غزة – علياء بدر
عقدت وزارة الثقافة في مقرها بمدينة غزة الأربعاء الاجتماع الأول للجنة التأسيسية لكلية غزة للفنون والتراث والإدارة الثقافية التي تعتزم تأسيسها خلال الفترة المقبلة لتكون أول أكاديمية مهنية متخصصة في المجالات الفنية والثقافية على مستوى قطاع غزة.
وتحدث وكيل مساعد وزارة الثقافة، د.أنور البرعاوي، حول أهمية الثقافة والفنون في حياة الأمم والشعوب باعتبارها رابط اجتماعي يساهم في بناء هويتهم الثقافية، وتنمية معرفتهم، وصقل مواهبهم وتحقيق ذاتيتهم، موضحًا أن تأسيس الأكاديمية يأتي في إطار خطة الوزارة التي وضعتها وجهودها للارتقاء بالحالة الثقافية الفلسطينية وتنظيم العمل الثقافي والفني في قطاع غزة، ومعالجة مظاهر التلوث الثقافي بأساليب علمية وعصرية، ومشيراً أن الأكاديمية ستعمل على إنتاج مشهد ثقافي فلسطيني عصري يقوم على التكامل ويعبر عن التصور الحقيقي للمجتمع الفلسطيني للحياة ويعكس مساهمة حقيقية وتصوراً معبراً عن واقعه وفهمه للحياة في مختلف مناحيها.
وأضاف البرعاوي أن الأكاديمية جاءت لتكون رافعة جديدة في مجالات الثقافة المتعددة، وتغطي جوانب مهمة ربما غفل عنها الإنسان الفلسطيني في قطاع غزة مرغماً نتيجة انشغاله بأمور أخرى حازت على الجانب الأكبر من اهتماماته، وأكد مدير وحدة التدريب والتطوير في الوزارة، أ.وائل المبحوح، أن الهدف الأساسي للأكاديمية يتمثل في إيجاد كوادر فنية فلسطينية مدربة ومؤهلة وفق المقاييس العالمية في مجالات الفنون والتراث والإدارة الثقافية، مشيرًا إلى أن الأكاديمية ستمنح الطلبة شهادة دبلوم مهني متخصّص في مجالات الفنون التشكيلية المعاصرة والفنون التعبيرية ومجالاتها من مسرح وسينما ومرئي ومسموع وموسيقى وغيرها، بالإضافة لفن إدارة التراث والثقافة، وغيرها من التخصصات ذات العلاقة بالفنون والثقافة.
وتم خلال اللقاء مناقشة المشروع والتفاصيل المتعلقة به وبحث آليات إنجاحه وتمكينه من تحقيق أهداف بما يخدم الثقافة الفلسطينية، وتتكوّن اللجنة التأسيسية من الدكتور محمد الكحلوت، والدكتور عبد الفتاح أبو زايدة، والدكتور كمال غنيم، والدكتورة مي نايف، والأستاذ يسري درويش، والمخرج سعد كريم، والمخرج عبد الرحمن صباح، والإعلامي مفيد أبو شمالة، والأستاذ رأفت العايدي، والأستاذ محمود البلعاوي.
وأعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية عن إطلاق خطة الوزارة للعام 2017، والتي تسعى من خلالها لتطوير الثقافة الفلسطينية وتفعيل دورها في التنمية المجتمعية الشاملة وذلك تحت شعار "نحو خطاب ثقافي وطني واحد".
وكشف وكيل مساعد وزارة الثقافة د.أنور البرعاوي، أن وزارته تسعى لتوحيد الخطاب الثقافي الفلسطيني بالتعاون مع كافة المؤسسات والمراكز الثقافية الفاعلة ونخب المثقفين والمبدعين والشخصيات الاعتبارية في المجتمع الفلسطيني، مشيرًا إلى أن خطة الوزارة ترتكز بشكل أساسي على تعزيز مبدأ الشراكة والتعاون مع المؤسسات الثقافية الفلسطينية في الداخل والخارج لصياغة خطاب ثقافي فلسطيني يستند إلى الثوابت والقيم والهوية الوطنية الفلسطينية ويعبر عن التاريخ العريق للشعب الفلسطيني وتجذره في أرضه، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه تجمعه قضية واحدة وثقافة وتراث واحد، وأن الصراع مع الاحتلال يرتكز بشكل كبير على الأبعاد الثقافية، مؤكداً أن مشروع الاحتلال يسعى لتغيير ملامح التراث الفلسطيني، وطمس الهوية الوطنية الفلسطينية، وتزييف شواهد التاريخ لإيجاد موطئ قدم له على أرض فلسطين التاريخية.
واستعرض البرعاوي أبرز المشاريع والأنشطة والفعاليات التي تعتزم الوزارة تنفيذها خلال العام الحالي أبرزها تدشين كلية الثقافة والفنون، وإنشاء المكتبة الوطنية الفلسطينية، وإطلاق المرصد الثقافي الفلسطيني، وتأسيس نادي القراء لتنمية القراءة لدى الأطفال وتوسيع مخزونهم الثقافي والمعرفي، وأكد أن وزارة الثقافة تضع على عاتقها رعاية جميع أشكال الفنون وتطويرها بما يحافظ على التراث الفني لفلسطين، ويشجع ويحقق المناخ الملائم لنمو الملكات الخلاقة وإظهار المواهب الجديدة وتشجيع التأليف والترجمة في مختلف النواحي الأدبية، وستولي الوزارة اهتماماً خاصاً بالمناطق المهمشة في قطاع غزة ورعايتها ثقافياً، مبيناً أنه سيتم تنفيذ العديد من الملتقيات الجماهيرية في محافظات قطاع غزة بمشاركة كافة شرائح المجتمع الفلسطيني لمناقشة كافة القضايا التي تهم المواطنين ووضع الحلول للمشاكل التي يعانوا منها.