غزة_ عبد القادر محمود
أصدر مركز الدراسات المعاصرة، في أراضي الـ48، كتابًا جديدًا بعنوان "المجتمع الفلسطيني في الأكاديمية الإسرائيلية تأثير الأيديولوجية الصهيونية"، تأليف مجدي طه ونيفين زواوي.
وجاء الكتاب حصيلة عمل وجهد الباحثين على مدار أعوام، ويتكون الكتاب من 342 صفحة من القطع الكبير، ويحوي ثلاثة فصول؛ الفصل الأول، تناول الهوية الاجتماعية الإسرائيلية للصراع وعملية إنتاج المعرفة، والفصل الثاني بعنوان الحجج الأكاديمية لتبرير ودعم السياسات الإسرائيلية، والفصل الثالث تناول الهوية الفلسطينية والأطر النظرية للباحثين العرب.
ويؤكد ويثبت الباحثين بأن الأكاديمية الإسرائيلية، تعتبر العمود الفقري ورأس الرمح في تثبيت المشروع الاستيطاني الصهيوني، وتهدف بالمجمل العام إلى الحفاظ وتطوير "أيديولوجية السيطرة" تجاه الفلسطينيين.
ويناقش البحث تأثير السياق السياسي والثقافي الصهيوني على الدراسات الإسرائيلية المتعلقة بالمجتمع الفلسطيني وخصائص الهوية الاجتماعية الإسرائيلية للصراع، والتي أثرت على المؤسسات البحثية والباحثين.
واعتمد البحث على جمع وتحليل النظريات التي تناولت قضايا المجتمع الفلسطيني في أروقة الجامعات والمراكز البحثية الإسرائيلية، تحليلًا كيفيًا نقديًا، وذلك بالاستعانة بأدوات بحثية نفسية اجتماعية وسياسية، حللت خصائص الهوية النفسية الاجتماعية الإسرائيلية للصراع وبحثت انعكاس هذه الخصائص على معتقدات ومواقف الباحثين الإسرائيليين.
ويبين البحث تطور الإنتاج المعرفي في السياق الصهيوني، ويؤكد على تسخيره لتنفيذ المشروع الصهيوني الكولونيالي في فلسطين.
ويتطرق البحث أيضًا إلى مكانة المجتمع الفلسطيني في المؤسسات البحثية والأكاديمية الإسرائيلية وخضوعه لمؤثرين رئيسيين الأول، خضوع عملية اختيار المواضيع والقضايا المدروسة وأدوات التعامل معها لعوامل نفسية وسياسية وأيديولوجية، والثاني ناتج عن الواقع العسكري للمجتمع الإسرائيلي.
ويتعرض البحث لأربعة مراحل مركزية مر بها البحث الأكاديمي الإسرائيلي المختص بالمجتمع الفلسطيني.
وتنبع أهمية الكتاب بانفراده بطرحين عن الأبحاث السابقة التي اعتنت بتحليل المجتمع اليهودي تحليلًا نفسيًا اجتماعيًا، فهو يجسد أول محاولة لجمع وتحليل النظريات الإسرائيلية التي تناولت قضايا المجتمع الفلسطيني في الداخل.
كما تنفرد الدراسة ببيانها لدور مراكز الأبحاث في بلورة بنية نفسية اجتماعية وسياسية قادرة على التعامل مع التحديات التي يواجها المجتمع اليهودي داخليا وإقليميا ودوليا، وذلك بالتعاون والمشاركة المستمرة بين مراكز الأبحاث ومؤسسات التنشئة الاجتماعية التي تخدم المجتمع اليهودي المنقسم على نفسه لفرق سياسية واجتماعية واقتصادية.