غزة – علياء بدر
نظمت الإدارة العامة للمكتبات والمخطوطات في وزارة الثقافة وبالتعاون مع عمادة شؤون المكتبات في جامعة الأقصى، يومًا دراسيًا بعنوان "المكتبات ودورها في تنمية وعي الإنسان الفلسطيني"، وذلك إحياءً لليوم العالمي للمكتبات، وسط حضور لفيف من الأكاديميين والباحثين والمهتمين وطلبة الجامعات.
ثمّن الوكيل المساعد لوزارة الثقافة مصطفى الصواف، دور جامعة الأقصى ومسيرتها الأكاديمية والتربوية المتميزة، مؤكدًا أنَّ احتضان هذا اليوم الدراسي يعكس مدى اهتمام وزارة الثقافة بالكتاب ودوره في تعزيز الوعي واهتمام الجامعة بصناعة العقل الفلسطيني والاسثمار بالفكر وهو أغلى رأسمال للشعب الفلسطيني.
وقال: "إننا نسعى من خلال تنظيم هذا اليوم الدراسي إلى الخروج بتوصيات عملية ذات قيمة ومعنى لتفعيل دور المكتبات الفلسطينية في صناعة وعي الإنسان الفلسطيني".
وأضاف الصواف، إننا في وزارة الثقافة ندرك أهمية المكتبات باعتبارها أساس المعرفة حيث نسعى لتعزيز انتشارها، مبينًا أنَّ الوزارة تسعى بشكل مستمر للوقوف إلى جانب المكتبات العامة ومكتبات المؤسسات والجامعات والمعاهد والعمل على إثرائها من خلال تزويدها بالكتب المنوعة.
وأشار إلى أنَّ فلسطين بداية القرن الماضي شهدت نهضة علمية وفكرية راقية كان لها بصمة هامة في صناعة الحضارة الإنسانية، موضحًا أنَّ الأسر الفلسطينية كانت تحرص على تخصيص ركن في المنزل للمكتبة وإثرائها بالكتب الحديثة والقيمة.
من جهته، أكد نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور أيمن صبح، أنَّ القضية التي يطرحها اليوم الدراسي هامة يجب إعطائها حقها من البحث والدراسة والإهتمام، بإعتبار المكتبات معبد الفكر ومعتكف المفكرين وهي المعمل الذي تصنع فيه العقول وتصاغ فيه الأفكار.
وأضاف صبح: "إنَّ إدارة جامعة الأقصى تولى اهتمام بالغ للمكتبات انطلاقا من دورها الرائد في صناعة الوعي الإنساني، وفي هذا الإطار قامت بالاشتراك في العديد من قواعد البيانات العربية والعالمية".
وأتابع أنَّ مكتبة جامعة الأقصى تضم ما يزيد عن 120 ألف كتابًا ومادة علمية متاحة أمام الباحثين وطلاب المعرفة والمهتمين كافة.
ونوه صبح أنَّ المشكلات التي تعاني منها المكتبات الفلسطينية والعربية نابعة من البيئة الثقافية العربية والتي لا تشجع مطلقًا على القراءة والمطالعة، داعيًا الباحثين والمشاركين لصياغة آليات مبتكرة لتطوير المكتبات وأدائها لدورها بشكل متكامل.
بدوره، قال عميد المكتبيين الفلسطينيين عبدالمالك التلولي: "إنَّ للمكتبات دور بارز في صناعة الإنسان المثقف والواعي بقضايا وطنه حيث تشكل المكتبات منظومة عمل واحدة لبناء الفكر والعقل والثقافة وتتكامل في دورها في خلق الفكر الإنساني".
وبين أنَّ الكثير من أبناء هذا الوطن من أطباء وقادة وأعضاء مجلس تشريعي هم من أوائل رواد المكتبات في طفولتهم وهم اليوم من يقود الوطن في القطاعات المختلفة.
وأشار التلولي إلى أنَّ قطاع غزة يشهد نشاط ملحوظ في انتشار المكتبات وتعدد أنواعها، مشددًا على أنَّ ضرورة تشكيل الأطر التي تشرف بشكل مباشر على عمل المكتبات ورعاية امورها والدفاع عن حقوقها.
ودعا التلولي إلى ضرورة الإكثار من عقد المؤتمرات وورش العمل والندوات واللقاءات العلمية التي تناقش عمل المكتبات وتسعى إلى تطويرها والارتقاء بها.
يشار إلى أنَّ اليوم الدراسي يتخلله أوراق عمل ودراسات لأكاديميين ومختصين تربويين ومكتبين تم توزيعها على ثلاثة جلسات علمية.
وكان من أبرز التوصيات التي خرجت بها الأوراق البحثية ضرورة رصد الموازنات الكافية لتمويل احتياجات المكتبات الجامعية المتعلقة بالتزود بأوعية المعلومات وتوفير التجهيزات التقنية وتفعيل الأنشطة والخدمات المكتبية.
كما تم الحث على ضرورة وضع الإستراتيجيات لتطوير المكتبات المدرسية عامة ومكتبات المرحلة الثانوية خاصة، وإثراء محتوياتها، وتدعيمها بالأجهزة والمعدات التكنولوجية الحديثة وتعزيز التعاون والشراكة الفاعلة بين مكتبات المدارس الثانوية والجامعية والعامة والوطنية.