غزة - عبد القادر محمود
نظمت كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية في جامعة النجاح الوطنية، مهرجان الأفلام الوثائقية الثاني عشر2015، في ظل مشاركة واسعة من مختلف طلبة الجامعة ومهتمين آخرين. وأكد نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور محمد العملة في كلمة له خلال المهرجان على دعم الجامعة لهذا المهرجان لما له من أهمية في دعم طلبة الإعلام في الجامعة. من جانبه، ثمن عميد كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية الأستاذ الدكتور طارق الحاج، أعمال الطلبة وقدم شكره لمركز الدراسات النووية لتعاونه مع الجامعة في انجاز هذا المهرجان. بدورها، تحدثت الأستاذة ساما عويضة باسم مركز دراسات المرأة المشارك في رعاية هذا المهرجان مؤكدة على أهمية دعم إبداعات طلبة الإعلام ومساعدتهم في إيصال رسالة الإنسان الفلسطيني والمرأة الفلسطينية على الصعيد المحلي والدولي. وعُرض خلال المهرجان اثني عشرة فيلما وثائقيا من إنتاج طلبة الإعلام في جامعة النجاح الوطنية عالجت قضايا مختلفة مرتبطة بحقوق الإنسان والمرأة. وشمل المهرجان على العديد من الأفلام منها فيلم " صلابة نواعم" ومدته7دقائق من إخراج سارة قاروط، وسمية جوابرة، وتدور قصة الفيلم حول واقع الفتيات في المجتمع الشرقي ومنها المجتمع الفلسطيني الذي ينظر للفتاة على أنها الطرف الأضعف، وأن كل ما يتعلق بها هو قصص عن معاناة أو عنف تعرضت لها المرأة، قمنا بتصوير فيلم وثائقي يوثق قصة قوة وتحدي وعزيمة وُلدت في فتاة الكاراتيه ضحى بشارات. ضحى بشارات، فتاة تتجسد فيها معالم الأنوثة والطيبة، ولكن ما يكمن داخلها هي فتاة حاصلة على الحزام الأسود 2دان في الكاراتيه، حيث نشأت في كنف عائلة تؤيد ضرورة لعب الفتاة الكاراتيه خاصة في مجتمعنا الفلسطيني الواقع تحت اضطهاد الاحتلال ، ونالت العديد من الجوائز المحلية والعربية والدولية خلال مشاركتها في البطولات، ويتناول الفيلم نظرة المجتمع لفتاة الكاراتيه وصورته النمطية عنها بأنها تأخذ الطابع الذكوري لكونها تلعب في لعبة محتكرة "كما يصفون" للذكور. أما الفيلم "الأسيرة" يعيد إحياء قصة أسيرة فلسطينية قضت أربع سنوات في سجون الاحتلال فتعيد بطلة الفلم وهي الأسيرة نفسها تمثيل ما حدث معها أثناء الاعتقال والتحقيق داخل غرف السجن للينا حج محمد، وكرمل أسعد. وفيلم " استهداف علني" وهو فيلم وثائقي يطرح قضية الاستهداف المباشر للصحفيين من قِبل قوات الاحتلال، ويعرض الأساليب التي تمارسها قوات الاحتلال ضد الصحفيين من قتل وإصابات والتعرض للمقرات الصحفية، حيث تهدف قوات الاحتلال بذلك لإخراس صوت الحقيقة وتشويه الصور الصادقة، ويضم الفيلم كل من الصحفيين عبد الرحيم قوصيني، سامر خويرة وعلاء بدارنة ويتطرق أيضا لقصة الصحفي الشهيد نزيه دروزة الذي سقط شهيدا خلال تغطية إخبارية لاجتياح مدينة نابلس في عام 2003م ، وهو من إعداد وتصوير وإخراج: هيا المصري وبراء الحج. ويركز فيلم "من اللاشيء" على مبدع من مدينة نابلس يعيد تدوير مخلفات النفايات كالعبوات البلاستيكية وأغطيتها ويحولها لابتكارات مفيدة، والعاب بيئية تكسر روتين التلقين، وتخلق جوا من المرح في نفوس الأطفال إضافة لتعزيز الوعي البيئي وتنمية ثقافة تدوير النفايات والحس بالمسؤولية للمجتمع الفلسطيني تجاه البيئة والفلم لآمنة بلالو، ورهام زريقي. ويعكس فيلم "كرسي الأمل" واقع ذوي الإعاقة في فلسطين والإخفاق في تطبيق العديد من القوانين الخاصة بهم، ويعكس بشكل خاص واقع الأشخاص ذوى الإعاقة وقوانين العمل الخاصة بهم من موائمة ومواصلات وفرص عمل، ويعرض الفيلم قصة حياة فادي صلاحات شخص من ذوي الإعاقة الحركية ورحلة ذهابه إلي عمله يوميًا والعقبات التي يتحداها ويتخطاها للوصول إليه بالرغم من الإخفاق الواضح في تطبيق قوانين الموائمة والمواصلات والعمل من قانون رقم (4) لعام 1999م بشأن ذوي الإعاقة ويعتبر فادي نموذج عن هذه الفئة التي أصبحت تزداد مع مرور الوقت والتي نلاحظ مدى إهمالها وتهميشها في حياتنا وهو من إخراج : ملاك خالد / وئام. و"الوجه الآخر" لفريق الإعداد حلا البزرة وأسعد عودة وأكرم جروان ومونتاج فتحية الظاهر تدور أحداث القصة حول امرأة اضطرت إلى معاونة زوجها في العمل الذي تعرض لمشاكل نفسية وأيضا مشاكل في الجهاز العصبي عندما تم اعتقاله من قبل الاحتلال ورغم معارضة المجتمع لعمل المرأة في هذا المجال الصعب إلا أنها تحدت وثابرت من أجل لقمة العيش والحياة الكريمة وأبدعت في مجال الحدادة ومعاونة زوجها وأثبتت للمجتمع أن المرأة قادرة على التحدي والإصرار والتحمل . ويتحدث فيلم "ملامح طفولة" عن كفر قدوم منذ اثني عشر عاما ومعاناة أهالي قرية كفر قدوم التي ما زالت مستمرة ومسيراتهم الأسبوعية لم تهدئ بسبب اغتصاب الاحتلال لأراضيها وإغلاق الطريق الواصل بين القرية ومدينة نابلس، لم يتوقف مسلسل سلب الطفولة في فلسطين منذ أن استوطن الاحتلال هذه الأرض، الطفل خالد القدومي وأصحابه مشهد حي على جرائم الاحتلال في قرية كفر قدوم يروون تفاصيل الحياة في القرية ببراءتهم يرسمون بسمة تحدي وأمل سطروها بالمقاومة." لرهام زريقي، وأنوار نصر. ويجسد فيلم "ع النار" حياة عائلة تعيش في وادي قانا في محافظة سلفيت عائلة اتخذت من مسكن صغير في الجبل بيتا لها رغم توسع الاستيطان في أراضيها لكن تمسكهم بالحياة وحبهم لأرضهم جعل من حياتهم أمل وتحدي وصمود تحدو به صعاب الحياة وحرارة الشمس ...عائلة أبو هاني وأحفاده تسكن الوادي ولم تتخلَ عن أرضها لغطرسة الاستيطان صغيرهم قبل كبيرهم فمنذ ساعات الصباح الباكر حتى المساء يمارسون حياتهم اليومية البدائية مع أغنامهم بشكل عادي رغم صعوبتها، لرهام زريقي، وآمنة بلالو. أما فيلم " نيسان" إنتاج سمر غنايم وسامية أبو شرخ وهو فيلم توعوي قصير يتحدث عن قصة فتاة بعمر الـ١٦ عامًا متلهفة للزواج والاستقلال ببيتها الخاص وترى صديقاتها أيضا يشاركنها تلك الفرحة ببعض مشاعر الغيرة من كل تلك المحفزات وخاصة التخلص من عبء الدراسة. وتبدأ نيسان أيامها من بعد الزواج بحالة صدمة ولا مبالاة اتجاه واجباتها كزوجة إلا أنها تحاول عمل الحلوى والاهتمام بمظهرها لكن تفشل.. إلى أن يبدأ تذمر الزوج من جهلها وعدم إتقانها الطبخ فينفجر فيها وتصحو نيسان من ذلك الحلم التي كانت تحلمه ليلة انتظارها العريس المتقدم له فتقرر بأن ترفض الزواج وتكمل مشوارها الدراسي إلى أن يحين الوقت المناسب. وفيلم "بنت الجبل" إعداد الطلبة أنس سعادات، وحذيفة بكر، ورغيد طبسية، وياسر أبو الهيجا، و تدور أحداث الفيلم حول الحاجة أم أيمن صوفان التي تعيش في منزلها الواقع بالقرب من مستوطنة يتسهار مع أبنائها وأحفادها في جبال قرية بورين قضاء مدينة نابلس الفلسطينية، وتتعرض لاعتداءات كثيرة من المستوطنين حتى تترك هذا المنزل ولكنها ترفض ذلك وترفض إتاحة الفرصة للاحتلال الإسرائيلي بالاستيلاء عليه وبالتالي على كل الجبل الذي بقيت أسرتها متمسكة به لوحدها أمام إهمال باقي أهالي القرية له، رافضة المساومة والرضوخ للإغراءات التي يعرضها الاحتلال عليها للتخلي عنه. أما "إليكِ أمي" وهو بالعربية مترجم للإنجليزية إنتاج الطالبين أحمد البظ، وياسر جود الله، وإشراف د. عاطف سلامة، هو فيلم وثائقي يجسد سيرة ذاتية مرئية لحياة الطالب الجامعي ياسر جود الله، منذ لحظة ولادته وحتى إتمامه لمشروع تخرجه من الجامعة، مستعرضًا المصاعب والعوائق التي واجهت مسيرته الدراسية. ويركز الفيلم على دور الأم وأثر غيابها عن العائلة الفلسطينية، وتأثير الاعتقالات الإسرائيلية على الطلاب، بالإضافة إلى تداعيات الانقسام الفلسطيني وأثرها على حياة الطلاب، فيلم "إليكِ أمي"، يعرض قصة مريرة كانت نهايتها النجاح وبلوغ الهدف، رُوي بلغة سينمائية جيدة، وسخر عدة مصادر أرشيفية لخدمته، بالإضافة إلى الاستعانة بأسلوب إعادة تمثيل الواقع، وأسلوب السرد الذاتي. ونافست الأفلام المشاركة على ثلاثة مراتب كانت الأولى منها من نصيب فيلم حكاية صمت من إنتاج ولاء صالح، وفي المرتبة الثانية كان فيلم بنت الجبل لـ رغيد طبسية وياسر أبو الهيجاء وحذيفة بكر وأنس سعدات، وفي المرتبة الثالثة فيلم إليك أمي لأحمد البظ وياسر جود الله، و في ذات السياق قدم الأستاذ سائد أبو حجلة بجائزة رابعة قيمتها 200$ أهداها إلى روح والدته الشهيدة شادن أبو حجلة.