كتاب "من المسافة صفر"، للكاتبتين آلاء القطراوي ورنا العلي

نظمت الإدارة العامة للعمل الأهلي في وزارة الثقافة في غزة وبالتعاون مع جامعة الأقصى الخميس حفلاً لتوقيع كتاب "من المسافة صفر"، للكاتبتين آلاء القطراوي ورنا العلي، والذي يوّثق بأسلوب أدبي نثري يوميات العدوان الصهيوني على قطاع غزة صيف 2014 والذي استمر لمدة 51 يومًا متواصلاً وأسفر عن مقتل أكثر من ألفي فلسطيني وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين، وحضر الحفل الذي أُقيم في قاعة المؤتمرات في مقر الجامعة وكيل مساعد وزارة الثقافة د.أنور البرعاوي، ونائب رئيس الجامعة للشؤون الثقافية د.نعمات علوان، وعدد من المدراء العامين في الوزارة ولفيف من الشعراء والأدباء والمثقفين.

وخلال كلمته قال د.البرعاوي: "إننا اليوم نحتفي بتوقيع عملاً أدبيًا مميزًا بأسلوبه، وفكرته، ومضمونه الذي يتناول الواقع المرير الذي عايشه الشعب الفلسطيني والجرائم التي تعرض لها خلال فترة العدوان الصهيوني الهمجي الذي طال البشر والحجر والشجر وتسبب بجراح لم تشفى حتى اللحظة"، وأضاف أن هذا الإصدار الأدبي يبعث برسائل عدة أهمها أن مبدعي فلسطين قهروا الموت الذي أراده لهم العدو، وواصلوا كتابة إبداعاتهم الأدبية تحت القصف ووسط الدمار والدماء واتخذوا من تلك المشاهد مصدر لإلهامهم"، مؤكدًا أن الكتاب يمثل وثيقة أدبية وشاهدًا حيًا على جرائم جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

وأكد أن وزارة الثقافة ستواصل سعيها لتطوير الثقافة الفلسطينية وإثراء الحياة الأدبية من خلال سن القوانين والتشريعات التي تحمي الثقافة والمثقفين، وتشجيع التراث الوطني والإنتاج الأدبي والفنون والمكتبات وأشكال الإبداع كافة، داعيًا المبدعين والأدباء والفنانين لتسخير إبداعاتهم لخدمة القضية الفلسطينية، وتعريف العالم بالمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.

بدوره أكد د.علوان على العلاقة التكاملية بين الجامعة ووزارة الثقافة، مشددًا على أهمية تطوير العلاقة وتعزيز التعاون بين المؤسستين بما يساهم في خدمة المجتمع الفلسطيني، من جانبه قدم  أستاذ الأدب في جامعة القدس المفتوحة د.عاطف أبو حمادة نقدًا أدبيًا لكتاب "من المسافة صفر"، مشيرًا أن الكتاب سلط الضوء على ما يعرف بـ "فوبيا الضحية" والتي يحاول فيها المجرم الفرار من جرائمه النكراء ولكن دون جدوى وتظل أشباح الضحايا من أطفال ونساء وشيوخ تلاحقه وتطارده في كل تفاصيل حياته حتى يسقط في براثن الجنون.

وأضاف أن الكاتبتان أرسلتا من خلال هذا الكتاب صرخة مدوية بعاطفة أنثوية متأججة تجاه الحدث الإجرامي والممارسات البشعة والقتل الجماعي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم أجمع، من جهتها قالت الكاتبة آلاء القطراوي أن هدفها من الكتاب ألا يتحول الشهداء إلى مجرد أرقام، وأن نجعل القتلى يعيشون بعد انتهاء النشرة الإخبارية، وألا تكون هذه الصور المسربة مجرد مادة إعلامية نحن نريد لها أن تعيش".

وأشارت أن الكتاب يتكون من 132 صفحة ويضم مجموعة من القصص المستوحاة من حياة القتلى الذين سقطوا أثناء العدوان، من خلال تقمص الكاتبتان لشخصية القتلى أو أحد ذويهم لترويان القصة كما يجب أن تكون في الحياة الطبيعية، بالإضافة إلى نصوص تجربة الكاتبتين الذاتية خلال العدوان.