جانب من فعاليات مهرجان أبوظبي 2016

اختتم مساء السبت فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان أبوظبي، التي انطلقت في الثالث من ذات الشهر، تحت رعاية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي. وشهدت هذه الدورة على مستوى دولة الإمارات، إقامة اكثر من 70 حفلاً فنياً وفعاليات وأنشطة ضمن البرنامج الرئيس للمهرجان، والبرنامج التعليمي والمجتمعي التابع له و التي توزعت على الإمارات السبع على مدار 28 يوماً و بمشاركة 200 فنان اماراتي و235 فنانا عالمياً.

واستقبلت حديقة "أم الإمارات" تحت رعاية، الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، الفعالية الختامية لمهرجان أبوظبي 2016، التي أقيمت على مدار يومي الجمعة والسبت 29 و30 أبريل، تحت عنوان "المهرجان في الحديقة: حيث يزهر الإبداع"، والتي حضرها حشد ضخم من الجمهور من جميع أنحاء الدولة. وتضمن برنامج الفعالية تنظيم مجموعة من الفقرات الموسيقية وورش العمل والأنشطة. وقدمت فرقة "سما كوارتيت" والفنانين الإماراتيين محمد العوضي وإيمان الهاشمي موسيقى تصويرية تقوم على التخيل الإبداعي، بالإضافة إلى ورشة الدمى المتحركة، وورشة عمل فنية.

وشكلت الفعالية فرصة للجمهور للمشاركة بآرائهم وخبراتهم حول "الالتزام بالثقافة" وهو الشعار التي رفعته الدورة الثالثة عشرة من مهرجان أبوظبي هذا العام، حيث حظي الجمهور بفرصة تزيين "شجرة الالتزام بالثقافة" ووضع الملصقات التي تعبر التزامهم الشخصي بالثقافة. وتهدف هذه الفعالية إلى ترسيخ مبدأ تبني الثقافة كتوجه عام، وتحفيز وتنمية الوعي المجتمعي تجاه أهمية الثقافة، وضرورة المشاركة والتفاعل مع المبادرات الثقافية لما لها من أهمية في تأسيس جيل جديد يتمتع بالذائقة الفنية وروح الإبداع والابتكار.

وقالت سعادة هدى الخميس-كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: "في الوقت الذي نختتم فيه دورة أخرى ناجحة من المهرجان، لا يسعني إلا أن أتحدث عما حققناه حتى هذه اللحظة. فقد كان لهذه الدورة خصوصيتها المتفردة، وذلك لتزامنها مع احتفالنا بالذكرى العشرين لتأسيس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون. ويعتبر مهرجان أبوظبي أهم وأضخم مبادراتنا على مستوى المجموعة، ومن الرائع أن نشاهد هذا المهرجان وهو يوسّع منصته الجماهيرية، ويستقطب هذه الحشود الرائعة من الجمهور، التي تحرص في كل عام على المجيء من داخل وخارج الدولة لحضور حفلاته الموسيقية ومعارضه الفنية، والمشاركة في فعالياته وأنشطته. ولهذا انطلقت هذه الدورة من المهرجان تحت شعار "الالتزام بالثقافة" حتى نستفيد من هذا الزخم الجماهيري، والحرص على حضور مختلف حفلات وفعاليات المهرجان، بما يبرهن على نجاح مسيرتنا التي هدفت منذ البداية إلى الارتقاء بمستوى الوعي المجتمعي تجاه الثقافة والفنون وأهميتها، ونحن بدورنا ملتزمون باستكمال مسيرتنا على ذات النهج والوتيرة من أجل الأجيال القادمة".

وكعادته في عام، استقبل مهرجان أبوظبي كوكبة من النجوم العالميين من شتى المشارب الفنية والموسيقية والاستعراضية، واحتفى المهرجان بفرنسا بوصفها ضيف شرف هذه الدورة؛ حيث استقبل مغنيي الأوبرا نتالي ديساي ولوران ناعوري، وأوركسترا باريس بقيادة الموسيقار بافو يارفي. كما استقبل المهرجان عازف البيانو العالمي لانغ لانغ، بالإضافة إلى تقديم المسرحية الأوركسترالية "الأمير الصغير" التي أعادها للحياة مجدداً ضمن رؤية مسرحية وموسيقية مذهلة كل من نك لويد ويبر وجيمس ريد، والتي شارك بها الممثل البريطاني والنجم العالمي هيو غرانت كراوي القصة. كما استمتع الجمهور بعرض باليه مفعم بالحيوية والتألق قدمه الكوبي كارلوس أكوستا.

وضمن سلسلة حفلات المهرجان للعزف المنفرد التي يقدمها مهرجان أبوظبي للعام الثاني على التوالي، حظي الجمهور بحضور حفلين ممتعين لموسيقى الجاز قدمهما كل من عازف البيانو وموسيقى الجاز النابغة جوي ألكساندر البالغ من العمر 12 عاماً فقط، وعازف البيانو وموسيقى الجاز والذي ارشح لنيل جائزة "غرامي" الكوبي ألفريدو رودريغيز.

وعلى مستوى فعاليات البرنامج المجتمعي والتعليمي لمهرجان أبوظبي، أقيمت هذا العام فعاليات جماهيرية كبرى شهدت العديد من الأنشطة الثقافية، ومن بينها "رواق الكتاب" التي شهدت إطلاق ستة إصدارات أدبية عربية من إبداعات مؤلفين إماراتيين. كما أقيم معرض فني بعنوان "صور هذا" عرض إبداعات فنية لأطفال التوحد في الغاليريا بأبوظبي. وحظي جمهور الصغار والكبار بحضور عرض علمي مدهش ومشوق بعنوان "وزارة العلوم – العرض الحي". وقدم المهرجان لعشاق وطلبة صناعة السينما عرضاً حصرياً لفيلم "ذيب" الذي ترشح لنيل جائزة أوسكار، بالإضافة إلى عرض مسرحي كوميدي قدمته فرقة "مسرح عيال زايد للفنون" بعنوان الرصاصة.

ونظم مهرجان أبوظبي عدداً من الفعاليات الحصرية، من بينها "رواية القصة" التي جابت مجموعة من مؤسسات الرعاية الصحية عبر الدولة، وفعالية "مغامرات الفنون" المخصصة لأطفال دور الأيتام. ومبادرة "العودة إلى المدارس"، التي قدمها النجوم المشاركين في مهرجان أبوظبي، ومن بينهم لانغ لانغ، وكارلوس أكوستا، اللذان قدما حصصاً تدريبية للمواهب المدرسية في أبوظبي. وفعالية "المهرجان تحت الضوء" التي أتاحت لطلبة المدارس الإطلاع على مراحل إعداد العروض الفنية خلف الكواليس.

تأسس مهرجان أبوظبي في شهر أبريل من عام 2004، تحت رعاية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الإعلام يومها، وحظي برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في الأعوام من 2007 لغاية 2011، وبرعاية معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، في الأعوام من 2012 لغاية 2015، ويقام حالياً تحت رعاية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي.

يعدّ المهرجان اليوم أحد أبرز الفعاليات الفنية والثقافية في الإمارات، ومنبراً بارزاً للفنون على أنواعها، بحيث يجمع برنامجه المتنوّع أرقى الفنون الكلاسيكية والتشكيلية، وأجمل فنون الأداء العالمية مستقطباً في دوراته السنوية، كوكبةً من كبار الفنانين على المستوى الإقليمي والعالمي، وقد نجح المهرجان وعلى مدار الأعوام الماضية في ترسيخ مكانته كأضخم حدث ثقافي وفني في المنطقة، وذلك من خلال تأسيسه لعدد من الشراكات الاستراتيجية المهمة مع كبريات المؤسسات الثقافية والفنية حول العالم مثل مهرجان أدنبره الدولي، ودار الأوبرا الملكية البريطانية، ومهرجان مانشستر الدولي، وقاعة كارنيغي هول.

كما يسهم المهرجان في تعزيز مكانة العاصمة الإماراتية أبوظبي، انطلاقاً من التزام مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون برؤية العاصمة أبوظبي كوجهة رائدة للثقافة والفن والإبداع على المستوى العالمي، ويستمر المهرجان في تقديم فعاليات برنامجه التعليمي والمجتمعي، بمشاركة فاعلة للفنانين والطلبة وأولياء الأمور، والمؤسسات المجتمعية والثقافية من مختلف أرجاء دولة الإمارات العربية المتحدة، سعياً لإبراز ودعم المواهب المحلية الإماراتية، وإظهار التنوع الفني والثقافي الذي يزخر به المجتمع الإماراتي، فضلاً عن التعريف عالمياً بالمنجز التراثي لدولة الإمارات العربية المتحدة.