شهد المعرض الدولي للنشر والكتاب، السبت، إقبالًا كبيرًا من الزوار في مختلف أروقته وندواته، تزامنًا مع بدايته في العطلة الأسبوعية. وفي الفترة الصباحية، تُوج الكاتب محمد عنفوف عن روايته "سناء ولكناريان" بجائزة خناثة بنونة للإبداع الأدبي في القيم الأسرية،  وعادت الجائزة الثانية إلى الجزائرية أسماء المزاري. وهي الجائزة التي تم الإعلان عنها خلال ندوة ثقافية احتضنتها قاعة أطلق عليها اسم "أفريقيا" بتنظيم من مركز الدراسات الأسرية والبحث في القيم والقانون.

وعرفت قاعة الندوات "إدمون عمران المليح"، خلال الفترة المسائية حضورًا قويًا من مختلف المشارب الثقافية والإعلامية والحقوقية، التي تابعت ندوة اختارت لها وزارة الثقافة المغربية عنوان "تجارب في الكتابة.. روائيون بأفق مغاربي"، بمشاركة الروائي الجزائري واسيني الأعرج، والكاتب التونسي حسونة المصباحي إلى جانب الكتاب المغاربة يوسف فاضل، ومحمد برادة، وسعيد بنراد، الذي أشرف على تسيير اللقاء الثقافي الذي تفاعل الحضور مع مداخلات الكتاب، وعرفت حضور الحقوقي صلاح الوديع وعددًا من المثقفين وإعلاميين المغاربة.

وحظى عدد من الأطفال بأنشطة ثقافية وترفيهية عرفتها عدد من أروقة المعرض، ولوحظ إقبال كبير لعدد من الأسر رفقة أبناءها الذين بدت عليهم لهفة كبيرة وهم يتنقلون بالاستمتاع للاطلاع على صور وعناوين مؤلفات خاص بهم، منهم من تشبت بشراء قصص وكتب تشد انتباه الناشئة، وتغري بالإقبال عليها عبر الدموع أمام إكراه أثمنة بعضها بالنسبة لبعض الأسر، وتعرف دور النشر التي تعرض كتب تهتم بالمجال الديني إقبالًا منقطع النظير، ويظهر عدد من الزوار في هذه الأروقة محملين بالعشرات من الكتب والمراجع الدينية.

وخصصت وزارة الثقافة المغربية مساحات لعدد من الشعراء والكتاب، القادمين من مختلف العالم الذين وقعوا دواوينهم وكتبه الجديدة. وتخللت أروقة المعرض الدولي للكتاب والنشر أنشطة فنية وثقافية مفتوحة بمشاركة مختصين في مجالات تهم الشباب المغربي والعربي، إلى جانب الأنشطة الخاصة بالبلدان الأفريقية، كضيوف الشرف، وعددًا من الندوات الموضوعاتية ومن أمسيات الشعرية ولقاءات مع المبدعين، منهم الشاعر محمد بنطلحة الفائز بجائزة "الأركانة" العالمية للشعر لعام 2016 والتي عرفت حضورًا مهمًا لتوقيع أعماله الشعرية الصادرة عن بين الشعر في المغرب.

وكان المعرض الذي تحتضنه الدار البيضاء إلى غاية 19شباط/فبراير، سيستضيف أحد عشر وزير ثقافة أفريقيًا وأربعين ناشرًا وكاتبًا، من أجل تعزيز العلاقات المغربية مع دول القارة الأفريقية، سيكون ضيف شرف هذه الدورة من المعرض الأحد عشر بلدًا للمجموعة الاقتصادية لدول أفريقيا الوسطى.

وكان معرض الكتاب يعرض ألف عنوان في ثلاثة ملايين نسخة لحوالي 702 عارض (353 مباشر و349 غير مباشر)، ينتمون لـ 54 بلدًا مشاركًا في هذه التظاهرة.