المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية

كشف عضو وفد مفاوضات التهدئة في القاهرة قيس عبد الكريم، الشهير بـ"أبو ليلى"، أنَّ القاهرة وجهت دعوة رسمية للوفد الفلسطيني، برئاسة الدكتور عزام الأحمد، لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار من جديد.

وتوقع أبو ليلى، في تصريح صحافي، الإثنين، أن تكون الجولة المقبلة من المفاوضات صعبة للغاية، نظرًا إلى حساسية الملفات التي سيتم تناولها مع الجانب الإسرائيلي.

وأشار إلى أنَّ "المفاوضات ستتناول قضايا الميناء البحري ومطار غزة، وبعض الملفات الهامة"، موضحًا أنًّ "المسافة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في القضايا المطروحة على طاولة المفاوضات ما زالت بعيدة جدًا".

وطالب أبو ليلى بـ"ضغط فلسطيني وعربي ودولي، على الجانب الإسرائيلي، لإنجاح المفاوضات، وعدم وضع عقبات أمامها تسبب بإفشالها وإيصالها إلى طريق مسدود".

وتنص الهدنة على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر التجارية مع غزة، بصورة متزامنة، مع مناقشة بقية المسائل الخلافية، في غضون شهر من الاتفاق، ومن أبرزها تبادل الأسرى وإعادة العمل في ميناء ومطار غزة.

وفي سياق متصل، أعلن مصدر أمني إسرائيلي كبير أنَّ المفاوضات غير المباشرة في القاهرة ستستأنف الأسبوع المقبل للبحث في ملفات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأبرز المصدر الإسرائيلي أنَّ "المفاوضات ستتناول مواضيع عدة، من بينها إقرار آلية إدخال مواد البناء لإعادة إعمار قطاع غزة، والاستمرار في تقديم التسهيلات المدنية، التي كانت إسرائيل في إطارها قد سمحت بتصدير منتجات زراعية والسمك ومواصلة الحركة على معبر بيت حانون، والسماح لبضع مئات من الغزيين بزيارة الضفة والصلاة في المسجد الأقصى.

وتوقع المصدر أن تكون آلية إدخال مواد الإعمار إلى غزة جاهزة في الأيام المقبلة، معربًا عن أمله في أن تساهم هذه الآلية بوصول مواد البناء إلى مكانها المخصص، وأن لا تستخدم في بناء الأنفاق.

وأشار إلى أنَّ "عمليات إدخال مواد البناء كانت قد بدأت إذ تم ادخال 440 طنًا من الأسمنت والحديد والحصمة، بغية البدء بالإعمار، وذلك بموجب اتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والأمم المتحدة، يقضي بفرض رقابة على مواد البناء التي تصل إلى غزة".

وعن زيارات أبناء قطاع غزة للضفة الغربية والقدس، أكد المصدر الأمني الإسرائيلي أنَّ "هذه الزيارات لن تستمر بسبب تخلف بعض الأشخاص الذين سمح لهم بالصلاة في المسجد الأقصى عن العودة إلى غزة"، محملاً السلطة الفلسطينية المسؤولية عن عودتهم.

وفي شأن ما أعلن عن نية إسرائيل تشغيل آلاف العمال من قطاع غزة، أوضح المصدر أنه "لا يوجد بعد قرار بذلك، ولكن كان هناك فحص للأمر مع الكيبوتسات، ومدن سبق وأن استقبلت عمال غزة في الماضي"، متوقعًا أن "يصدر قرار تشغيل عمال غزة في غضون شهر"، ومؤكدًا أنَّ "الأمر يتوقف على تطورات الوضع الأمني في القطاع".

يذكر أنَّ عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور خليل الحية أكّد، أخيرًا، أنَّ "المفاوضات غير المباشرة المرتقبة، ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ستبحث ملفي الميناء والمطار"، مشيرًا إلى أنَّ "الجولة المُقبلة من المفاوضات ستناقش كذلك اعتداءات قوات الاحتلال على الفلسطينيين في الضفة، وكل الإجراءات العقابيّة التي اتخذت ضدهم، لاسيّما محرّري صفقة (وفاء الأحرار)، وملف اعتقال النواب، والاعتقال الإداريّ".

وفي شأن ملف تبادل الأسرى مع الجانب الإسرائيلي، أبرز الحية أنَّ "مفاوضات التبادل مع الاحتلال ستكون غير مباشرة، وذات مسار آخر، وتخصّص لها لجان مختصّة للتباحث ومناقشة هذا الملف".

وأوضح أنَّ "الجانب الإسرائيلي وضع ذلك الملف في جدول الأعمال، لكن حتى اللحظة لم يتمّ الحديث في شيء عن ملف تبادل الأسرى".

وأعلنت الخارجية المصرية، في وقت سابق، أنَّ "الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ملتزمان بتثبيت التهدئة، وقدما مقترحاتهما لجدول الأعمال، بغية بحث القضايا العالقة، على أنَّ يتمَّ استكمال المفاوضات غير المباشرة في النصف الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، في القاهرة".