الصلوات الجماعية تعود إلى الكنائس

يشعر الأب رأفت أبو النصر بالغبطة لعودة صدى التراتيل الجماعية في كنيسته المطلة على ساحة العباسيين الشهيرة شرق دمشق السورية، وذلك بعد نحو شهرين من توقف الصلوات الجماعية على خلفية الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة السورية ضد "كورونا". اليوم، وبعد تخفيف الإجراءات الاحترازية، عاد الأب أبو النصر ليقطع الطريق القصيرة الواصلة من منزله في حي القصاع بدمشق، إلى كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك التي يقوم عليها.

ومن المدخل الرئيسي، قاطعا الدرجات القليلة الواصلة إلى الباب الخشبي المزخرف للكنيسة، يصل الأب أبو النصر إلى صحن الماء، ويغمس أصابع يمناه على صفحته قبل أن يرفعها ليرسم إشارة الصليب متمتما بالصلاة. وفي مكتبه الملحق بالكنيسة، يرتدي الأب أبو النصر مئزره الكنسي بسعادة بادية على وجهه، يتوجه إلى البهو حيث أفراد رعيته، ليبدأ معهم استعادة لحظات ما قبل "كورونا" الذي بدلت المخاوف من انتشاره عادات المواطنين السوريين بشكل جذري، بما فيها الصلوات الجماعية لأتباع الديانات كافة.

ورأى الأب أبو النصر أن "المناسبة الجميلة لافتتاح الكنائس السورية اليوم تزامنا مع (أحد السامرية)، يعكس تعطش المؤمنين للعودة إلى الصلاة في كنائسهم"، حيث أنه في أيام الحظر الاحترازي الذي اتخذته البلاد، كان الأب أبو النصر يحيي الصلوات مع رعيته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن ذلك لم يكن ليوازي "الفرح بالأداء الجماعي للصلوات" كما يؤكد في حديثه لـ "سبوتنيك"، مشيرا إلى أن الصلاة المشتركة تضفي الكثير من التعزية المتبادلة في ظل الجائحة العالمية.

ويرسل الأب أبو النصر دعواته من سوريا إلى العالم بالتعافي من وباء "كورونا"، مشددا على ضرورة التزام المواطنين والمؤمنين بوصايا السلطات الصحية لتجنب الإصابة بالفيروس، وعبر "سبوتنيك"، رفع الأب أبو النصر صلواته لشفاء جميع المصابين بالأمراض المستعصية حول العالم. وأعادت الكنائس السورية اليوم فتح أبوابها لأداء الصلوات والقداديس مع الالتزام بكل الضوابط الصحية اللازمة للتصدي لفيروس كورونا.

وتؤدى الصلوات والقداديس حاليا وفق ضوابط صحية محددة تلزم المصلين بارتداء الكمامات والتباعد بينهم مسافة كافية والتعقيم عند أبواب الكنائس إضافة إلى إغلاق دورات المياه وعدم حضور المرضى والأطفال ومن تظهر عليه أي أعراض شبيهة بأعراض كورونا وتعقيم الكنائس قبل الصلاة وبعدها وألا تتجاوز مدة العظة عشر دقائق وذلك بعد أن أعلنت الكنائس السورية في يوم الجمعة الماضية، أنه سيتم افتتاح الكنائس لقداس يوم الأحد 10-5-2020، وحتى الآن، استطاعت سوريا ضبط انتشار فيروس كورونا ضمن الحدود الدنيا تبعا لإجراءات مشددة اتخذتها بشكل مبكر نسبيا.

وعلقت سوريا صلوات الجماعة في 15 مارس/آذار الماضي، قبل أن تعلن وزارة الأوقاف السورية الاثنين الماضي افتتاح دور العبادة الإسلامية لصلاة الجمعة فقط مع استمرار تعليق باقي صلوات الجماعة مؤقتاً.
وفي منتصف مارس/آذار الماضي، أصدر رؤساء الكنائس المسيحية في سوريا ولبنان بياناً مشتركاً تضمن اتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا المستجد، بما يشمل تعليق كل الخدمات والصلوات العامة بما فيها القداديس في كل الكنائس حتى إشعار آخر، لتعود يوم الجمعة الماضي إلى السماح بإقامة صلوات الأحد وفق ضوابط صحية محددة تلزم المصلين بارتداء الكمامات والتباعد بينهم مسافة كافية وتوفير التعقيم بالشكل المناسب.
وأقرت سوريا نهاية الأسبوع الماضي جملة من الإجراءات التخفيفية الممرحلة للحظر المفروض على الأنشطة المختلفة في سوريا، شملت قطاع النقل والتعليم مع التقيد الصارم بالتعليمات الصحية.

قد يهمك أيضا : 

   "الرئاسية لشؤون الكنائس" تُدين إحراق مسجد جنوب القدس والاعتداء على مُصلِّين

   مصر تُغلق المساجد والكنائس لمدة أسبوعين لمواجهة جائحة "كورونا"