الكنيست الإسرائيلي

يخوض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الانتخابات البرلمانية، مستغلًا الملف النووي الإيراني في حملته الدعائية كعادة قديمة لا يألُ جهدًا لتحذير المستوطنين من خطرها بغية الفوز بولاية رابعة.

وكشفت إحدى الصحف العبرية، عن مقال لرئيس الوزراء منذ العام 1993 يُحذّر فيه من أنَّ إيران ستمتلك أول القنبلة النووية بحلول العام 1999، وتباينت آراء المسؤولين الإسرائيليين بعد خطاب نتنياهو أمام "الكونغرس" الثلاثاء الماضي إذ يكرر السيناريو نفسه من جديد.

ويعتمد نتنياهو، الذي فاز أول مرة في عضوية الكنيست عام 1996 ، على مستقبله السياسي من خلال نضاله ضد سعي إيران النووي، ومن خلال هذا الملف يسعى للعودة من جديد في الانتخابات البرلمانية المقررة في 17 من آذار/ مارس لولاية رابعة له.

ويعتبر مؤيدوه أنه سيد الأمن، ودائمًا يقدم نفسه باعتباره المرشح الذي يمكن أن يقف بشكل أفضل أمام التهديدات التي تواجه "إسرائيل" والضغوط الدولية؛ لكن معارضيه أكدوا أنَّ حملته الانتخابية تعتمد على تخويف الناخبين الإسرائيليين في حين أنه يقدم بعض الحلول التي ربما تعطيهم الأمل.

وأوضح نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس، أنَّه اقترح صفقة أفضل وبديلًا عمليًا يفرض قيودًا أكثر صرامة على البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أنه سمع تشجيع من كل من الديمقراطيين والجمهوريين بسبب الخطاب، وأضاف "لقد فهموا أنَّ الاقتراح الحالي سيؤدي إلى صفقة سيئة وأن البديل يعتبر صفقة أفضل".

وأكد محللون إسرائيليون أنَّ خطاب نتنياهو يعطي على الأقل بعض المكاسب قصيرة الأجل بين الناخبين، ولكن هذا التأثير قد لا يدوم خلال الأسبوعين المقبلين.

وأبرز خبير في الأمن القومي الإسرائيلي والرأي العام في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، يهودا بن مئير، في تصريح إلى "نيويورك تايمز" أنَّه في المقام الأول، ربما يُعجب الإسرائيليون بنوعية الخطاب وطريقة إلقائه؛ لكن الناخبين الإسرائيليين أيضًا يدركون أنَّ الخطاب سبب توتر للرئيس أوباما وكما أنتج ردود فعل سلبية، وخصوصًا في أوساط الديمقراطيين.

ووصفت زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، خطاب نتنياهو، أمام الكونغرس بمجلسيه بأنه كان مهينًا  "للذكاء الأميركي"، و"متعاليًا" في حديثه عن الخطر الذي تمثله إيران.

وأشارت المعارضة في "إسرائيل" إلى أنه ليس هناك فرق بينها وبين الحكومة عندما يتعلق الأمر بالتهديد الاستراتيجي الذي سيشكله وجود البرنامج الإيراني النووي.

وصرَّح زعيم الاتحاد الصهيوني المنافس الرئيسي لنتنياهو في الانتخابات، إسحق هرتسوغ، بأنَّ الطريق لمواجهة هذا الخطر لا يعني استعداء الإدارة الأميركية؛ ولكن  يجب بناء علاقات قوية معها للتوصل إلى تفاهمات مشتركة من شأنها أن تشكل اتفاق مقبول مع إيران.

وأفاد محللون بأنَّ خطاب نتنياهو في الكونغرس كان موجهًا إلى الناخبين الإسرائيليين أكثر مما كان موجهًا لأميركا، إذ أنَّ نتنياهو كان يأمل في إقناع بعض الناخبين المحبطين الذين ابتعدوا عن الانتخابات على دعم الأطراف التي تركز أكثر على القضايا اليومية مثل غلاء المعيشة وعدم وجود سكن بأسعار معقولة.

وهاجمت عضو الكنيست تسيبي ليفني، نتنياهو،  واصفة خطابه بأنه يعد "ضررًا"، وأضافت "نتنياهو أطلق آخر طلقة نار ضد إيران خلال نضالنا معهم، بالرغم من أن التهديد لا يزال قائمًا".

وصرَّح وزير الجيش الإسرائيلي، موشيه يعلون، أنَّه يستمع إلى الاتهامات الموجهة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويترك الحكم على هذا الخطاب للتاريخ، مقتنعًا بأنَّ نتنياهو يقف على المسار الصحيح من التاريخ

وأضاف يعلون إنَّ "إسرائيل تواجه حاليًا لحظة حرجة، لأن الكونغرس الأميركي هو الحاجز الأخير أمام عملية عسكرية لوقف المشروع النووي الإيراني"، مؤكدًا أنَّ العلاقات الإسرائيلية الأميركية قوية وعميقة، ولم تتضرر بشيء بسبب الخلاف حول خطاب نتنياهو.

وبيَّن الأستاذ الإسرائيلي في العلوم السياسية، شلومو أفنيري، أنه لا يعتقد أنَّ أداء نتنياهو في الكونغرس سيكون له تأثير كبير على المفاوضات الجارية بين القوى العالمية وإيران أو على الحملة الانتخابية الإسرائيلية، ولكن ربما يعطي الخطاب نتنياهو دفعة طفيفة في استطلاعات الرأي في الأيام المقبلة.

وتابع "لكن لا أعتقد أن الخطاب سيجعل الإسرائيليين الذين يحملون بالفعل وجهات النظر معينة أن تتغير عقولهم".

وكتب مدير سابق للاتصالات في مكتب نتنياهو،  يوعاز هندل، في عمود في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية "بعد التصفيق والاحترام، نحن ما زلنا في المشكلة نفسها، إيران هي دولة العتبة النووية حتى في الوقت الحاضر، يجب أن يعترف مواطنو إسرائيل بهذا".

وأضاف في إشارة إلى نتنياهو في الانتخابات المقبلة أنَّ البعض لا يريدونه بالرغم من الخطب التي يلقيها، والبعض يريدونه على الرغم من المشاكل الموجودة.