جنين - زينب حمارشة
استقبل رئيس الجامعة العربية الأميركية محمود أبو مويس كبير المفاوضين الفلسطينيين وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور صائب عريقات، والذي زار الجامعة لإلقاء ندوة تعريفية بكتابه الجديد "عناصر التفاوض بين علي وروجر فيشر".
ويعد هذا الكتاب الثاني لعريقات حول التفاوض، بعد كتابه الأول "الحياة مفاوضات" الذي صدر في العام 2008.
وخلال الاستقبال، رحب الأستاذ الدكتور أبو مويس بالدكتور عريقات، وأشاد بالكتاب الجديد، وبمضمونه وعمقه، وما تناوله، والذي يمكن اعتباره نواة لتأسيس مدرسة للتفاوض على اعتبار أن التفاوض من أدوات التحرر كالمقاومة، والتعليم، وتبني سياسة التمكين الشعبي والاقتصادي.
كما قدم للضيف شرحاً مفصلاً عن الجامعة وإنجازاتها على الصعيد الأكاديمي باستحداث التخصصات في البكالوريوس والماجستير، وتعزيز البحث العلمي بالتعاون مع الجامعات العالمية، وعلى صعيد تطوير البنية التحتية بتشييد مبنى لرئاسة الجامعة، ومبنى جديد لكلية العلوم الطبية المساندة، واستاد كرة قدم بمواصفات "الفيفا" الدولية، وصالة رياضية متعددة الأغراض، والتوجه المستقبلي لإقرار مجموعة من المشاريع واستحداث التخصصات وبناء الكليات للوصول لتشييد أكبر حرم جامعي في فلسطين يلبي احتياجات الأجيال الشابة ويتبنى أساليب التدريس العالمية.
وتلا الاستقبال، عقد ندوة نظمتها كلية العلوم الإدارية والمالية لمناقشة الكتاب الجديد "عناصر التفاوض بين علي وروجر" قدمها الدكتور صائب عريقات، بحضور نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الأستاذ الدكتور نور الدين أبو الرب، وعميد الكلية الدكتور شريف أبو كرش، وأستاذ العلوم السياسة في الجامعة الأستاذ الدكتور ايمن يوسف، ومجموعة من ممثلي المؤسسات الشعبية والأجهزة الأمنية، وإقليم فتح جنين، والأسرى المحررين، وعدد من أساتذة الجامعة وطلبتها.
وخلال الندوة التي أدارها رئيس قسم إدارة الاعمال والتسويق في كلية العلوم الإدارية والمالية الدكتور اياد دلبح، أكد عريقات " أن الكتاب هو عبارة عن دراسة مقارنة بين عناصر التفاوض السبع التي حددها عالم المفاوضات الأميركي روجر فيشر، وعناصر التفاوض الاثني عشر عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أي انها دراسة مقارنة بين السلوك التفاوضي الغربي والسلوك التفاوضي العربي الإسلامي".
وأضاف، أن الكتاب يتضمن (246) صفحة مقسمة إلى ثلاثة فصول الأول بعنوان عناصر التفاوض السبع في المدارس الغربية والاثنا عشر عند سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، مشيرًا إلى أن هناك سبعة عناصر مشتركة هي المصلحة، العلاقات، البدائل، الاتصال، الخيارات، الشرعية، والالتزام، وأن العناصر التفاوضية الأخرى عند سيدنا علي رضي الله عنه فتشمل، العلم والمعرفة، القيادة والمسؤولية، المتغيرات، الصبر والثبات، والعدل.
وأوضح أن الفصل الثاني من الكتاب يدخل في مقارنة دقيقة بين هذه العناصر مسترشدًا بعدد من التطبيقات أهمها عتبة بن ربيعة، صلح الحديبية، والتعامل عند فتح مكة، إضافة إلى رسائل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وبيّن الدكتور عريقات أن الفصل الثالث يبحث بعمق تجربة سيدنا علي رضي الله عنه عند استخدامه القصاص من قتلة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، وعزل الولاة، وموقعة الجمل، ومفاوضات صفين، ومفاوضات أم تحكيم، ومواقف سيدنا علي رضي الله عنه من نتائج المفاوضات، مستشهداً بعدد من القصص النبوية وكيف كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يتعامل مع الأعداء.
وختم عريقات حديثه قائلا " لم أحاول أبداّ أن أقارن بين روجر فيشر كانسان وبين الخليفة الراشدي الرابع أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إلا أنه وبغرض الموضوعية العلمية وجدت لزاما أن أبين لكل الدارسين أن سيدنا علي رضي الله عنه، أرسى 12 عنصرًا للمفاوضات، قبل أن يضع روجر فيشر عناصره السبع بألف وأربعمائة عام، وحاولت أن أوضح أننا نحن المسلمين أصحاب اكبر مدرسة تفاوضية في التاريخ قبل روجر فيشر والغرب مع احترامي لجميع الأديان والشعوب .
وفي مداخلته للتعليق على الكتاب، بيّن عميد كلية العلوم الإدارية والمالية الدكتور شريف ابو كرش أن الدكتور صائب عريقات عرض مصالح الأطراف، ولم يستطع عرض عناصر المصالح المشتركة التي تبنى عليها أرضية أي مفاوضات، فكيف تستوي العملية التفاوضية في حال غياب المصالح المشتركة، وهذا هو السبب الحقيقي وراء فشل المفاوضات، وأضاف، أما عنصر الشرعية في الكتاب فكان واضحًا أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان متمسكًا بالشرعية الربانية في كونه رسولًا ونبيا ويستند بشرعيته إلى منظومة دينية بحتة غير قابلة للنقاش.
وبيّن أن المفاوضات هو علم تسهيل الصعب فكيف يمكن تذليل العقبات في حال الاستناد إلى الشرعية الدينية والى الاوامر الربانية، وكيف يتحقق مبدأ رابح رابح إذا ما تمرس كل طرف خلف شرعيته الدينية التي لا نقاش فيها؟ وكيف تتحول الشرعية المرتكزة على الدين الى عملية تحكيم مباشرة مستندة إلى أسس واضحة في شريعة المتخاصمين.
ومن جانبه، قدم أستاذ العلوم السياسية الدكتور أيمن يوسف مداخلته قائلًا يكتسب هذا العمل أهمية خاصة كونه يعزز الحضور العربي والفلسطيني بما يتعلق بالإنتاج العلمي خاصة في مجال المفاوضات والدبلوماسية وحل الصراعات وبناء السلام، والتركيز على أدوات حل الصراعات والتي تعتبر المفاوضات جزءًا مهمًا منها، وأضاف أن الكتاب نواة للتمهيد لتأسيس مدرسة بالتعاون بين السياسيين والأكاديميين والمختصين والطلبة وصناع القرار تعني بمجال التفاوض.