دمشق - نور خوام
كشفت عائلة عالم الآثار السوري خالد الأسعد الذي قتله تنظيم "داعش" في مدينة الكنوز القديمة تدمر عن اللحظات الأخيرة لهم وكيف أجبروا على الفرار من المدينة.وأطلق على الأسعد الذي كان مدير منظمة اليونسكو للتراث العالمي في سورية اسم " سيد تدمر" تقديرا لعمله على المباني التي عمرها أكثر من 2000 عام والأعمال الفنية في المدينة، وعندما تولت داعش السيطرة على المنطقة حاولوا إجباره على كشف مواقع الآثار القيمة.
وأوضح ابنه محمد " كان السبب الرئيسي وراء قتل والدي هو رفضه بان يدل داعش على الآثار التي ما تزال غير مكتشفة، جاء الخبر علينا كالصاعقة، فأخذوه إلى الساحة الرئيسية في المدينة وقطعوا رأسه أمام الناس، وقتلوا كل من حاول مغادرة المدينة، وخدم والدنا المدينة لعقود من الزمان، ولكن موته جاء قبيحا ومشينا."
وأضاف محمد أن عائلته علمت بمقتل والدهم بعد الإعلان الذي وضعه داعش على الانترنت بمقتل عالم الآثار، وتركت الأسرة المدينة خوفا على حياتها ولم تكن قادرة على أن تأخذ جثة الأسعد، الذي قتله التنظيم وعلق جثته على إحدى إشارات المرور ووصفه بمدير الوثنية والمرتد.
وولد خالد الأسعد في عام 1934 ودرس التاريخ في جامعة دمشق ويعرف من الرجال العصاميين الذين كرسوا أربعة عقود من حياتهم لأعمال الحفر والحفاظ على أنقاض مدينة تدمر قبل تقاعده في عام 2003 واستطاع ابنه الاخر وليد أن يأخذ مكان والده ومنصبه في اليونسكو.
وأضاف محمد الأسعد أن أخوه وليد مثل والده تعرض لاستجواب التنظيم حول الكنوز والذهب في المدينة المعروفة باسم لؤلؤة الصحراء، وتعتبر الكنوز والآثار المسروقة مصدرا هاما لدخل المتطرّفين وخاصة بعد أن بدأت أميركا بقصف حقول النفط التي يسيطرون عليها.
ودمرت عدة آثار تاريخية في مدينة تدمر منها معبد بيل الذي كان مكانا للعبادة الكبيرة في بلاد ما بين النهرين ويعتبر واحدة من أشهر الآثار في المدينة، ودمر جزءا" من معبد بلشامين الذي يعود لأكثر من 2200 عام وبعضا" من الأقواس والهياكل التي يعود تاريخها الى العصر نفسه.
وينظر التنظيم إلى الآثار وأماكن العبادة غير الإسلامية بكونها هرطقة ودمر الكثير منها في مناطق تواجدها سواء بشكل جزئي أو كلي.