أظهرت إحصائية وزارة السياحة والآثار في غزة زيادة نسبة إقبال المواطنين على زيارة متحف قصر الباشا التاريخي وسط المدينة حيث سجلت الوزارة زيارة أكثر من عشر آلاف زائر خلال شهر مارس/أذار الماضي وبين وكيل مساعد وزارة السياحة والآثار، د.محمد خلة، أن نسبة إقبال المواطنين على المتحف شهدت ارتفاعاً ملحوظاً مع بداية العام الحالي، مشيراً إلى أن النسبة الأعلى من الزوار تمثلت في طلاب المدارس والجامعات إضافة إلى المؤسسات المختلفة والوفود الخارجية.

وأوضح خلة أن الاحصائيات التي أجرتها الوزارة بينت أن أكثر من 64 مؤسسة تعليمية، و9 مؤسسات إعلامية، و13 مؤسسة محلية، إلى جانب العديد من الجمعيات والشركات والمواطنين قد زاروا المتحف خلال شهر مارس/أذار، لافتاً إلى أنه من المتوقع زيادة تلك النسبة خلال العطلة الصيفية المقبلة.

وأكد أن الوزارة قامت بتوفير عدد من المرشدين المتخصصين لاستقبال وإرشاد الزوار والذين يقومون بتقديم الشرح المفصل عن جميع ما يحتويه المتحف من آثار تاريخية قيمة تحمل في ثناياها تاريخ وحضارة الشعب الفلسطيني منذ آلاف السنين.

 ولفت  إلى أنه تم فتح أبواب المتحف أمام الزائرين بشكل مجاني بهدف تشجيع المواطنين على زيارة المكان والإطلاع على إرث بلادهم التاريخي، مضيفاً أنه تم وضع مجموعة من المرشدين في جميع المواقع الأثرية التي تم تأهيلها لاستقبال الجمهور والتي يرتادها الزوار بشكل يومي، مشيراً إلى أنه يتم تزويد الزوار بمجموعة من المطبوعات التي تقدم شرحاً مفصلاً حول كل موقع.

وأكد أن ارتفاع نسبة الزوار تعطي دلالة واضحة على مدى تمسك المواطنين وتعلقهم بتاريخهم وحضارتهم، مشيراً إلى أن هذا الانجاز هو ثمرة للجهود المبذولة من قبل الوزارة لتوعية الجمهور الفلسطيني بتلك المعالم التاريخية الهامة.

ووعد خلة، بالعمل على تأهيل المزيد من المواقع الأثرية بما يتناسب مع مكانتها الحضرية لتكون جاهزة لاستقبال الزوار والمهتمين كافة.
في سياق متصل شرعت وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بمشروع إعادة إعمار وترميم مسجد الظفردمري الأثري الواقع في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وأوضح الدكتور جمال أبو ريدة مدير عام الآثار والتراث أن مسجد الظفردمري يعد من أهم المساجد الأثرية في غزة ويعود تاريخه إلى العهد المملوكي حيث أسسه الأمير المملوكي (شهاب الدين أحمد بن أزفير الظفردمري) عام 1360م، وتبلغ مساحته 600 متراً مربعاً، ويعُرف عند عامة الناس باسم مسجد القزمري.

وبين المدير العام أن العدو الاسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة قام باستهداف المسجد الأثري مما أدى إلى تدمير أكثر من سبعين في المئة من أجزائه وذلك ضمن سياسته العدوانية في استهداف المساجد والمعالم الأثري مضيفاً أن العدو الاسرائيلي قام أيضاً باستهداف كل من المسجد العمري الأثري في جباليا ومسجد المحكمة في حي الشجاعية وكلاهما يعودان إلى العهد المملوكي.

وأكد أبو ريدة أن وزارة السياحة وبالتعاون مع وزارة الأوقاف قامتا بوضع مخطط معماري للمسجد يهدف إلى إعادة بنائه بطبعه المعماري المملوكي القديم إلى جانب ترميم الجزء الأثري المتبقي من المسجد حيث أنه من المتوقع الانتهاء من إعادة إعمار وتأهيل المسجد نهاية شهر يونيو المقبل.