الدار البيضاء : جميلة عمر
تذهب بعض العائلات إلى القيام ببعض الطقوس في المناسبات الدينية التي قد تأخذ منحى سلبيًا لا يشرف ولا يمت بصلة إلى روحانية المناسبات الدينية، وقد تأخذ بعض الأعراف منحى السحر والشعوذة والانجراف وراء بعض الخرافات التي لا أساس لها من الصحة، ولا تعد أن تكون طقوسًا خارجة عن المألوف التزمت بها بعض العائلات على نحو ملزم وراحت حتى إلى الاعتقاد من أنها تؤتي ثمارها وتعود بفوائدها على ممارسيها.
ويعتبر عيد الأضحى المبارك ، فترة تتأهب فيه الخليات التي تمتهن السحر والشعوذة لموسم أعظم بالنسبة إليهم وهو عيد المولد الشريف، حيث يشدون الرحال إلى الولي الصالح الهادي بن عيسى في مدينة مكناس من أجل تبادل الخبرات ، والعروض الجديدة في السحر، وعيد الأضحى من الأعياد الدينية، وهو العيد الذي استغله بعض الكهنة ومستعملي الدين كغطاء لممارسة شعائر السحر والشعوذة، كما أن عيد الأضحى هي عبارة عن تأهب المشعوذين لاستقبال موسمهم الكبير الذي يتم بضريح الهادي بن عيسى بمدينة مكناس ، حيث يجتمع كبار المشعوذين من أجل تبادل الخبرات.
والسيد " جلون" أحد الأشخاص الذين يقال عنهم "أصحاب بركة"، الزيارة عنده بالدقيقة، وقبل الولوج إلى زاويته التي يستغلها في السحر والشعوذة ، تؤدي 100 درهم ، وعلبة سكر، وبعد انتظار في غرفة اجتمعت فيه نساء كل واحدة لها رواية ، وكل واحد لها طلب من "جلون".
وأضاف مراسل "فلسطين اليوم"، أنّه "سمعنا روايات مختلفة منهن المطلقات ، ومنهن الرغبات في الزواج ، ومنهن من ترغب في جلب شخص من أجل الزواج به ، ولكن كلهن يجمعهن هدف واحد وهو السيطرة على الشخص المرغوب فيه ، وجعله خاتم في الاصبع، وبعد ساعة من الانتظار تم المناداة علي ، دخلت إلى غرفة مظلمة لا ترى فيها إلى "مجامير" وبخور ، وشموع ، استغرق الوقت مع "با جلون" أكثر من ساعة ، حيث تمت مناقشة مواضيع حول طرق الجلب ، ودور عيد الكبير في نجاح هذه العملية".
وكشف با جلون لـ "فلسطين اليوم"، أنّ "عيد الأضحى ، هو بداية لموسم السحر والشعوذة ، ويبدأ من العشر الأوائل لدي الحجة ، حيث يعتمد الحرفيين الربانيين على الأماكن التي تعج بالخرفان ، كما تستغل الحبل الذي يستعمل لربط الخروف، وفي يوم العيد نستغل دم الكبش مباشرة بعد عملية النحر لتفرقة الزوجين، وجعل أيامهما كلها دم، وبعد الذبح تأتي العملية الأكثر فعالة وهي استغلال رأس الكبش حيث يوضع في فمه خرقة ملطخة بمني الرجل والمرأة التي ترغب في جلبه ، وتوضع داخل الخرقة أعشاب وتمائم وحيوانات ، بعد ذلك يفتح فم رأس الكبش وتوضع فيه هذه المواد ليخاط الفم بمخيط جديد ، ويرمى في البحر ، أما رأس الكبش فيتم إحراقه ، ساعتها يحترق ما بداخل فم الكبش ، وكما يحترق الرأس ، يحترق الشخص المراد به"، ولم يكن" با جلون" البارع الوحيد في أعمال السحر والشعوذة ، بل هناك نساء بارعات يتمكن من تجميد النهر .
وتمتلك الزوهرة، وهي امرأة سوسية، زبائن حتى خارج المغرب، مشيرة إلى أنّ "بعض الطقوس تبدأ بقدوم الكبش في اليوم الأول من العيد على غرار وضع الحناء على جبهته وتخصيص قسط منها على صوفه إلا أنها تبتعد عن تلك الطقوس الأخرى التي تقترب إلى الشرك بالله على غرار استعمال دمائه وصوفه وحتى أحشائه في أعمال السحر والشعوذة، وأنّ تلك الأفعال لا تليق بتلك المناسبة العظيمة التي لم تسلم من تلك الممارسات الخاطئة".