الكرملين

يكتمل احتشاد نحو 1300 شخص، من بينهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة، داخل قصر الكرملين في العاصمة الروسية، موسكو ، لحضور مراسم سحب قرعة بطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم، والتي تبث على شاشات التلفزيون في مختلف أنحاء العالم. ويترقب المنتخب الروسي، صاحب الضيافة، والمنتخب الألماني، حامل لقب المونديال، و30 منتخبًا آخر، تحديد مجموعات الدور الأول في النسخة الـ21 من المونديال، التي تقام في 12 ملعبًا في 11 مدينة روسية، خلال الفترة بين 14 حزيران / يونيو و15 تموز / يوليو 2018. ويتعرف المنتخب الروسي، الجمعة، على منافسه في المباراة الافتتاحية للبطولة، التي تقام على ملعب "لوجنيكي" العريق في موسكو، والذي يحتضن أيضًا المباراة النهائية للبطولة.

وتأتي القرعة في الوقت الذي تعيش فيه الرياضة الروسية حالة من الاضطرابات، في ظل احتمالات حرمان الرياضيين الروس من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقبلة، في كوريا الجنوبية، بسبب قضية المنشطات، وكذلك بعد حرمان محترفي ألعاب المضمار والميدان الروس من المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وستكون كأس العالم المقبلة النسخة الأولى التي تقام في حقبة الإدارة الجديدة لاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، برئاسة السويسري جياني إنفانتينو ، وفي أعقاب قضية الفساد التي هزت أركان الاتحاد الدولي، وأسفرت عن إيقاف عدد من المسؤولين، على رأسهم جوزيف بلاتر، الرئيس السابق لـ"فيفا". ويتوقع أن تستمر حفلة القرعة، التي يحضرها مدربو 30 من المنتخبات الـ32 المشاركة في المونديال، لمدة نحو 60 دقيقة، بمشاركة الكثير من النجوم والشخصيات الرياضية البارزة. ويتولى تقديم القرعة مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق، غاري لينكر، والصحافية الرياضية الروسية، ماريا كوماندنيانا، ويعاونهما مجموعة من أبطال العالم السابقين، منهم أسطورة الكرة الأرجنتينية دييغو مارادونا، ونجم حراسة مرمى إنجلترا السابق، جوردان بانكس، وكذلك أسطورة كرة القدم الروسية، نيكيتا سيمونيان ، 91 عامًا، الذي شارك في مونديال 1958.

وتشهد الحفلة عروضًا فنية من جانب نجمة البوب الروسية ألسو، ومغني الأوبرا الروسي إيلدار عبد الرزاق، والمغنية والممثلة لاريسا دولينا. وقال مدربون بارزون إنهم لا يشعرون بقلق إزاء القرعة، وإنما يتطلعون إلى معرفة ما ستسفر عنه من أجل استكمال خططهم للمونديال. وقال غاريث ساوثغيت، المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، في تصريحات إلى هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "الأمر لا يعني أن القرعة ليست مهمة، ولكنك قد تصيب نفسك بالقلق من المبالغة في التفكير بشأن من ستلعب أمامه، علينا أن نكون مستعدين للعب أمام الجميع، في أوقات سابقة لم نكن قادرين على الفوز أمام فرق كان متوقعًا فوزنا عليها، وفي أوقات أخرى قدمنا عروضًا جيدة أمام فرق كانت مرشحة للفوز علينا".

وتتطلع إنجلترا إلى حظ أفضل في القرعة، بعد أن أوقعتها قرعة النسخة السابقة فيما وصفت بـ"مجموعة الموت"، حيث تنافست مع إيطاليا وأوروغواي وكوستاريكا، وودعت البطولة مبكرًا، قبل ثلاثة أعوام. وطبقًا لنظام القرعة، لا يحتمل أن تشارك إنجلترا مع المنتخب الإسباني في مجموعة واحدة، لكن يحتمل وجود المنتخب الألماني، حامل اللقب، مع نظيره الإسباني، المتوج بنسخة 2010، وهو ما يأمل يواخيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني، تجنبه. وقال لوف إن المنتخب الاسباني فريق متماسك للغاية، ولا يزال لديه مجموعة رائعة من اللاعبين، ويمكن اعتبارهم من المرشحين للقب في كل بطولة، فهو منتخب لديه الخبرة إلى جانب قوة هائلة في الجانب الفني.

وقال توماس مولر، لاعب خط وسط المنتخب الألماني: "أتطلع إلى نتيجة القرعة، أود أن أعرف ما إذا كنا سنواجه منافسًا قويًا أم لا، لا نريد وقوع إسبانيا أو إنجلترا في مجموعتنا". ويتطلع المنتخب الألماني إلى أن يصبح ثالث فريق يحافظ على لقب المونديال، بعد المنتخبين الإيطالي والبرازيلي، اللذان حققا الإنجاز في عامي 1938 و1962. وينتظر المنتخب الألماني ما ستسفر عنه القرعة قبل تحديد مقر إقامته خلال المونديال، والاختيار ما بين منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود، والعاصمة موسكو، أما المنتخب الإنجليزي، فحسم بالفعل قراره بشأن مقر إقامته، باختيار الإقامة في ريبينو، التي تبعد 50 كيلومترًا عن سان بطرسبرغ.

وفي بداية إجراء مراسم القرعة، يجري تقسيم المنتخبات المشاركة على أربعة وعاءات، طبقًا لمراكزهم في نسخة التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم، الصادرة عن الاتحاد الدولي للعبة في تشرين الأول / أكتوبر الماضي. ويتمثل الاستثناء الوحيد في وضع المنتخب الروسي في الوعاء الأول، وعلى رأس المجموعة الأولى، باعتباره ممثل البلد المنظم للبطولة، رغم أنه يحتل المركز 65 في التصنيف العالمي، وهو ما يعني أنه صاحب التصنيف الأسوأ بين جميع المنتخبات الـ32 المشاركة في المونديال. وتُحسم المجموعات الثمانية للدور الأول للمونديال، بحيث تضم كل مجموعة منتخبا واحدًا من كل من الوعاءات الأربعة. وتتضمن كل مجموعة من مجموعات الدور الأول في المونديال الروسي منتخبًا واحدًا على الأقل من القارة الأوروبية، التي يمثلها في البطولة 14 منتخبًا من بينهم المنتخب الروسي، لتكون القارة الأوروبية بذلك هي الوحيدة التي يمكن وجود أكثر من منتخب واحد منها في مجموعة واحدة، ولكن عدد المنتخبات الأوروبية في كل مجموعة لن يزيد عن منتخبين اثنين.

وتشهد ست من المجموعات الثمانية وجود منتخبين من القارة العجوز، فيما تضم المجموعتان الأخريان منتخبًا أوروبيًا واحدًا. ويوضع المنتخب الروسي على رأس المجموعة الأولى، حيث ستكون الكرة الحمراء التي تحتوي اسم الفريق هي أول كرة ستسحب خلال إجراء القرعة، وبعدها تُسحب الكرات الموجودة في وعاء منتخبات المستوى الأول، والذي يضم سبعة منتخبات، هي ألمانيا والبرازيل وفرنسا والبرتغال وبولندا والأرجنتين وبلجيكا، لتوزع على رؤوس المجموعات السبع الأخرى. وذكر "فيفا" أن الإجراء التالي سيكون سحب الكرات التي تحتوي على أسماء منتخبات المستوى الثاني، وهي منتخبات إسبانيا وبيرو وسويسرا وإنجلترا وكولومبيا والمكسيك وأوروغواي وكرواتيا. وتجنب القرعة منتخبات أوروغواي وكولومبيا وبيرو الوقوع في المجموعتين اللتين سيوزع عليهما منتخبا الأرجنتين والبرازيل، حيث تنتمي المنتخبات الخمسة إلى اتحاد قاري واحد، هو اتحاد أمريكا الجنوبية "كونميبول". وبعدها تُسحب منتخبات المستوى الثالث، وهي الدنمارك وأيسلندا وكوستاريكا والسويد وتونس ومصر والسنغال وإيران، ثم منتخبات المستوى الرابع، وهي صربيا ونيجيريا وأستراليا واليابان والمغرب وبنما وكوريا الجنوبية والسعودية.