غزة - منيب سعادة
نظم نادي السينما بمركز غزة للثقافة والفنون عرضاً سينمائيا، مساء أمس الأربعاء، عرضاً للفيلم التسجيلي " لأن الجذور لا تموت " قصة ما حصل في تل الزعتر للمخرجة نبيهة لطفى، بحضور عدد من المثقفين والنشطاء الشباب والمهتمين بالعمل السينمائي، وذلك بقاعة الاتحاد العام للمراكز الثقافية، ضمن فعاليات مشروع " يلا نشوف فيلم " والذي تنفذه مؤسسة شاشات سينما المرأة، بالشراكة مع "جمعية الخريجات الجامعيات" ومؤسسة "عباد الشمس لحماية الانسان والبيئة" وبدعم رئيسي من الاتحاد الاوربي ودعماً مسانداً من" CFD "السويسرية ومُمثلية جمهورية بولندا في فلسطين.
و افتتح ميسر الورشة موسى أبو زايد اللقاء بتقديم تعريف عن المشروع والنشاط وأهمية العلاقة مع مؤسسة شاشات سينما المرأة، وأهمية إنشاء النادي السينمائي.
من جانبه قال أشرف سحويل رئيس مجلس إدارة مركز غزة للثقافة والفنون، إن الفيلم حمل مضامين فنية وإنسانية ويعتبر دليلاً لأجيال سينمائية، ولكل باحث في مجال السينما رغم وحشية الحرب التي طالت ودمرت مخيم تل الزعتر، من خلال شهادات من نجوا من النساء والأطفال واللاجئين، مضيفاً استطاعت المخرجة إدراج مشاهد توثيقية لحياة المخيم من خلال تسليط الضوء على دور النساء، ونبض المخيم بالحياة فيما انتقلت بالمشاهد إلى واقع المخيم بعد المجزرة الذي خيم عليه الموت والدمار، ودور المثقف الفلسطيني والعربي هو توثيق ما تعرض له أبناء شعبنا من جرائم ورغم ذلك لازال الأمل موجود بغد ومستقبل أفضل .
وفي ذات السياق رأى الكاتب محمود عفانة أن المخرجة التي صورت حياة المخيم قبل المجزرة ورؤيتها في خط مسار الفيلم، إنما يؤكد مدى وعي وادراك المخرجة، وانخراطها في العمل السياسي إلى جانب ابداعها الفني وهذا ما شاهدناه اليوم بفيلمها الذي سجل قصة مجزرة تل الزعتر، وما تعرض له أبناء شعبنا في الشتات من ظلم وقتل.
وفي سياق متصل رأت الناشطة الشبابية روزان شاهين، أن المخرجة قدمت تاريخاً لا يمكن أن ينسى وسلطت الضوء على صمود المقاومة وبسالة وتضحيات الشعب الفلسطيني،وقدمت حالة التكاتف الاجتماعي رغم حالة الوجع والمؤامرات التي حيكت ضد ابناء شعبنا في الشتات.
من جهته قال الناشط الشبابي كمال دلول، إنه رغم حالة الألم التي اعتصرت قلوبنا ونحن نشاهد ما حل بأبناء شعبنا في الشتات، لكن المخرجة نجحت باقتدار في شد انتباهنا على مدار ساعة الفيلم، ولم تشعرنا بالملل ونجحت المخرجة في توثيق مرحلة من مراحل المعاناة الفلسطينية في الشتات .
كما اعتبر الناشط المجتمعي أحمد العجلة أن ما حصل من جريمة على الرغم من مرور أكثر من أربعين عاماً طالت الأبرياء في مخيم تل الزعتر، إلا أنه لا يمكن لأي إنسان أن ينسى هذه المجزرة، ولا بد أن يأتي اليوم الذي يقدم فيه كل المجرمون للمحكمة لأن الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم .
وطالب الحضور مجمعين بضرورة العمل الجاد ضمن المؤسسات الرسمية لتوثيق وتجميع كل الأرشيف الفلسطيني وتوفير كل الإمكانيات، وأن يصبح في متناول جميع الباحثين والدارسين لبناء شاشة سينما فلسطينية تساهم في إبراز القضية الفلسطينية إلى العالم أجمع ببعدها الإنساني والوطني.
جدير بالذكر أن مركز غزة للثقافة والفنون هو مؤسسة غير هادفة للربح تأسس عام 2005، ويسعى للمحافظة على الهوية الوطنية وإثراء المشهد الثقافي والفني الفلسطيني ذو الأسس الحضارية المعاصرة.
و"شاشات سينما المرأة" هي مؤسسة أهلية، تركز في عملها منذ تأسيسها في 2005 على سينما المرأة، وأهميتها، وأبعادها في تصورات عن ماهية النوع الاجتماعي. كما تركز شاشات على تنمية قدرات القطاع السينمائي الفلسطيني النسوي الشاب. وتعمل على إتاحة الفرص للمرأة للتعبير عن ذاتها، ودخولها إلى عالم الإبداع السينمائي من أجل صنع القرار في مجال الثقافة. وقد حازت مؤسسة شاشات على "جائزة التميز في العمل السينمائي" من وزارة الثقافة الفلسطينية في 2010.