الأسبوع رفعت مكاسب البرميل بنسبة 20% خلال شهر إبريل/ نيسان، إلا أنها لم تفلح في مساندة المؤشرات الرئيسية في العالم على الإفلات من موجة بيع أوصلتها كلها إلى نطاق الخسائر لتنهي أسبوعها على اللون الأحمر دون استثناء.
وكانت المؤشرات الآسيوية انطلقت الاثنين على أرض رخوة وسط تردد المستثمرين بانتظار قرارات البنوك المركزية الموعودة لينتهي اليوم على خسائر في كافة المؤشرات الآسيوية لكنها بقيت دون الواحد بالمئة وعكست شعورا بعدم اليقين في أوساط المتداولين. وانتقلت عدوى التردد إلى أوروبا التي منيت مؤشراتها بخسائر مماثلة. وقاد قطاع الطاقة وقطاع الصناعات الدفاعية الأمريكي المؤشرات هبوطا ليسجل ناسداك أول موجة خسائر متتالية لمدة ثلاثة أيام منذ التاسع من فبراير/شباط الماضي.
واستمر الترقب الثلاثاء في آسيا التي زاد من مخاوفها أداء أسهم الطاقة في وول ستريت لتنهي على خسائر لم تتجاوز معدلات خسائر الاثنين. أما في أوروبا فكانت نتائج التداولات أفضل حيث أفلتت المؤشرات من الخسائر وحقق مؤشر يورو ستوكس 600 ارتفاعا محدودا بلغ 0.33%. وفي الولايات المتحدة كان الأداء مختلطا واللافت فيه تراجع سهم شركة «آبل» قبل الإغلاق بانتظار إعلان نتائجها بعد الإغلاق.
وبدأت تداولات الأربعاء في آسيا متقلبة بانتظار بيان الاحتياطي الفدرالي وبنك اليابان وبنك نيوزيلاندا المركزي. وانتهت على مكاسب محدودة في مؤشر أستراليا الذي ارتفع بنسبة 1.07% بينما تراجع مؤشر نيكاي بنسبة 0.53%. وفي أوروبا انتعشت المؤشرات قليلا في يوم تداول متقلب إلا أن المكاسب لم تصل إلى نصف بالمئة، باستثناء مؤشر «إيه تي جي» اليوناني الذي تراجع بنسبة 3.7% بعد قرار وزراء مالية منطقة اليورو تأجيل اجتماع مخصص لجدولة ديون اليونان. أما في وول ستريت فكان لنتائج شركة «آبل» تأثير سلبي جدا في أداء المؤشرات بعد أن تراجعت اسهم قطاع التقنية بنسبة 0.8% في حين فقد سهم آبل 6%.
وانطلقت أسهم آسيا الخميس على وقع قرار البنك المركزي الياباني الحفاظ على أسعار الفائدة الذي أحبط المستثمرين المراهنين على مزيد من التحفيز وتسبب في تحليق الين إلى مستويات قياسية مقابل الدولار. وتراجع مؤشر نيكاي بنسبة 3.24% بعد أن ارتفع بنسبة 1.41% قبل صدور القرار. وتراجعت أسهم أهم المصدرين اليابانيين خاصة تويوتا ونيسان وهوندا بنسب تراوحت بين 2.43% و3.55%. ولم يكن الوضع في أوروبا أحسن حالا طبعا وسط خيبة الأمل التي تسببت بها البنوك المركزية وأنهت المؤشرات على تراجع. ورغم انتعاش سهم شركة «فيس بوك» لم تفلح الأسهم الأمريكية في تجاوز البيئة السلبية السائدة في بورصات العالم لتغلق على خسائر متفاوتة زاد من حدتها نتائج شركات كبرى منها غولدمان ساكس ويونايتد تكنولوجيز.
واستمر نزيف الأسهم يوم الجمعة خاصة في آسيا التي أغلق فيها سوق اليابان في عطلة رسمية بعد أن تكبد نيكاي في آخر جولة تداول يوم الخميس 3.61%. ولم تفلح أسعار السلع الاستراتيجية المنتعشة في دعم الأسهم الأوروبية لتنتهي إلى الأحمر، في حين ضغطت أسهم قطاع الرعاية الصحية على المؤشرات الأمريكية وأفقدت داو جونز 56 نقطة. وانتهى الأسبوع على خسائر في كافة المؤشرات العالمية رغم تفاوت نسب الخسارة التي بلغت ذروتها في مؤشر نيكاي الياباني تحت ضغط قوة الين لينهي عند 16666.05 نقطة فاقدا 5.18% تلاه مؤشر داكس الألماني الذي أغلق عند 10038.97 نقطة فاقدا 3.22%. أما أفضل الخاسرين فكان مؤشر شنغهاي الذي اقتصرت خسارته على 0.71% مغلقا عند 2938.32 نقطة.
واستمر النفط في حصد المكاسب على مدار الأسبوع وإن كان يوم الجمعة الماضي شهد بعض التراجع على خلفية مخاوف من زيادة إنتاج محتملة من أوبك. واستفادت أسعار الخام من تراجع الدولار وتراجع عدد منصات الحفر خلال الأسبوع إحدى عشرة منصة حسب «بيكر هيدجز» لتصل إلى 332 منصة مقارنة مع 679 منصة في مثل هذا الوقت من العام الماضي، وانتهى الأسبوع على تحليق برنت إلى 48.30 دولار للبرميل ما رفع مكاسبه خلال شهر إبريل إلى 20%.وتراجع الدولار لأدنى مستويات أدائه الأسبوعية أمام الين منذ عام 2008 ليصل إلى حدود 107 ينات ما أفقده نسبة 4.5% على مدار الأسبوع. كما سجل اليورو أفضل مكاسب له مقابل الدولار منذ شهرين ونصف ليصل إلى 1.14 دولار.وانتعشت أسعار الذهب مستفيدة من تراجع الدولار لتبلغ أعلى مستوياتها منذ يناير/كانون الثاني 2015. وتجاوز سعر الأونصة أعلى حد بلغه منذ 15 شهرا ليستقر عند 1296.76 دولار في العقود الآجلة تسليم يونيو/ حزيران.واستفادت السندات من التقلب الذي طغى على أسواق الأسهم في ظل خيبة الأمل التي تسببت بها البنوك المركزية. وانتعش العائد على سندات الخزانة الأمريكية فئة السنوات العشر الأكثر حساسية حيال الأسعار ليصل إلى 1.83% في حين ارتفع العائد على فئة الثلاثين عاماً إلى 2.68%. من جانبها سجلت سندات الألمانية فئة السنوات العشر بعض المكاسب وسط أنباء عن تراجع الأداء الاقتصادي في منطقة اليورو وأنهت الأسبوع عند 0.27%.