حركة النهضة الإسلامية في تونس


شرعت حركة النهضة الإسلامية في تونس، برئاسة راشد الغنوشي، في جهود وساطة ما بين حركتي فتح وحماس؛ لتحقيق المُصالحة الوطنية على أرض الواقع وإنهاء الانقسام الداخلي ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأوضحت مصادر فلسطينية لموقع "فلسطين اليوم"، بأنّ زيارة مشعل لتونس، الجمعة، جاءت في إطار جهود الوساطة التي تؤديها تونس من خلال حركة النهضة التونسية برئاسة الغنوشي، لتذليل العقبات ما بين فتح وحماس لتحقيق المصالحة الداخلية وتمكين حكومة التوافق الوطني من العمل في قطاع غزة بكامل حريتها وانهاء وصاية حماس على القطاع.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، قد دعا زعيم حركة "النهضة" التونسية، راشد الغنوشي، إلى التوسط لنزع فتيل الخلافات مع حركة "حماس"، وذلك في رسالة سلّمها نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، جبريل الرجوب، إلى الغنوشي الأسبوع الماضي".

وكان الغنوشي وعد ببذل كل الجهود؛ للمساعدة في إيجاد حلول لأي تجاوز أو تعطيل لبنود اتفاق المصالحة المُبرم أخيرًا.

وعاد توتر العلاقات بين حركتي فتح وحماس، اللتين وقعتا قبل أشهر اتفاقًا لإنهاء الانقسام بين قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس والضفة الغربية التي تتولى إدارتها السلطة الفلسطينية برئاسة عباس.

وأكد الغنوشي الأسبوع الماضي أنّ أي خلاف فلسطيني داخلي لن يخدم قضية الأمة الأولى وتعهد بالمساعدة في إيجاد حلول لأي تجاوز أو تعطيل لبنود اتفاق المصالحة المبرم مؤخرًا بين حماس وفتح.

ويشار إلى أنّ حركة النهضة الإسلامية تحتفظ بعلاقات متميزة مع قيادات حماس.

وفي ظل شكوى حركة فتح من أنّ حماس تعرقل عمل حكومة التوافق الوطني في قطاع غزة وأنها تواصل سيطرتها على القطاع من خلال حكومة ظلّ مشكلة من وكلاء الوزارات، نفى رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، في تونس الجمعة وجود حكومة "ظل" تديرها الحركة في قطاع غزة، وفق ما قال الرئيس محمود عباس في وقت سابق.

وأوضح مشعل للصحافيين إثر لقائه الرئيس التونسي المنصف المرزوقي: "هناك حكومة وفاق وطني أما حكومة ظل فهذا مناف للحقيقة، لكن عندما تغيب الحكومة عن غزة تبقى الوزارات من خلال وكلاء الوزارة والمدراء يعملون بشكل طبيعي، هذه ليست حكومة ظل".

وتابع مشعل: "نرحب بحكومة الوفاق الوطني لتعمل في غزة وتستلم المعابر وتقوم بكل مسؤولياتها وفق ما اتفقنا عليه في ملفات المصالحة".

لكن رئيس الحكومة رامي الحمد لله يشكو من عدم تمكنه من فرض سلطة الحكومة في غزة، اذ تحتفظ حماس بحكومة موازية وفق عباس الذي هدد الأسبوع الماضي بوقف الشراكة مع الحركة.

إلى ذلك، أوضح مشعل أنّ "حماس لا تنوي التفاوض بشكل مباشر مع إسرائيل بعد تصريحات الرجل الثاني في الحركة موسى أبو مرزوق بأنّ حماس قد تضطر الى إجراء مفاوضات مع إسرائيل".

وأكد في هذا السياق أنّ "الموقف واضح، المفاوضات المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي ليست مطروحة على أجندة حماس".

وختم مؤكدًا أنّ "السياسة المعتمدة في الحركة هي أنه إذا كان من ضرورة للمفاوضات فتكون غير مباشرة".