غزة – علياء بدر
افتتحت وزارة الثقافة وبالتعاون مع وزارة "السياحة والآثار" في غزة، دورة تثقيفية متخصصة في التراث الفلسطيني بعنوان "فلسطين أصل الحكاية"، تستهدف من خلالها حوالي 30 متدربًا يمثلون المراكز الثقافية والمؤسسات الإعلامية في قطاع غزة
وحضر افتتاح الدورة م.سمير مطير الوكيل المساعد لوزارة الثقافة، والدكتور محمد خلة وكيل مساعد وزارة السياحة والآثار بالإضافة لعدد من المدراء العامين في الوزارة
وقال م. مطير، إن الدورة التدريبية جاءت انطلاقًا من دور وزارة الثقافة وسعيها الدؤوب لزيادة وعي المجتمع الفلسطيني بقضيته وتراثه الوطني، مؤكدًا ضرورة التمسك بالتراث الوطني الفلسطيني وحمايته من محاولات القرصنة الصهيونية باعتباره شاهد حي على حضارة الشعب الفلسطيني وتاريخه العريق
من جهته، دعا د. خلة المشاركين للاستفادة القصوى من محتويات الدورة وتوسيع مخزونهم الثقافي والوطني ونقل المعلومات التي يتم تحصيلها خلال الدورة للأخرين، مؤكدًا أن المعركة الأساسية مع الاحتلال تتمثل في الوعي والإدراك
وافتتحت الدورة بمحاضرة بعنوان "فلسطين.. الحضارة والتاريخ" للدكتور غسان وشاح رئيس قسم التاريخ في الجامعة الإسلامية، تحدث خلالها حول تاريخ فلسطين الحافل، والأمم التي استوطنتها والحروب والغزوات التي تعرضت لها
وأوضح د. وشاح أن لفلسطين بصمة مؤثرة في تاريخ البشرية، مشيرًا إلى أنها أثرت وتأثرت بالعديد من الحضارات الهامة في التاريخ الإنساني مثل الحضارة الفرعونية والبابلية والآشورية واليونانية والفارسية والرومانية والبيزنطية وانتهاءً بالحضارة الإسلامية العريقة، مبينًا أن بقايا المعابد الكنعانية والأديرة والكنائس البيزنطية والصليبية والمساجد والمآذن الإسلامية تقف جميعًا شاهدًا على تاريخ فلسطين العريق
وأكد وشاح أن غالبية الأبحاث والدراسات التي أجراها علماء التاريخ والآثار الأجانب وإسرائيليين تنسف المزاعم الصهيونية حول تاريخهم في أرض فلسطين، مشيرًا إلى المحاولات الصهيونية لسرقة التراث الفلسطيني وترويجه على أنه تراث يهودي
وفي سياق متصل دعا وكيل مساعد وزارة الثقافة م.سمير مطير إلى تعميق العلاقة والتعاون المشترك بين وزارة الثقافة وكافة المؤسسات وعلى وجه الخصوص بلدية غزة، من أجل النهوض والارتقاء بالمشهد الثقافي وفي شتى المجالات، والعمل على توقيع علاقة توأمة مع البلدية
جاء ذلك خلال لقاء الوكيل مطير لمدير عام المراكز الثقافية في بلدية غزة م.عماد صيام، وجمع اللقاء، مدير عام العمل الأهلي سامي أبو وطفة، ومدير عام العلاقات والمشاريع محمد العرعير، ومدير عام الصندوق الثقافي عارف بكر، ومدير عام المعارض والمكتبات د. محمد الشريف، ومدير عام تكنولوجيا المعلومات م.نائل الدهشان
ومن جانبه رحب مطير بصيام مشيدًا بجهود الإدارة العامة للمراكز الثقافية في بلدية غزة المعروفة والمتميزة في خدمة المجتمع، مثمنًا روح المبادرة الطيبة لبلدية غزة، مطلعًا الضيف بشرح تفصيلي للمشهد الثقافي بشكل عام ودور الوزارة لدعم المشهد الثقافي وقال: إن وزارته أصبحت على تماس مباشر مع كل من يعمل في إثراء المشهد الثقافي لتحقيق الفائدة للجميع ولبرامج الوزارة المختلفة لتحقيق الفائدة للجميع.
واستعرض أهم الإنجازات التي عملت عليها وزارته لضبط الحالة الثقافية في المجتمع تحت مظلة وزارة الثقافة، وفتح حوار فاعل مع كافة المؤسسات المحلية والأجنبية
وتحدث مطير عن المشروع الذي تعمل عليه الوزارة وستطلقه في الأيام المقبلة وهو مشروع سلوكيات، منوهًا إلى أن المشروع هو مشروع وطني كبير بمشاركة كل شرائح المجتمع بمختلف أطيافه ومشاربه
ومن جهته، شرح م. عماد صيام العمل الذي تقوم به الإدارة العامة للمراكز الثقافية في بلدية غزة، بعد عرض واف لأبرز النشاطات والفعاليات التي تقوم بها البلدية، موضحًا رؤية الإدارة العامة للمراكز الثقافية في البلدية لعدم حدوث تعارض مع كافة الشركاء، مستعرضًا أهم الصعوبات التي تواجه العمل الثقافي. وعبّر صيام عن تقديره للزيارة والدور الذي تقدمه وزارة الثقافة من أجل النهوض بالمشهد الثقافي الفلسطيني
وناقش المدراء العامون خلال اللقاء واقع الفعاليات والأنشطة المختلفة وكيفية وضع أسس للتعاون المشترك لإحداث ثورة ثقافية والارتقاء بالمجتمع فكريًا وثقافيًا في شتى المجالات لتوصيل الفكر للجميع، وتم الاتفاق على تقديم مقترح محدد للعمل والتعاون المشترك لما لا يتعارض مع برامج المؤسسات والمراكز والجمعيات الثقافية العاملة
يُشار إلى أن الدورة تستمر لمدة أربعة أسابيع بواقع 16 ساعة، وتتركز موضوعاتها حول الحضارة والتاريخ الفلسطيني، والمواقع والمباني الأثرية في قطاع غزة، والمخطوطات والوثائق التاريخية، والانتهاكات الإسرائيلية بحق الموروث الثقافي الفلسطيني، بالإضافة إلى الحرف والصناعات التقليدية التي تشتهر بها فلسطين، وسيتخلل الدورة عدة جولات ميدانية للمواقع الأثرية في قطاع غزة.