مركز التراث الفلسطيني

يعتبر مركز التراث الفلسطيني، في بيت لحم، من المراكز الرائدة في حفظ التراث الفلسطيني وإبرازه للشعب الفلسطيني والعالم.

وأوضحت مديرة المركز، مها السقا، أنّ المركز تأسس عام 1991م، بهدف توثيق وإحياء ونشر التراث الفلسطيني، "فالوطن هو تراكم تراث وحضارة، فالشعب الفلسطيني صاحب حضارة عمرها آلاف السنين، ويستحق وبجدارة أن يقول هذا وطني.

وأضافت من هذا المنطلق أسست هذا المركز، وأجريت أبحاثًا ميدانية في الخيمات عن الثراث، وأخذت المعرفة من أفواه أصحابها، وهي أصدق المعرفة، وبدأت بتنظيم عروض الأزياء، والتصوير في مواقع تاريخية ودينية وأثرية في فلسطين على خلفية الزي الشعبي، باعتباره هوية ووثيقة لوجودنا في كل قرية ومدينة فلسطينية.

وأشارت إلى انتاجها لخارطة أزياء فلسطين، ووضعت فيهلا كمثال قصر هشام مع ثوب أريحًا، وسبسطية مع ثوب نابلس، وقبة الصخرة وكنيسة القيامة مع ثوب القدس، وهي خريطة مهمة جدًا لتوزع على مؤسساتنا ومدارسنا ووزاراتنا.

وعن أقسام المركز قالت السقا المركز مكون من عدة أقسام، أولًا المتحف، والذي يضم القطع البيتية والزراعية، وثانيًا معرض اللوحات التراثية، وثالثا الخيمة البدوية، ورابعا القعدة العربية القروية والمدنية، وهناك قسم تشغيل الأيدي العاملة، حيث تعمل في المركز حوالي 40سيدة من مختلف المناطق في بيت لحم والخليل، والهدف من هذا القسم هو تشغيل الأيدي العاملة، ونشر تراثنا، لأن هذه المهنة هي الوحيدة التي تعمل فيها المرأة في بيتها وبين أولادها في وقت فراغها.

وأعربت السقا عن أملها في أن يهتم الجميع بزيارة هذا المركز، كما يحتوي المركز على قسم للخياطة، وقسم آخر لتأجير الأثواب التراثية الفلسطينية، للعرائيس وجميع المناسبات، وذلك لبرط الماضي بالحاضر.

وأوضحت السقا تطلعاتنا كبيرة دائما، ونطمح لأن يكون المركز أحد المزارات المعتمدة، على جداول زيارة الأخوة العرب والسياح الأجانب والرسميين، حتى يطلعوا على جمال وثراء تراثنا الفلسطيني، ولدي صورة تاريخية لخمسة أجيال من عائلتي، وهذا ما يفند مقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".

وأكدت أنّ الإقبال جيد، وشاركنا في العديد من المعارض والمهرجانات في الداخل في الخارج، من بينها معرض جامعة شيكاغو، واستمر معرض الأزياء لمدة 6 أشهر، وألقيت محاضرة في الجامعة أيضًا، وكان هناك انبهار بجمال وثراء التراث الفلسطيني، وشاركنا كذلك في جنيف في سويسرا، وفي الأمم المتحدة ضمن فعاليات يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث تواجد شخصيات من جنسيات مختلفة، وشاركنا باليوم الإقتصادي في شرم الشيخ المصرية، كما شاركنا في معارض في قطر والبحرين، وفي فرنسا وألمانيا، وفي البرتغال وإسبانيا، كما شاركنا في مناطق مختلفة في الأراضي المحتلة عام 48.

وأشارت إلى أنّ الزوار ينبهرون بمحتويات المركز، ويلتقطون لأنفسهم صورا تذكارية مع هذه المحتويات، كما تكون كلماتهم معبرة جدًا، معربة عن أمنياتها بزيارة كل فلسطيني للمركز، كي يعرفوا أكثر عن التراث الفلسطيني.

ولفتت إلى أنّ هناك أهتمام معنوي كبير بهذا المركز، ما يعنينا هو الاهتمام بالتراث ككل، كما أن التراث يجب أن يستخدم في جميع مناسباتنا، وخاصة في فنادقنا وسفاراتنا في الخارج.

مشيرة إلى أنّ خريطة الأزياء الفلسطينية التي صممها الموقع، فازت في بالمسابقة العالمية لليونيسكو، معلنة أنها ستتبرع بطباعتها، وتوزيعها على المؤسسات.

وأوضحت  تأمل في فتح مركز للتراث في كل قرية ومدينة فلسطينية، يضم القطع الأثرية والتراثية التابعة للهذه القرية أو المدينة، كما نحتاج إلى متحف وطني كبير، كي تعم الفائدة.

وأكدت أنّ لدينا مجموعة كبيرة من الأثواب الفلسطينية، كما لدينا مجموعة منوعة من الحلي، وأتمنى أن يتم الموافقة على معرض الازياء الفلسطينية الذي طالبت به وزارة الثقافة، ليتجسد على أرض الواقع ويكون مزارًا ثقافيًا وسياحيًا، لجميع الزوار، بما أن بيت لحم هي عاصمة الميلاد في العالم، وأهم مدينة فلسطينية بعد القدس بالطبع.