القدس المحتلة – وليد أبوسرحان
تتعرض المسميات العربية في القدس إلى عملية تهويد ضمن مخطط رسمي إسرائيلي لتهويد كل شيء في المدينة واستبدالها من العربية الإسلامية إلى اليهودية حيث استبدلت أسماء الشوارع وأطلقت عليها الأسماء العبرية في حين تواصل الجرافات الإسرائيلية تسوية أراضي المدينة وتشييد الأبنية الاستيطانية عليها لخلق واقع ديموغرافي ينسف تاريخها العربي والإسلامي ليصبح لسان حالها متحدثًا بالإسرائيلية.
وأكد الباحث في الشؤون الإسرائيلية، الكاتب علي الجريري، أن إسرائيل تسعى بشكل جاد وحثيث لتهويد المسميات وسحق المخطوطات العربية في المدينة.
وأضاف الجريري، في ندوة عقدها تحت عنوان (القدس العتيقة..الذاكرة والهوية) في مقر وزارة التربية والتعليم العالي في مدينة رام الله، الخميس، أن "عملية تغيير الأسماء مستمرة" في المدينة المقدسة التي تتعرض لعملية طمس لمعالمها العربية والإسلامية.
وأبرز الجريري نتائج دراسة نفذها حول ما يجري في القدس، مضيفًا أن "هذه الدراسة البحثية استغرقت 10 سنوات، وما تتعرض له مدينة القدس من تهويد بحاجة لجهد باحثين آخرين للكشف عن بعض المسميات الخاصة بالأحياء والشوارع التي تم تهويدها".
وشدد على أن أي تغيير في القدس يعتبر تعديًا وخرقًا للقانون يحتاج لتدخل من اليونسكو كونها الجهة المسؤولة عن حماية القدس.
وأشار إلى ضرورة الانتباه وعدم الخلط بين أبواب القدس وأبواب المسجد الأقصى، محذرًا من أن إسرائيل عمدت إلى خلع حجارة من أسوار الحرم القدسي، إضافة إلى فتح عدد جديد من أبواب المسجد الأقصى لدخول المستوطنين.
ونوه إلى أن البحث الذي أجراه خلال زيارته إلى القدس وأماكنها التاريخية أظهر أن الخرائط العبرية أكثر دقة من غيرها من الخرائط إلا أنها تهود الأماكن والمسميات بشكل واضح.
وأضاف أن عملية تغيير الأسماء مستمرة، ولم تذكر الخرائط الإسرائيلية تماثيل الخيول التي وضعت بعد انتصار صلاح الدين واستلامه القدس.
وتضمنت الندوة إثارة العديد من التساؤلات والاستفسارات والتوصيات، ومن أبرزها: ضرورة تعميم وتنظيم مثل هذه الفعاليات داخل المؤسسات التربوية والأكاديمية والمهتمة، ودعم الباحثين في تسليط الضوء على الانتهاكات التي تتعرض لها مدينة القدس خاصة المتعلقة بالتعليم، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية دمج هذه القضايا في المنهاج التعليمي، وتعزيز أواصر الشراكة والتعاون مع كافة المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة للاهتمام بمثل هذه الموضوعات.
وفي ختام الندوة، تم تقديم درع تكريم إلى الباحث الجريري، تقديرًا للجهد البحثي والإعلامي الذي بذله عبر عدة سنوات لإصدار هذا العمل المتميز.