بيت لحم-جورج قنواتي
حاكت أحداث مسرحية "حرب" التي عرضت على خشبة مسرح الرواد التابع لجمعية الرواد للثقافة والمسرح في مخيم عايدة الواقع المرير للحياة في قطاع غزة، جراء انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان أثناء الحرب الأخيرة على غزة .
وتشابكت أحداث مسرحية "حرب" فيما بينها، ناسجة عمل مسرحي يحاكي الواقع المرير الذي تعيشه الأسر الفلسطينية في غزة بتناقضاتها، فانتقلت بسلاسة من بين الأوراق والمعاجم إلى ترجمة حقيقية لمعنى كلمة حرب من خلال تجسيد أثرها في نفوس الأطفال الذين فقدوا ذويهم ومنازلهم خلال الحرب وللطلبة الذي حرموا من تحقيق أحلامهم وفرحتهم بنتائج الثانوية العامة .
ولامست مسرحية "حرب" الألم الذي وسمه الاحتلال على قلوب الفلسطينيين في كل مكان في ظل خذلان العرب للقضية الفلسطينية وعدم مناصرتهم لها وأظهرت عدم اكتراثهم بالمجازر التي ارتكبها الاحتلال في غزة .
واستطاع مخرج وكاتب العمل المسرحي عيسى مصطفى أبو سرور، تعرية جملة الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ، من خلال قدرته على تجسيد نموذج مصغر لواقع الأحداث في غزة حيث تناول العمل المسرحي انتهاكات الكرامة الإنسانية وبشاعة الحرب التي مسحت عائلات بأكملها من السجلات المدنية وحولت غزة إلى مقبرة أرقام .
الجدل بدًا واضحًا بين جمهور الحاضرين حول ماهية التشبيه بين حرمة الخمر التي تذهب العقول والتي أراد كاتب المسرحية سردها في ثنايا العمل المسرحي من خلالها المطالبة بإقرار حق مشروع يحرم الحرب التي تزهق أرواح الأبرياء في كل مكان ، لتحمل مسرحية "حرب" معنى جديدًا لهذه الكلمة يضاف لها في كتب التاريخ ينبع من إيمان الشعب الفلسطيني بقضيته ورسالته لتجسد كرامة شعب وحق وجود .