آثار أسنان على فخذ بشري دليل على افتراس الإنسان الأول حيًا من الحيوانات آكلة اللحوم

يمكن أن آثار الأسنان على عظم فخذ بشري، يعود إلى 500 ألف سنة، دليلا على تعرض الإنسان الأول للافتراس حيًا من الحيوانات, وعثر علماء الآثار على علامات على هيكل إنسان أولي في كهف مغربي، تظهر  مدى افتراسه حيًا من الحيوانات الكبيرة آكلة اللحوم، وعلى الأرجح الضباع, ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قال العلماء، إن الإنسان البدائي، عُرف خلال فترة العصر الجليدي الأوسط، من ضمن "الحيوانات العليا من الثدييات"، وكان يتنافس على البقاء والموارد مع الحيوانات الكبيرة آكلة اللحوم.

ولم يتم حتى الآن، العثور على أدلة كافية للتفاعل المباشر بين الإنسان الأول والحيوانات آكلة اللحوم في هذه الفترة, وفحص الباحثون عظم فخذ لهيكل عظمي لأشباه البشر (الإنسان البدائي) عمره 500 عام، تم العثور عليه في كهف المغربي للكائنات شبيهة بالإنسان " الحيوانات العليا من الثدييات"، قرب الدار البيضاء، ووجدوا دليلا على افتر اسه من الحيوانات الكبيرة آكلة اللحوم, وكشفت دراستهم على هذه العظمة، والتي نشرت في مجلة "بلوس وان"، عن أن مختلف الكسور وآثار الأسنان تدل على مضغ أكلة اللحوم لهذا الإنسان البدائي، بما في ذلك حفر الأسنان فضلًا عن غيرها من عشرات الشقوق.

وتم إيجاد هذه العلامات في طرفي عظم الفخذ، كما أن الأجزاء اللينة من العظام تم سحقها تماما. وتم تغطية العلامات برواسب، ما يشير إلى أنها قديمة جدًا, وحسب الصحيفة، فإنه على الرغم من إظهار العلامات أنه من الأرجح أن تكون الضباع سببتها بعد الوفاة بوقت قليل، فإنه لم يكن ممكنا التوصل إلى ما إذا كان العظم تم أكله نتيجة الافتراس الإنسان البدائي أم نتيجة قضمه بعد وفاة الكائن البشري بوقت قصير.

ولكن يعتقد الباحثون، إنه في كلتا الحالتين، يعد أول دليل على أن البشر كانوا مورد لحم خلال العصر الجليدي الأوسط في ذلك الجزء من المغرب، ويتناقض ذلك مع الأدلة من المواقع القريبة التي تفيد أن البشر أنفسهم كانوا يطاردون ويأكلون الحيوانات آكلة اللحوم, ورأى الباحثون أن هذا يتوقف على الظروف، إذ أن "الثدييات العليا" (الإنسان البدائي) كان يمكن أن يتصرف في ذلك الوقت كصياد أو كحيوان مفترس، كما كان يمكن استهدافه كفريسة.

وقالت كاميليا دوغيراد، من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في فرنسا، إنه "على الرغم من أن المواجهات والمطاردات بين الإنسان القديم والحيوانات المفترسة الكبيرة خلال هذه الفترة الزمنية في شمال أفريقيا  كانت شائعة، فإن الاكتشاف أحد الأمثلة القليلة التي تثبت افتراس الحيوانات أكلة اللحوم للإنسان البدائي".