المستوطنون الأوائل عمروا كنيسة وهم لا يعرفون أن "تشولولا" تحتهم

يكمن تحت ارض مدينة "تشولولا" في المكسيك أحد أسرارها منذ مئات السنين، حيث كان مطمورًا تحت العشب والأشجار والتربة. إنه هرم تشولولا الكبير الذي يُعتبر أكبر نصب تذكاري تم بناؤه على الأرض، فهو ذو قاعدة أكبر بأربعة أضعاف من حجم الهرم الأكبر في الجيزة.

في 1519، قام قائد الجيش الإسباني، هرنان كورتيز ورجاله بغزو المدينة وقتلوا 10% من سكانها، ثم قاموا ببناء كنيسة صغيرة على قمة تلة ضخمة كرمز لغزوهم. وتم اكتشاف الهرم في عام 1910. وتقع تشولولا، التي كانت معروفة بأسواقها الصاخبة وتجارة السلع الراقية بالاضافة لكونها موطناً لحوالي 100 الف شخص، قرب عاصمة إمبراطورية الآزتك، تينوتشتيتلان.

ووفقاً للصحفية بهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، زاريا جورفيت، يُعتقد أن المدينة كانت مقدسة وقام شعبها ببناء هرم مقدس لكل يوم من أيام السنة. وعندما وصل كورتيز ورجاله إلى تشولولا يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول 1519 قاموا بغزو الشوارع ونهب الكنوز الدينية وحرقوا الأهرامات المقدسة وقتلوا 3000 شخص في غضون ساعات قليلة، على الرغم من أن هناك بعض الأرقام تشير الى ان عدد القتلى الحقيقي يقدر بـ 30,000.

وبعد أن استوطن الاسبان المدينة، التي هي الآن جزء من المكسيك، قاموا ببناء العديد من المباني وأصبح لدى المدينة كنيسة لكل يوم من أيام السنة. ويبلغ عرض الهرم 450 متراً وطوله 66 متراً وهو رقم يعادل حجم تسعة حمامات سباحة اولمبية، كما يعد هرم تشولولا أكبر نصب تذكاري تم بناؤه حتى يومنا هذا.

ويشير التاريخ أنه عندما وصل كورتيز في تشولولا كان الهرم قد تم بناؤه منذ آلاف السنين وهو مغطى بالكامل بالنباتات، ولكن بعض الأساطير تقول إن الهرم كان مقدساً لشعب تشولولا الذين قاموا بتغطيته بالتراب من أجل إخفائه عن الغزاة. وهرم تشولولا ليس مجرد هرم واحد ولكنه مكون من ستة طبقات على الاقل بنيت فوق بعضها. وقال الخبراء أن الهرم تم بناؤه على مراحل حيث قامت الحضارات المتعاقبة بتحسين ما سبق بناؤه بالفعل. ويُعتقد أن الهرم قد تم بناؤه قبل حوالي 300 عام قبل الميلاد، ولكن لايزال معرفة من قام ببنائه لغزاً محيراً.