القاهرة - سعيد فرماوي
تعتبر الملكة حتشبسوت من الحكام غير العاديين لمصر. فبعد وفاة زوجها، جلست على العرش حتى وصول ابن زوجها الى سن الرشد، وأصبحت فرعون مصر الذي يحكم البلاد، وبذلك أصبحت واحدة من أوائل الحكام الاناث في مصر القديمة وفي الأسرة الثامنة عشرة، وهناك احتمالان أو ثلاثة لإناث حكمن مصر في تلك الفترة. وتعد حتشبسوت واحدة من الأكثر نجاحا، لأنها حكمت لمدة 15 سنة على الأقل، وبُنيت في عصرها مجموعة من الابنية التي تعتبر تحفة معمارية.
ودمر ابن زوجها بعد وفاتها كل ما يشير اليها ومحى اسمها، وعلى مدى العقود الماضية، كشف الباحثون ووصل أدلة أكثر حول حكم الاناث لمصر خلال فترة 1400 قبل الميلاد، وخصوصا حكمها هي. وأعلنت الأسبوع الماضي وزارة الآثار المصرية عن اكتشاف مبنى متصل بالملكة حتشبسوت مما يوفر المزيد من الأدلة حول قصة حياة هذه الفرعونة الأنثى. وكشف معهد الآثار الألماني أن الكتل المكتشفة ربما تنتمي الى احد المباني الخاصة بالملكة نفسها.
وصورت حتشبسوت في بداية حكمها كإمرأة، ولكن في وقت لاحق أصبحت مثالاً على الحاكم القوي ذي العضلات الذي يضع اللحية المستعارة مثلما كان يفعل الفراعنة الذكور، ويعتقد العلماء أن الكتل التي عثروا عليها في جزيرة "الفنتين" في مصر هي جزء من معبد للإله خنوم، وتجسد العديد من الكتل حتشبسوت كامرأة. وجاء في بيان وزارة الآثار تعليقا على الحدث " يبدو أن المبنى أنشئ خلال السنوات الأولى لحكمها، قبل أن تبدأ صورتها بالتحول الى ملك ذكر، واكتشفت القليل من المباني في تلك المرحلة المبكرة من حياتها كملكة حتى اليوم."
وتوفي زوج حتشبسوت الملك تحتمس الثاني عام 1479 قبل الميلا، وترك ابنه ووريث عرشه تحتمس الثالث رضيعا، وأصبحت حتشبسوت وصية الصبي، وفي عام 2009 أظهرت صحيفة "الناشيونال جيوغرافيك" تقريرا تقول فيه أنه في الوقت الذي كبر فيه تحتمس الثالث، غيرت حتشبسوت رأيتها.
وبدأت الملكة الرشيقة تتحول الى ملك بالكامل وترتدي اللحية المستعارة التي ارتداها الفراعنة الذكور، وكانت من الفراعنة الذين يشجعون البناء، فيعتبر معبدها الجنائزي في الدير البحري أعجوبة معمارية، وتميزت فترة حكمها بالسلام والتقدم في الفن والثقافة. ومحيت العديد من علامتها الثقافية والمجتمعية المصرية لسنوات عديدة، وتابعت وزارة الاثار المصرية " محي كل اسم للمكلة في عهد تحتمس الثالث، واستعيض عن التماثيل التي تمثل شخصيتها بصور الملك الذكر زوجها المتوفي تحتمس الثاني."
وأضاف " ان البناء المكتشف حديثا يضيف الى معرفتنا للسنوات الاولى للملكة حتشبسوت ودورها في منطقة أسوان."