بايس - مارينا منصف
تمكن عالم آثار مراهق يدعى كاميل جاكي ويبلغ من العمر (16 عامًا) من اكتشاف سن بشرية يبلغ عمرها ما بين 550 إلى 580 ألف عام، تنتمي إلى أقدم الأنواع البشرية في أوروبا داخل كهف فرنسي، عندما كان يحفر في التربة الرملية التي كانت تملأ أرض كهف "أراغو"، في حي تايتافيل في منطقة البرانيس الشرقية من جنوب فرنسا. ويعتبر الكهف هو نفس الموقع الذي يرقد فيه رفات جثتين بشرتين، يعود عمرهما إلى 450 ألف عام، وهما لامرأة ورجل من أنواع تدعى "هومو ايريكتس"، تم العثور عليها منذ حوالي 46 عامًا.
وأوضح قائد الفريق الذي يجري أعمال الحفر، عالم الأنثروبولوجيا اميلي فياليت، من معهد "باليونتولوغي هيوماين" في باريس، أن الاكتشاف الجديد يسبق اكتشاف الجثتين بأكثر من 100 ألف عام، واقترح أن الآدميين الأوائل كانوا يسكنون الكهف، لفترة أطول بكثير مما كان يعتقد في الأصل. وأفاد فياليت: "لا نستطيع أن نحدد إذا كانت السن المكتشفة خلال حفر التربة، تخص ذكر أو أنثى ، إلا أننا نعلم أن عمرها يصل مابين 550 إلى 580 ألف عام، وذلك عن طريق الاستعانة بأساليب مختلفة لتحديد عمرها".
وأضاف: "يعتبر هذا الاكتشاف كبيرًا، لأن لدينا عدد قليل جدًا من الحفريات البشرية التي تعود تاريخها إلى هذه الفترة في أوروبا".
وحفر علماء الآثار الكهف في تايتافيل لنحو 50 عامًا، بعد اكتشاف أدوات حجرية صوانية فيه، وتم العثور على بقايا أنثى منتصبة القامة، يعتقد أنها كانت في الأربعينات من عمرها في عام 1969، فضلًا عن اكتشاف بقايا رجل يبلغ من العمر 20 عامًا في وقت لاحق في عام 1971.
وأشارت الأدوات الحجرية وعظام الحيوانات التي عثر عليها في الكهف، إلى أن الأشخاص الذين كانوا يعيشون فيه، يذهبون إلى مسافة تصل إلى 30 ميلًا للبحث عن الغذاء والموارد. وأوضح اكتشاف السن الجديدة، التي كانت مهترئة بشكل سيء، أنها تنتمي إلى شخص ناضج كبير السن نسبيًا، كما توضح أيضًا أن البشر الأوائل كانوا يستخدمون الكهوف في الماضي أكثر مما نتصور.
ولا تعتبر البقايا البشرية أقدم الحفريات البشرية التي تم اكتشافها في أوروبا الغربية، حيث توصل علماء الآثار إلى اكتشاف عظم فك بشري في إسبانيا يعود عمره إلى 1.2 مليون عام. وتوجد أدلة غير مباشرة لكائنات شبيهة بالإنسان في تاريخ أوروبا يبلغ عمرها ما بين مليون إلى مليوني عام.