مكتبة الإسكندرية

أصدرت مكتبة الإسكندرية كتابًا موسوعيًا جديدًا عن «المقر البابوي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية عبر التاريخ في مصر، بمناسبة مرور أكثر من نصف قرن على نقل المقر البابوي إلى العاصمة المصرية القاهرة، ويتضمن الكتاب الجديد عشرات الصور الملونة والخرائط والوثائق والرسوم التخطيطية، أعدها ثمانية باحثين، قدموا تسعة أبحاث تناولت العديد من الجوانب المهمة تاريخياً، ولغوياً، وفنياً وحضارياً ومعمارياً حول المقر البطريركي وتنقلاته.

وحرر الكتاب المكون من أكثر من ثلاثمائة صفحة، الدكتور لؤي محمود سعيد، مدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية، وقدمه الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، الذي قال في بيان صحافي صباح اليوم الاثنين، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «مكتبة الإسكندرية حريصة على توثيق تاريخ الأمة المصرية بثرائه الديني والثقافي»، مؤكداً أن «تاريخ الكنيسة القبطية هو جزء من تاريخ مصر، إذ لا يعتبر المصريون باباوات الكنيسة قيادات روحية فحسب، ولكن أيضاً رموزاً وطنية محل تقدير من الجميع مسلمين وأقباط».

ووفق محرر الكتاب الدكتور لؤي محمود سعيد، مدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الاسكندرية، فإن منصب البابا لم يكن منصباً دينياً فقط، بل كان منصباً شعبياً ووطنياً، لأن صاحبه كان يجلس على كرسي البابا عبر الانتخاب بينما كان يفرض حكام البلاد على الناس خلال القرون الماضية بمصر».

ويرصد الكتاب رحلة انتقال المقر البابوي منذ القرن الأول الميلادي بين الإسكندرية والوجه البحري والدلتا وحتى العاصمة المصرية القاهرة في القرن الماضي بعد إنشاء الكاتدرائية بحي العباسية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، الذي تبرع أبناؤه لصالح بناء الكنيسة، بحسب سعيد الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن مبنى كاتدرائية العباسية لن يكون المقر النهائي أو الأخير في رحلة المقر البابوي، لأنه سوف يتم نقله مستقبلاً إلى العاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة) بعد بناء مبنى جديد للكاتدرائية بها، مما يشير إلى تشابه موقف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي كان يقدر دور بابا الإسكندرية وقتئذ، وموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أمر ببناء كاتدرائية جديدة للأقباط المصريين بالعاصمة الإدارية الجديدة».

ويسرد الكتاب الموسوعي الجديد ملابسات وظروف نقل المقر البابوي خلال القرون الماضية، بجانب إلقاء الضوء على التصميم المعماري والفني لكل مقر بطريركي.

بدوره، قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي أشرف على مراجعة الكتاب الجديد في بيان مكتبة الإسكندرية اليوم: «إن أهمية الكتاب تنبع من كونه يقدم للمرة الأولى دراسة وافية عن المقر البابوي، وحركة تنقلاته خلال عشرين قرناً من الزمان بين الكنائس في الإسكندرية، ثم في القاهرة في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والتي أنشئت وافتتحت عام 1968».

قد يهمك أيضا :   

"الفراعنة المحاربون" أحدث إصدارات مكتبة الإسكندرية

إيقاف فعاليات مكتبة الإسكندرية لنهاية آذار