الخطاط العراقي حسن المسعود

ضمّ معرض "خطوط وألوان"، للخط العربي، الذي اختتم مساء الخميس، في "برو آرت" غاليري في دبي، 30 عملًا فنيًا لأكثر من عشرة فنانين عرب وإيرانيين، جمعت بين أساليب متعددة في فن الخط، منها التقليدي والمعاصر.

وركز المعرض على إظهار الطرق الحداثية في صناعة اللوحة الخطية، والتقنيات التي يستخدمها فنانون ملهَمون قادرون على التحليق بعيدًا في الخيال المبدع.

وسعى المعرض للفت الانتباه إلى جماليات الخط العربي وأصالة تقاليده، كفن بصري يقوم على قواعد جمالية راسخة، وقابلة لاستيعاب التجديد في الوقت نفسه .

وحفل المعرض بالتنوع في الأعمال الفنية، من حيث تقنيات الإنتاج والاتجاهات الفنية لدى الخطاطين، وقدرة كل واحد منهم على توظيف أساليب جديدة تسعى إلى تقديم تجربة متفردة في اللون والعلاقات البصرية بين مختلف أجزاء العمل، بما في ذلك سطح اللوحة، والألوان والأشكال الهندسية .

وتقاطع معظم الخطاطين المشاركين في المعرض في إتقانهم لقواعد الحرف العربي، والتزامهم بمعاييرها، مع البحث الجاد عن أفق جديد للإضافة، وبصمة حداثية خاصة، ترتفع بالنص المكتوب إلى عالم الحداثة، ليصوغ تلك الكيمياء الإبداعية التي تسمى "الأصالة والمعاصرة".

وكان هناك من يمزج اللون بالحرف، ويقيم توازنًا بين الحيز الذي يحتله الحرف والحيز الذي يحتله اللون، مع مراعاة أن يكون في ذلك تمثيل بصري للنص المكتوب، يوحي بمعناه، ويضفي عليه دلالات جديدة، وهناك من يركز على استخلاص تقنيات الخط العربي في ارتباطه بالعمارة الإسلامية، ويتمثل في اللوحة أساليب خطاطي المساجد والقصور، والسبل والمدارس الإسلامية، في كتابة النصوص بطرق متعددة، منها التركيب والتفكيك والتدوير والاستطالة، وغيرها، مع مزج ذلك بالألوان الحديثة لاختراع شكل بصري حداثي.

وتظهر بعض اللوحات طرقًا بديعة في استخدام طبقات من ألوان الأكريلك، تضم كل طبقة عبارة أو كلمة، وذلك بتقنيات تجعل شكل الكلمة منسجمًا مع اللون، بحيث يعطي المشهد إضاءة من زوايا متعددة .

ومن الخطاطين العالميين الذين ضم المعرض أعمالهم الخطاط التونسي عبدالله عكار، والذي درس في فرنسا وتخصص في فن الرسم، وهناك التقى بالخطاط العراقي عبد الغني العاني، وتتلمذ لديه حتى أتقن الخطوط العربية التقليدية، وانخرط على مدى أعوام عدة في تجربة مزج الحرف باللون.

وفي المعرض أيضًا حضرت أعمال الخطاط العراقي حسن المسعود الذي يقيم في باريس، ويعتبر أحد الخطاطين الحداثيين الكبار، وعرف بأساليبه المبتكرة في الرسم بالحروف الملونة، وقدرته على اللعب المقنن بالكلمة، دون أن يخرق قواعد الكتابة الأصيلة.

واستفاد المسعود في كثير من اختياراته الأسلوبية من دراسته المستفيضة لتراث خطاطي العمارة الإسلامية، وما كانت ترفدهم به أخيلتهم المتقدة من ابتكارات في مجال التعامل مع حيز الجدار أو الحجر، بأشكاله المختلفة .

ومن المشاركين في المعرض أيضًا الخطاط الإيراني محمد جوداري الذي درس الرسم، وأخذ فن الخط العربي عن كبار الخطاطين الإيرانيين في العصر الحديث، وعمل لأعوام طويلة في مجال تصميم اللوحات، إلا أن تركيزه على الخط كفن إبداعي اتجه إلى البحث عن قابلية هذا الفن للتلوين، لاسيما بألوان الأكريلك، وقد تفنن في ذلك وحظي عبره بشهرة عالمية .