إياد أمين مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي

طالب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد أمين مدني، الأحد، بإيجاد صياغة لوكالات السياحة الفلسطينية والأردنية لإتاحة الفرصة للمسلمين الراغبين في زيارة القدس وفلسطين.

وأبدى مدني اعتزازه بزيارة فلسطين، مشددًا على أنه لا يمكن تصور الشعور الذي يغمر الإنسان عندما تطأ قدماه أرض فلسطين.

وذكر مدني، خلال مشاركته الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال افتتاحهما معرض "القدس في الذاكرة" في البيرة وسط الضفة الغربية: "يشرفني أنَّ أكون بينكم على أرض فلسطين، ولا يمكن تصور الشعور الذي يغمر الإنسان عندما تطأ قدماه أرض فلسطين، شعور بكبر التحدي والطريق الذي يمثل أمامنا ونعبره بكثير من التصميم والثبات ووحدة الكلمة، الشعور بين شعب صبر كل هذه السنين وكان رمزًا للإنسانية جمعاء على الصبر والأمل".

وأضاف: "نريد إيجاد صياغة لوكالات السياحة الفلسطينية والأردنية لنهيئ الفرصة للمسلمين الراغبين في زيارة القدس وفلسطين، كما هي الصيغة في السعودية لإقامة العمرة والحج، لأننا نريد دخول ولو حتى 100 ألف مسلم إلى القدس، من خلال ربط وكالات السياحة في السعودية وفلسطين والأردن، في محاولة جادة منا لزيادة عدد الزائرين للأقصى".

وتابع: "نقول للذين يخشون الذهاب إلى القدس والأقصى بحجة أنها تحت الاحتلال الإسرائيلي، إنَّ المجيء إلى هنا يؤكد أحقيتنا جميعًا في القدس والأقصى، ومهما كانت العقبات فإنَّ المجيء إلى هنا وزيارة القدس والصلاة في الأقصى تعبير كأي حق تعبير بأحقيتنا في هذا المكان، ولن نرضى أنَّ ينازعنا أحد في هذا الحق، وأنَّ يحجب أحد عنا هذا الحق".

وأشار إلى أنَّ هذا المعرض الذي ينظمه مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بالتعاون مع وزارة الثقافة، يجسد فرصة للاطلاع على تاريخ القدس العربية، الذي يبرز عربية المدينة المقدسة.

وأوضح أنَّ المنظمة الإسلامية عندما أنشئت كان أهم أهدافها الدفاع عن مدينة القدس وأهلها المرابطين، وما تقدمه ما هو إلا شيء يسير من الدور الذي يجب أنَّ تقوم به، باعتبار هذه المدينة عاصمة للفلسطينيين.

وذكر مدني: "عقدنا أخيرًا 4 اجتماعات لمناقشة تطورات الأحداث في فلسطين، والقضية الفلسطينية، وهناك فريق وزاري يبحث كيفية دعم التوجه الفلسطيني في المنظمات الأممية، وتابع بشكل دائم الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني".

وبدوره، أكد المدير العام لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية "إرسيكا" خالد آرن، أنَّ القدس الشريف حظي باهتمام العديد من المصورين في السنوات الأولى لظهور فن التصوير الشمسي، وكان السراي العثماني في عهد السلطان عبدالحميد الثاني هو أكثر الجهات التي اهتمت بصور القدس في تلك السنوات.

وأضاف أنَّ معرض "القدس في الذاكرة" يحتوي على 470 صورة تاريخية للقدس، مختارة من ألبومات السلطان عبدالحميد الثاني "1876– 1909" وأرشيف إرسيكا.

وأوضح أنَّ إرسيكا قام بإعداد ألبوم فوتوغرافي لمئات الصور التاريخية عن القدس، تعكس تاريخ المدينة وطابعها الاجتماعي والحضري في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، والتعدد العرقي والديني والثقافي في منظومة متناغمة عاشت خلال ذلك العهد في هدوء وسلام، مشيرًا إلى أنَّ الصورة شاهد حي على تمثيل الواقع ووثيقة لا تقل أهمية عن بقية الوثائق المعروفة لإثبات الحقوق والحقائق.

وأضاف إرن أنَّ إرسيكا يعمل حاليًا على إنجاز مشروع "القدس 2015"، وهو برنامج تعاوني دولي طويل المدى يستهدف دراسة التراث المعماري في القدس بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات المعنية عبر العالم، وهو يجمع معًا المعماريين ومخططي المدن وأمناء المتاحف وعلماء الاجتماع والمهتمين بدراسة المدينة المصورة والتراث الثقافي لسكانها من شتى أنحاء العالم، مشيرًا إلى أنَّ هذا البرنامج سيساهم في تقديم اقتراحات ووضع استراتيجيات للحفاظ على التراث التاريخي والثقافي للقدس وتشجيع التنمية الحضرية.

وقال نائب رئيس الوزراء الفلسطيني، وزير الثقافة زياد أبوعمرو: "ننظم بالتعاون مع مركز القدس للتاريخ والفنون معرض "القدس في الذاكرة"، وهي صورة تاريخية للقدس، مختارة من ألبومات السلطان عبدالحميد الثاني، وهو ليس عاديًا بل له دلالات فنية وسياسية وثقافية، تؤكد على الدور العربي والإسلامي القديم للمدينة المقدسة وإرثها العربي الإسلامي أيضًا".

وأشار إلى أنَّ الصور ستعرض في رام الله والقدس والمدن الفلسطينية المختلفة، وعدد من عواصم الدول العربية، مؤكدًا أنَّ مدينة القدس رغم محاولات تهويدها، والسياسات الإسرائيلية الممنهجة ضد أهلها ومؤسساتها، ستبقى حقيقة ساطعة لا يمكن إلغاؤها.

وأعرب عمرو عن شكره لوزراء السياحة في الدول الإسلامية لاختيار القدس عاصمة السياحة الإسلامية.