عمان - فلسطين اليوم
للسنة السابعة على التوالي، قدّم فنانون أردنيون وأجانب في العاصمة الأردنية عمّان، مجموعة من الأعمال الجدارية الفنية الجديدة، والتي مزجت بين جماليات الثقافة المحلية والغربية عبر مشروع فني بصري يحمل اسم "بلدك" 2019 ، وشارك فيه خلال العام الحالي 16 فناناً تسابقوا على رسم لوحات تمحورت حول قيمة الإنسان في بيئته الفنية، والثقافية، والاجتماعية، والتراثية.
وفي قلب أحياء عمّان القديمة ومبانيها الطينية، لا يمكن لزائر شارع خرفان أقدم شوارع عمّان القديمة، والمعروف بمبانيه المشيدّة من الحجر العتيق، أن لا يلحظ جدارية تخلّد المعمارية العراقية الراحلة زها الحديد بنظرتها الثاقبة التي رسمتها الفنانة الأردنية ميرامار، وكذلك جدارية نعمت صالح بسيسو (المفتي) للفنان الأردني صهيب العطار، ليجسد شخصية إحدى رائدات العمل التربوي في فترة الستينيات برؤية بصرية عصرية، حين حوّلت منزل والدها القاضي والسياسي السابق في جبل اللويبدة إلى مدرسة ومنارة علمية صامدة حتى اليوم.
ويقول معاذ السعيد، منظم مشروع "بلدك" البصري، ومدير برامج في مسرح البلد لموقع CNN بالعربية، إن المشروع انطلق في عام 2013 في مرحلة تجريبية، بمبادرة من مسرح البلد، لغايات "تجميل أحياء عمان" القديمة، ونشر ثقافة فن الغرافيتي، أو فن الشوارع والجداريات، لافتاً إلى أنه بدأ بورشة عمل ليوم واحد في ذلك الوقت، وشهد تطوراً ملموساً حتى موسم 2018 الماضي، الذي تكلّل بمشاركة فنانين أوروبيين، إلى جانب أردنيين للمرة الأولى.
والتقى فنانون أردنيون بفنانين عرب خلال الأعوام 2014-2017 لمشروع "بلدك"، فيما شارك فنانون من ألمانيا، وصربيا، وفرنسا، بالشراكة مع مؤسسات رسمية أردنية، كأمانة عمان التي أسهمت في إصدار موافقات اختيار الجداريات والتنسيق مع أصحاب البنايات، والاتحاد الاوروبي، وشركة ناشونال للدهانات التي وفرت الألوان اللازمة للرسومات، وشركة مونتانا كانز الألمانية لبخاخات رش الألوان، بحسب السعيد.
ويشارك سنويا بين 13و16 فناناً وفنانة في المهرجان الذي يُقام لمدة أسبوع، فيما شارك في العام 2019 للمرة الأولى 4 فنانين من كولومبيا، إلى جانب فنانين اثنين من فرنسا، واثنين من ألمانيا، و8 فنانين أردنيين.
ويحمل كل موسم فني فكرة محورية لمختلف الاعمال الفنية، حيث تناولت الأعمال هذا العام فكرة "الشمولية" للمكان، والزمان، والشخصيات لكل عمل.
ومن أبرز الجداريات التي دشنت جدارية "بذور بشرية" في منطقة مرج الحمام جنوب العاصمة، كعمل مشترك لفنانين أردنيين ومجموعة "فيرتيجو vertigo" الكولومبية، إذ جسدت قيمة الزراعة، والأرض، والمزارع، لترسيخ الثقافات المختلفة، بتصوير مزارع أردني، ومن خلفه غابات مطيرة في كولومبيا.
ويُعد حي الغرافيتي في منطقة الهاشمي الشمالي في عُمان، من الأحياء المميزة التي اشتهرت بلوحات الغرافيتي، حيث شهد تدشين أولى مواسم المهرجان الفني البصري، وتتوزع بين حاراته عدة جداريات في لوحة بصرية ممتدة عبر الأفق من بينها جداريات للفنان الفرنسي Don mateo.
واستطاع الفنان الأردني يزن مسمار (25 عاماً)، أن يرسم جدارية تحاكي التراث الأردني، والخيال الجامح، للشخصيات الخارقة على طريقة هوليوود، حيث جسد امرأة بزي بدوي مزركش على مبنى مكون من 5 طوابق في منطقة جبل عمان.
ويقول مسمار لموقع CNN بالعربية، إن مشاركته العام الحالي حملت معها تحديات كبيرة، لسعيه لترجمة الفكرة المحورية المطلوبة، بما يُحاكي بيئته المحلية الشعبية، ممزوجة بخيال الشخصيات الخارقة التي يراها الجمهور في أفلام هوليوود كرموز، على حد قوله.
ويعتقد مسمار أن هناك حاجة لتطوير فن الشوارع لتنشئة جيل يعي أهمية الفنون عموماً، لافتاً إلى أن فن الغرافيتي قد يكون من أكثر الفنون المقبولة لدى أي مجتمع، لتركيزه على الجماليات البصرية، خاصة إذا كانت هذه الأعمال بين أحياء لا يهوى سكانها ارتياد قاعات المعارض الفنية.
قد يهمــــك أيضــــا:
سلسلة أفلام هندية في سينما متحف الفن الإسلامي الأسبوع القادم