صاﻻت الفن التشكيلي في سورية

ﻻ يمكن النظر إلى إفتتاح صالة ألف نون للفنون والروحانيات في دمشق إلَّا كدليل على محاوﻻت عشاق هذا العالم إعادة الروح إليه وإحياءه بعد ان فقد الكثير بسبب الحرب, وكانت باكورة هذه النشاطات, إفتتاح معرض بعنوان "جدل ثلاثي" إستمر ثلاثة أسابيع وشارك فيه كل من الفنان  بديع جحجاح صاحب الصالة  بعشرة أعمال, والفنان النحات فؤاد أبو عساف بعشرة أعمال نحتية, والفنانة التشكيلية سراب الصفدي بعشر لوحات إستوحت موضوعاتها من تداعيات الحرب التي تعيشها سورية, لتتوالى بعدها الثلاثيات الفنية في معارض أخرى, ورافق المعرض شريط مصور للتعريف بالفنانين المشاركين والدخول إلى مراسمهم والاطلاع على طريقة إنجازهم لأعمالهم الفنية.

وإعتبر حججاح أنه إنطلاقًا من قدرة سورية على النهوض من رمادها كطائر الفينيق فإن الفن يأتي كمخلص للروح الإنسانية من خلال الجمال ومبادئ التشكيل باعتبار الفن منتجا أزليا يؤرخ للواقع ويبذر أفكارًا للمستقبل ومن هنا ولدت صالة ألف نون السورية للفنون والروحانيات تحت شعار الفن يبني الإنسان والوطن من خلال علاقة عشق أزلية ما بين الحرف النوراني واللون, وبالتالي فإن جوهر ألف نون حسب جحجاح هو فكرة جمالية تنطلق كفضاء ثقافي نحو صناعة الجمال المتدثر بالروحانيات المتحررة من كل ما يثقلها لتنعكس في مرآة انسانية رحبة عنوانها التعدد والاختلاف والعناق الروحي, وليست صالة الف نون هي الوحيدة التي تعكس عودة الروح لهذا العالم  فصالة السيد للفنون التشكيلية في دمشق عادت الى نشاطها واقامت مجموعة من المعارض كان اخرها  معرض جماعي ضم ثلاثين عملاً لأربعة فنانين تشكيليين هم محمد غنوم وخلود السباعي وإبراهيم حميد وغورو.

وتناولت  اللوحات المعروضة موضوعات مختلفة مستوحاة من دمشق القديمة والطبيعة والخط العربي يجمعها الجمال والصفاء الروحي, وأكد  أنور رحبي على أن الصاﻻت التابعة إلى اتحاد الفنانين التشكيليين التي تصل لأربعة عشرة صالة في دمشق والمحافظات الأخرى لم تنقطع, وأوضح أن الصالتين الموجودتين في مدينة دمشق وهما صالتا الرواق والشعب استمرتا في العمل طوال الفترة الماضية ولكن بوتيرة أقل من المعتاد.

أما غاليري مصطفى علي فقد استمر بنشاطاته من خلال القيام بفعاليات تتماشى مع ظروف الناس خلال الحرب, و شهدت نشاطات مختلفة خلال الفترة الماضية واخرها فعالية موجهة للاطفال  تعلمهن فنون الرقص, ولم تغلق صالة تجليات بالمزة أبوابها خلال  الحرب إلا أن المعارض كانت قليلة والحضور متواضع, وقالت مديرة الصالة, بشرى عدي, "نحاول قدر الإمكان أن نؤكد على حضور الصالة, وبينت ان تجليات عادت الى نشاطها بقوة خلال العام الفائت وإستضافت مجموعة من المعارض لفنانين كبار اضافة الى ورشات العمل, أما  صالة نينار في باب شرقي فبقيت مفتوحة طوال فترة الحرب إلا أن الفعاليات الثقافية كانت تخف تارة وتنشط تارة أخرى تبعا للوضع وفي فترات التوقف عن إقامة المعارض نقوم بعرض مقتنياتنا تشجيعا للزائرين.