الرئيس الارجنتيني موريسيو ماكري

 نجح الرئيس الارجنتيني موريسيو ماكري في الفوز بتأييد مجلس الشيوخ لاتفاق مقترح مع حائزي السندات الامر الذي  يؤذن بنهاية معركة مع الدائنين بدأت قبل 14 عاما.حيث صوت المجلس بأغلبية 54 ضد 16 صوتا لصالح الاتفاق بعد مناقشة ماراثوانية استمرت أكثر من 12 ساعة.

وكان مجلس النواب واافق على الاتفاق في وقت سابق من الشهر نفسه وأكد ماكري حاجة البلاد إلى إنهاء النزاع للاستفادة من أسواق الائتمان العالمية واستعادة ثقة المستثمرين وحذر من عوده الارجنتين  إلى تضخم جامح أو تخفيضات حادة في الانفاق إذا رفض المجلس الاتفاق المقترح.

وعندما تتعرض دولة ما لمخاطر التوقف عن سداد دينها السيادي "الدين العام المستحق على الحكومة بالنقد الأجنبي" أو إعلان إفلاسها فإن أسعار سنداتها تنخفض في السوق الثانوي للسندات على نحو كبير. لمثل هذا النوع من السندات تقف صناديق التحوط Hedge funds، أو ما يطلق عليها أحيانا الصناديق الانتهازية Vulture funds، على أهبة الاستعداد لشرائها من السوق الثانوي بأسعار زهيدة، ثم البدء لاحقا في معركة قضائية مع الدولة المدينة لمطالبتها بسداد القيمة بالكامل، أو التوصل لصيغة ما مع هذه الدولة تضمن لها تحقيق أرباح طائلة. ذلك أن إعلان الإفلاس لا يعني أن الدين القائم على الدولة قد ذهب هباء،

حيث تظل هناك فرصة لتحصيل هذا الدين أو جزء منه من خلال عمليات إعادة الجدولة لتمكين الدولة من الوصول إلى أسواق الدين مرة أخرى. وكانت الحكومه الارجنتينية أعلنت في عام ٢٠٠١ الإفلاس والتوقف عن خدمة دين يقدر بنحو 81 مليار دولار، وقامت مجموعةNML المحدودة وهي صندوق تحوط يتبع Elliott Management Corporation بشراء سندات أرجنتينية بسعر زهيد من السوق الثانوي، ومنذ ذلك العام والحكومة الأرجنتينية تحاول التوصل مع الدائنين لحلول تضمن إعادة جدولة الديون في مقابل شطب جانب منها، وبالفعل في عامي 2005 و2010 قامت الأرجنتين بعمل تسويتين مع نحو 92 في المائة من الدائنين على أساس استبدال كل دولار من السندات القديمة بـ 30 سنتا فقط في صورة سندات جديدة. غير أن باقي الدائنين رفض عملية الشطب، ومنهم مجموعةNML، ولم يقتصر الأمر على ذلك فقد قامت المجموعة بمقاضاة الحكومة الأرجنتينية، مطالبة إياها بسداد كامل قيمة السندات إضافة إلى الفوائد المستحقة عليها أمام محكمة في نيويورك،

وقد جاء حكم المحكمة بإلزام الأرجنتين بسداد كامل قيمة السندات والفوائد عليها للمجموعة قبل أن تقوم بسداد الفوائد المستحقة عليها للدائنين الآخرين حملة السندات السارية، وهو ما اعتبر نصرا كبيرا للمجموعة.