غزة – محمد حبيب
كشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"، الناشطة في مجال الدفاع عن المقدسات الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، عن اعتزام بلدية الاحتلال، وبتشجيع من المؤسسة الإسرائيلية، فتح مقهى يبيع القهوة والطعام وأنواعًا من الخمور والنبيذ، في المبنى الذي بنته البلدية أخيرًا على أنقاض الجزء العلوي من مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية في القدس، المواجه للقنصلية الأميركية، وسط أرض سيطرت عليها المؤسسة الإسرائيلية، ودمّرتها، ثم حولتها إلى حديقة عامة، باسم "حديقة الاستقلال".
وأوضح رئيس "مؤسسة الأقصى" المحامي محمد صبحي جبارين "قبل أيام فقط حذّرنا من مخططات المؤسسة الإسرائيلية وجرائمها في حق مقبرة مأمن الله، وتقدمها في بناء ما يسمى بـ(متحف التسامح)، واليوم تقترف هذه المؤسسة الإسرائيلية وبلديتها في القدس جريمة كبرى بكل المقاييس، وتنتهك حرمة المقبرة، بالإعلان عن قرب افتتاح مقهى على أنقاض المقبرة".
وأضاف "إن مقبرة مأمن الله تستصرخ كل مسلم وعربي وفلسطيني، بل كل حر شريف في العالم، لينقذها من مسلسل الاعتداء الإسرائيلي".
وذكرت "مؤسسة الأقصى"، في بيان صحافي، الخميس، أنه "في زيارة تفقدية لمقبرة مأمن الله شوهدت لافتة كبيرة، وإعلانات أخرى، تفيد عن افتتاح قريب للمقهى الذي بني على أنقاض المقبرة، باسم (مقهى لاندفار)، وأنه مطلوب عمال للمقهى، وعند التفتيش عن معلومات في شأن هذا المقهى واسمه، تبيّن أنه جزء من شبكة المقاهي الإسرائيلية المنتشرة في البلاد، والتي تقدم لمرتاديها أنواعًا من القهوة، والأطعمة والمشروبات، ومنها الخمور أو النبيذ".
وأشارت إلى أنَّ "المؤسسة الإسرائيلية بهذا تواصل جرائمها بحق أكبر وأعرق مقبرة إسلامية في القدس المحتلة، بل وفي فلسطين التاريخية، بل وتحاول تدمير كامل المقبرة، حيث دمرت غالبية مساحتها، التي كانت تصل مساحتها عام 1948، إلى 200 دونم، وتضم بين جنباتها رفات عدد من الصحابة والتابعين والفقهاء والعلماء والشهداء، فحولت جزءًا كبيرًا منها إلى حديقة عامة، وساحات عروض غنائية، وملتقى للعشاق والشواذ، وشقت الشوارع وشبكة المجاري والكهرباء والمياه وغيرها من الاعتداءات، بهدف تغييب الوجود والدليل الحضاري الإسلامي في المدينة المقدسة، ومحاولة تهويد كل ما هو إسلامي وعربي".
وأكّدت "مؤسسة الأقصى" أنه "على الرغم من قساوة ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة ومشاريعه التهويدية فسيفشل، وستبقى القدس بكل معالمها الإسلامية والعربية، شاهدة على إسلامية وعروبة القدس، وسيظل الاحتلال باطل قريب زواله".