الشارقة ـ فلسطين اليوم
ناقش النادي الثقافي العربي في الشارقة كتاب "جماليات المنمنمة الإسلامية"، للكاتبة الدكتورة أمل نصر، عرضاً وتقويماً، في حضور جمهور نوعي من الفنانين والكتّاب والإعلاميين ومتابعي فعاليات النادي. وقدّم الفنان تاج السر الحسن قراءة مطولة في الكتاب، فيما عوّض عن غياب حضور الكاتبة، رئيس قسم التصوير في جامعة الإسكندرية، أنّ مقدم الجلسة الدكتور عمر عبدالعزيز، هو نفسه من كتب مقدمة هذا الكتاب، الذي طبعته دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة، ضمن إطار الاحتفال بالشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية.
وأبرز الدكتور عبد العزيز، أنَّ هذا المؤلف يؤصل معرفياً لمفردة مهمة في ثقافة الفن والجمال، النابعين من مسيرة الإسلام التاريخي، والمنعكسين بصورة واضحة في كامل الشواهد والمشاهد التي تميز العمارة الإسلامية، وفنون التطبيق المشهدي البصري، بمختلف تجلياتها وألوانها وخصوصياتها.
ورأى أنَّ "الكتاب يعدُّ مواصلة لتقديم منحى مهم من مناحي الفكرة الجوهرية لعلمي جمال الشكل والمضمون الخارجيين من تضاعيف الرؤية والممارسة الفنية الإسلامية، المستمرة في تقديم مقترحات بصرية عالمية متجددة، تجسر العلاقة بين المجسد والمجرد، كما بين الملموس والسابح في فضاء الخيال".
وتناولت ورقة الحسن تاريخ الكتّاب الذين طرحوا جماليات المنمنمات، مثل عفيف بهنسي، وثروت عكاشة، وشاكر حسن، وعبدالفتاح رواس قلعجي، وزكي محمد حسن، من المحدثين، مشيرًا إلى أننا "من الممكن أن نستدل على مظان استقراء هذه الفنون لدى الكتاب والمفكرين القدامى، ومنهم ابن خلدون، على سبيل المثال".
وأضاف أنَّ "الكتاب لا ينطلق من فكرة أنَّ كل ما فيه من معلومات هو جديد، بل إنه عبارة عن استدراكات، وتحليل 24 أنموذجاً، عبر محاولة لإعادة الاعتبار للفنون العربية الإسلامية، لاسيّما المنمنمة منها، رغم أنّ المنمنمة موجودة في الأصل بين أهلها، تتعايش معهم، لكن العبرة تكمن في الانتباه إليها، وتسليط الضوء عليها، واستقرائها".
وتوقف الحسن عند النقاط الإيجابية التي تسجل للكتاب، ولخصها إضافة إلى صغر حجم الكتاب، وسهولة استعماله، قياساً للكتب المماثلة له عادة، في تناوله، في ضوء الافتقار لمنهج جمالي عربي يستند لرؤية فلسفية، لعالم فني مهم، وهو ما حدا بالمؤلفة لاعتماد وجهة نظر حسن حنفي في الدفاع عن الهوية، والتأصيل العربي الإسلامي، وينتقد الصياغة الغربية للثقافة الشرقية لأنها تنطلق من المركزية الأوروبية .
وأردف "قُيّمت المنمنمات على أساس أنها فنون صغرى، مقابل الفنون الكبرى، وللتوضيح، هنا فكرة وجود فنون كبرى وصغرى تنطلق من اعتبار فنون عصر النهضة في أوروبا (أي الكلاسيكيات الأوروبية)، بينما الفنون التي ظهرت - في ما بعد - فإنها تعد الصغرى"، موضحًا أنّه "ما يعاب على الرؤية الغربية أنها تنطلق من منظور مغلق، بينما المنظور العربي تأسس على نظام مفتوح".
وأبرز أنَّ "المعروف عن الفنون العربية الزخرف، النقش، المنمنمة، بأنها مملوءة، أي أن كل فراغ معبأ بأشكال التوريقات والنباتات والحيوان والهندسات، لأن هناك فزعاً من الفراغ، لدى العربي، وإن كان الفراغ موجوداً في الحقيقة في عالم البصريات، الكلاسيكية الأوروبية، إلا أنّه في المنمنمة العربية الإسلامية ثمة إشغال للفراغ لأسباب روحية".