لندن - سليم كرم
استعرضت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية إجابات على كافة التساؤلات المطروحة بشأن انتخابات الرئيس الجديد للاتحاد الدولي "فيفا" التي تسدل الستار على نهاية فترة ولاية سيب بلاتر بانتخاب رئيسًا جديدًا للاتحاد، حيث تتجه أنظار العالم الجمعة، إلى الانتخابات التي يجتمع فيها رؤساء 209 اتحادًا لكرة القدم في مدينة زيورخ السويسرية من كافة أنحاء العالم لاختيار الرئيس الجديد الذي يدير شؤون كرة القدم.
كيف كان اتحاد "الفيفا" بحاجة إلى انتخاب رئيسا جديدا قبل أقل من عام في أعقاب انتخاب بلاتر لفترة ولاية جديدة تمتد إلى أربعة أعوام؟
شن مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI العام الماضي بمداهمات في زيورخ ونفذ حملة اعتقالات واسعة بالقبض على سبعة مسؤولين رسميين في اتحاد الفيفا ومن بعدها العشرات في الأسابيع والأشهر التالية، مع إجراء إثنين من التحقيقات الجنائية أحدها في أمريكا والأخرى في سويسرا كشفت عن قائمة من الانتهاكات التي تورط فيها المسؤولين في كرة القدم من كافة أرجاء العالم من رشوة وعمولات إلى ابتزاز وغسيل أموال وغش في التذاكر.
ويتم نظر قضايا بعض المشتبه بهم أمام وزارة العدل الأميركية، إلا أن الرشوة المدفوعة بقيمة 10 مليون دولار (أي ما يعادل 7,2 مليون جنيهًا إسترليني) لمساعدة جنوب إفريقيـا على تأمين إقامة منافسات كأس العالم على أرضها عام 2010 هي ما دفعت بلاتر إلي التخلي عن منصبه بعد أيامٍ فقط من فوزه بفترة ولاية جديدة.
هل تلقَى سيب بلاتر رشوة من أجل إرساء ملف تنظيم كأس العالم على جنوب إفريقيـا؟
الحقيقة أنه لم يتلقَ بشكل مباشر، وإنما كان المبلغ المشتبه به كان موقعاً من جانب جيروم فالكه الذي كان يشغل منصب السكرتير العام للفيفا في ذلك الوقت. وعلى الرغم من ادعاء الجميع بأنه فوق مستوي الشبهات، إلا أن المحققين لديهم رؤية مختلفة. ومع ذلك فإن النقطة الفاصلة هي أنه ولأول مرة تقترب الادعاءات بشأن ارتكاب انتهاكات جنائية من أبواب بلاتر، ومن ثم اختار ترك منصبه.
هل يوجد ثمة علاقة ما بين هذا الاتهام وعقوبة الإيقاف التي يقضيها بلاتر؟
لا. حيث يقضي عقوبة الإيقاف الموقعة عليه بموجب حكم صادر من غرفة القيم في الفيفا بسبب ارتكاب ممارسات مالية خاطئة، منها إرسال مبلغ مالي بقيمة 1,3 مليون جنيه إسترليني إلى ميشيل بلاتيني والذي زعم بأنه كان نظير عمل تم التكليف به والانتهاء منه قبل عدة أعوام. ولم تقتنع لجنة القيم بهذا التفسير، كما أن المبلغ المالي قد تم إرساله بعد فترة طويلة من هذه المزاعم ولم يعلن عن طبيعته وقت تسلمه وهو ما نتج عنه إيقاف بلاتر وحرمانه من مزاولة أي نشاط له علاقة بكرة القدم لمدة ثمانية أعوام تقلصت إلي ستة أعوام في الاستئناف على القضية.
ماذا جري لميشيل بلاتيني ؟
يقضي بلاتيني عقوبة بالإيقاف لمدة ثمانية أعوام تقلصت إلى ستة في الاستئناف. وبخصوص فالكة أوضحت الصحيفة "تم توقيع عقوبة الإيقاف على فالكه لمدة 12 عامًا على خلفية تورطه في انتهاكات وقضايا فساد سلوكي، حيث تبين لغرفة القيم التابعة للإتحاد الدولي لكرة القدم FIFA تورطه في بيع التذاكر وغش إضافة إلى عرقلة إجراءات التحقيق.
لم تمر فترة علي ظهور جاك وارنر وتشاك بليزر ومحمد بن همام فماذا حدث لهم؟
حصل جميعهم على إيقاف مدي الحياة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم نتيجة للعمل في اللجنة التنفيذية للفيفا، في الوقت الذي يكافح فيه وارنر ضد إجراءات تسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية من ترينداد، بينما عقد بليزر اتفاقًا مع مكتب التحقيقات الفيدرالي وأخبرهم بكافة ما يعلم. أما بن همام، فهو متواجد بمنزله في قطر ويتطلع إلى كأس العالم لعام 2022.
وبالرجوع إلى الانتخابات فمن هم المرشحين الذين يخوضونها؟
واجه الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة من البحرين اتهامات بتجاهل انتهاكات وحشية لحقوق الإنسان خلال ثورة الربيع العربي، فضلًا عن اتهاماتٍ أخري بالتلاعب في نتائج المباريات وقت أن كان يشغل منصب رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم وكذلك فوزه في الانتخابات السابقة بعد دفع رشوة مالية. ولكن الشيخ سلمان الذي يعد المرشح الأوفر حظاً في انتخابات اتحاد الفيفا ينكر بقوة تورطه في أيه انتهاكات.
أما المرشح الثاني فهو جياني إنفانتينو الذي يشغل في الوقت الحالي منصب القائم بأعمال رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم UEFA في أعقاب توقيع عقوبة الإيقاف على بلاتيني. ويتمتع الاتحاد الأوروبي أيضاً بسجل سيء في معالجة التلاعب في نتائج المباريات، إلا أن إنفانتينو ليس له علاقة بأي تلاعب في النتائج جري في اليونان أو تركيـا. وتقول مصادر بأن اتحاد UEFA لا يزال يواجه تساؤلات حول كيفية حصول أوكرانيا وبولندا علي شرف تنظيم بطولة أمم أوروبا لعام 2012.
وعن ثالث المرشحين المحتملين لخلافة بلاتر، فهو الأمير علي بن الحسين من الأردن والذي خسر في الانتخابات السابقة أمام بلاتر وواجهت حملته متاعب كبيرة هذا الأسبوع ومن ثم تقل كثيراً فرص شغله للمنصب. كما يخوض الانتخابات أيضًا المرشح الفرنسي جيروم شامبين الذي خدم فترة طويلة في اتحاد الفيفا وكان حليفاً لبلاتر، بينما يمتلك أفكاراً جيدة حول إعادة توزيع الثروة وجعل كرة القدم أكثر شفافية. ومع ذلك، فإن فرص فوزه بالمنصب تبتعد تمامًا.
أما طوكيو ساكسويل فهو رجل أعمال جنوب إفريقي ولكن اتحاد الكرة في بلاده لا يسانده حتى في حملته. كما كان عليه أن يقطع الدعاية الانتخابية في أحد المراجل من أجل إجراء مقابلة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي حول ما يعرفه عن تلك الرشوة بقيمة عشرة ملايين دولار. وليس لديه فرصة للفوز بالمنصب.
ومتى تقام الانتخابات ومن من المرشحين يتمتع بفرصة أكبر في الفوز؟
من المقرر إقامة الانتخابات اليوم الجمعة، وقد تستمر لوقتٍ أطول في حال كان هناك حاجة إلى إقامة أكثر من جولة. ويحتاج المرشح إلى الحصول علي ثلثي أغلبية التصويت من أجل الفوز، أي تصويت 137 اتحاد لصالحه من إجمالي 207 بعد حرمان كل من الكويت وإندونيسيا من التصويت. أما إذا لم يتمكن أحد المرشحين من الحصول على هذه الكتلة التصويتية، فإن الفوز بأغلبية 104 صوت في أي من الجولات اللاحقة يضمن الفوز في الانتخابات في الوقت الذي يجري فيه استبعاد المرشح الذي يحصل علي أقل نسبة تصويت في كل مرة.
ومن المتوقع خروج ساكسويل أولًا من السباق، ويليه شامبين والأمير علي لتصبح المنافسة في النهاية قائمة ما بين سلمان وإنفانتينو قبل أن يتوج سلمان بالمنصب. إلا أن فترة ولاية الشيخ سلمان في حال فوزه ربما لن تخلو من الأزمات في البداية على غرار مؤتمراته الصحفية التي تلقي خلالها تساؤلات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان والمخالفات المالية وشراء أصوات، وهو ما قد يزيد معها الأمر سوءًا.