لندن ـ ماريا طبراني
انطلق الاثنين معرض لندن الدولي للكتاب في بريطانيا، حيث يعد الجناح التركي الأكبر، بمشاركة 30 دار نشر تركية، وعدد من أبرز الكتاب الأتراك.
وأثارت رواية ايان ماكيوان الجديدة اهتمام المتابعين في المعرض هذا العام، حيث تدور أحداثها حول شابة جميلة تجندها الاستخبارات بعد تخرجها من جامعة "كامبردج" للعمل جاسوسة، إضافة إلى الرواية الأولى للكاتبة الأميركية الإيرانية سحر دليجاني التي تتوالى أحداثها على سبعة مسارات روائية مختلفة يربطها حدث واحد هو اعتقال ناشطين إيرانيين وإعدامهم في صيف 1988، من طفل يولد في احد سجون طهران إلى رجل يُعدم في ذلك العام.
وفازت بحقوق نشر الرواية دار "اورايون" التي أكد مديرها جون وود، أنها رواية مثيرة وان الدار حصلت عليها بعد منافسة شديدة.
ولاحظ مراقبون انه رغم الآفاق القاتمة للاقتصاد البريطاني والقلق من صعود الكتاب الالكتروني فان المطابع البريطانية لم تتوقف عن العمل، وان دور النشر أنفقت مئات آلاف الجنيهات لشراء حقوق كتب جديدة يتوقع أن تلاقي إقبالا كبيرا من القراء.
وافتتح وزير "الثقافة والسياحة" التركي عمر تشليك، الجناح التركي في المعرض، وأكد في كلمته أن تركيا تأتي ضمن البلدان التي تعد من رموز التنوع الثقافي المتجذر في العالم، منوها بأن التعددية الثقافية، التي تعتبر أكبر ثروة للبلاد، مصدر اعتزاز لتركيا.
ولفت إلى أن حوار الحضارات يمثل أكبر حاجة للعالم في عصرنا الحالي، مؤكدا أن المعرض يعد ملتقى عالميا، وأن الهدف من المشاركة تعريف العالم بالأدب والشعر التركي، إذ يتيح المعرض فرصة للزائرين، لفهم عمق وتنوع الثقافة التركية بصورة أكبر.
وأكد وزير "الثقافة البريطاني" إيد فايزي، أن تركيا تعتبر لاعبا عالميا مهمًا، وأنه يمكن فهم هوية أي بلد عبر الثقافة، مشيرا إلى أنهم يسعون من خلال المعرض إلى اطلاع الشعب البريطاني، على الثقافة التركية المعاصرة، واصفا تركيا بالشريك المهم لبلاده.
ويستمر المعرض حتى 17 نيسان/ابريل الجاري، وتنظم على هامشه ندوات وجلسات حوارية بعناوين "الأدب التركي بعيون النقاد"، و "المرأة في الأدب التركي"، إضافة إلى "قراءة اسطنبول".
وافتتح الملحق الثقافي في السفارة الدكتور فيصل بن محمد المهنا أبا الخيل أمس الاثنين، جناح المملكة العربية السعودية في معرض "لندن للكتاب في مركز إيرلزكورت بالعاصمة البريطانية"، نيابة عن سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز.
وتشارك المملكة للمرة الثامنة في المعرض الذي يستمر ثلاثة أيام، حيث تشرف على المشاركة في هذه الدورة وزارة "التعليم العالي" عبر الملحقية، إذ تحظى بمشاركة عدد كبير من المكتبات الأهلية والمكتبات العامة والجهات الحكومية التي حرصت على الاستفادة من هذا الملتقى الدولي للكتاب لتقديم آخر إصداراتها بعدة لغات.
وعبر أبا الخيل في تصريح بهذه المناسبة عن خالص شكره وتقديره للأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز على الدعم والعناية التي يقدمها لمشاركة المملكة في المعرض، وعلى تشرفه بافتتاح جناح المملكة بالنيابة عن السفر، مشيدا بالمشاركة النوعية والكمية للمملكة في المعرض، موضحًا أن المملكة تأتي مشاركاتها دائمًا متميزة في جميع معارض الكتب في مختلف عواصم العالم.
وأعرب أبا الخيل عن أمله بأن تكون المشاركة امتدادًا للمشاركات المميزة في الأعوام السابقة، مضيفا أن المشاركة هذا العام في معرض لندن ليست استثناءً من تلك المشاركات المتميزة، خاصة وأن هذا المعرض يركز على نواح عدة، من أهمها فعالية التواصل بين دور النشر من مختلف دول العالم، وعلى إيجاد بيئة تفاعلية بين دور النشر، فيما يبحث الكتاب المتميزين عن الفرصة الأمثل لنشر إنتاجهم العلمي رقميًا أو ورقيًا.
وأوضح الملحق الثقافي أن حلقات النقاش والمحاضرات في معرض لندن تضيف العديد من الفرص لدور النشر للوقوف على آخر ما توصلت إليه صناعة الكتاب، معربا عن أمله في الخروج بمحصلة ممتازة من حيث المحتوى لمشاركة المملكة هذا العام، معبرًا عن ثقته في دور النشر التي تمثل المملكة وقدرتها في تقديم الصورة الحقيقية والمتميزة لدور النشر السعودية من حيث المحتوى والكم للكتب المعروضة.
ومضى أبا الخيل معبرًا عن أمله في أن تكون المشاركة في الأعوام المقبلة متطورة بشكل أكبر لتحقيق أهداف تعود على صناعة الكتاب في المملكة، معرباً عن تطلعاته لتوسيع المشاركة في الأعوام القادمة من خلال استضافة جامعات المملكة التي تعني بالبحث العلمي لنشر نتاجها العلمي، لافتاً إلى أن مشاركة العام الحالي في كمها وفي نوعها خطوة نحو تطور المشاركة في السنوات المقبلة، مختتما تصريحه بشكر الجهات التي ساهمت في الإعداد للمشاركة في المعرض وللجهات التي شاركت بإصداراتها المختلفة.