غزة ـ محمد حبيب
دعا حليف لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اليمين المتشدد، نفتالي بينيت، قوى العالم، للاعتراف بضم "إسرائيل" لمرتفعات الجولان عام 1981، قائلًا: "إن سورية لم تعد دولة يمكنها المطالبة بمرتفعات الجولان ذات الأهمية الاستراتيجية". وتهدف تصريحات وزير الأمن في حكومة الاحتلال، نفتالي بينيت على الأرجح بحسب مراقبين إلى استغلال الحوار العالمي بشأن كيفية التعامل مع تفكك سورية على الأرض، خلال المواجهة العسكرية المستمرة منذ أربعة أعوام.
ويسعى الوزير أيضًا من خلال تصريحاته، التي أدلى بها يوم الأحد 7-6-2015، إلى تقويض التأييد لقيام دولة فلسطينية على الأرض التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
وأضاف بينيت، في كلمة أمام مؤتمر هرتزيليا السنوي "أنادي المجتمع الدولي: قفوا معنا واعترفوا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان الآن، الحدود تتغير كل يوم، سورية لم تعد موجودة كدولة، لهذا فقد آن أوان المبادرة".
وكانت جهود السلام السابقة التي ساندتها الولايات المتحدة بين إسرائيل وسورية ترتكز إلى إعادة الجولان. ومع فقدان الرئيس السوري بشار الأسد للسيطرة على مساحات كبيرة من سورية أمام تقدم المتشددين، قال بينيت "إنه بات لدى المتشددين الإسرائيليين المبرر لمعارضة أي تسليم للأراضي لسورية".
وتابع بينيت "من الواضح أنه لو كنا أنصتنا للعالم وسلمنا الجولان لكان "داعش" يسبح في بحر الجليل (بحيرة طبريا)... لقد نلنا بالفعل كفايتنا من النفاق."
ويعتبر الاحتلال الإسرائيلي، أن نظام الأسد لن يعود كسابق عهده. ولكن تنتابه مخاوف بشأن إيران وقوات حزب الله القادمة من لبنان، واحتمال نشوء فوضى في حال سقوط دمشق.
وأدت الأزمة السورية إلى إرباك واشنطن. وسيكون الموضوع السوري على رأس أولويات برنامج زيارة قائد الجيش الأميركي اللواء مارتن ديمبسي إلى إسرائيل.
وقال دبلوماسي أميركي، "بصراحة لا أحد يعلم ما ينبغي فعله بشأن سورية نحن نستمع إلى حلفائنا في هذا الشأن.. وهذا ما سيفعله ديمبسي في إسرائيل."
وامتنع مكتب نتنياهو عن التعليق على خطاب بينيت.
ويعد حزب "بينيت" واحدًا من أكبر الشركاء في ائتلاف نتنياهو اليميني الحاكم، ولكنه اختلف مع نتنياهو بشأن ما إذا كان يتعين أن تحيي إسرائيل محادثات السلام مع الفلسطينيين، فبخلاف رئيس الوزراء يعارض بينيت علنًا قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، ويفضل ضم أجزاء من المنطقة فيها كتل سكانية كبيرة من المستوطنين.
وقال بينيت: "على إسرائيل أن تزيد عدد المستوطنات في الجولان إلى أربعة أمثالها خلال الأعوام الخمسة المقبلة".
ويبلغ عدد المستوطنين اليهود هناك الآن 23 ألفًا، وهو تقريبًا نفس عدد العرب الدروز الموالين للنظام في سورية.