المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس

تضاربت الأنباء حول موعد قدوم وفد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من رام الله إلى قطاع غزة، بغية استكمال وتطبيق ما جرى الاتفاق عليه بشأن ملف المصالحة الوطنية.

نفي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية وعضو وفد منظمة التحرير الدكتور مصطفى البرغوثي، الأنباء التي تحدثت عن تحديد موعد زيارة وفد المنظمة لقطاع غزة.

وصرح البرغوثي، في تصريح صحافي، بأنَّ "الوفد ما زال يجرى مشاورات ونقاشات بين أعضائه حول جلسة الأعمال والقضايا التي سيتم طرحها أثناء زيارة الوفد إلى غزة".

وأضاف، أنَّ "الوفد سيبحث مع حركة "حماس" جدول الأعمال الذي سيطرح أثناء الزيارة"، مبينًا أنَّه حال التوافق على تلك الملفات سيتم تحديد موعد الزيارة.

وشدد على ضرورة الإسراع في تنفيذ بنود إتفاق الشاطئ بشكل كامل، ونبذ الخلافات الداخلية وتسريع علمية الإعمار لأنَّها من أهم القضايا التي تشغل المواطن الفلسطيني في الوقت الراهن.

وكذب البرغوثي أنَّ تكون حركة "حماس" قد طلبت من الوفد تأجيل الزيارة، لافتًا في الوقت ذاته بأنَّه لم يتم التوافق على موعد الزيارة.

ومن المتوقع، أنَّ "يزور قطاع غزة وفد لمنظمة التحرير، لبحث ملفات عدة مع الفصائل الفلسطينية، ولقاء وزراء حكومة التوافق".

وكان عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير قيس أبو ليلى، قد أعلن في تصريح سابق عن تشكيلة الوفد المقرر زيارته إلى القطاع.

وأكّد أنَّ "الوفد سيضم عشرة أشخاص خمسة منهم أعضاء ممن شاركوا في إتفاق الشاطئ العام الماضي، مشيرًا أن الوفد سيكون بقيادة عزام الأحمد ومشاركة مصطفى البرغوثي ومنيب المصري وجميل شحادة وبسام الصالحي.

ومن جانبه، كشف عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤولها في قطاع غزة جميل مزهر، عن اجتماع ستعقده اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة السياسية التي تضم الفصائل الفلسطينية الخميس المقبل، لتحديد موعد الزيارة، مؤكدًا عدم وجود أي عقبات أمام الزيارة.

واعتبر مزهر، أنَّ "الزيارة مهمة وضرورية لأنَّها ستطلق العنان إلى حوار وطني شامل بين فصائل العمل الوطني والإسلامي من أجل وضع آليات لتطبيق اتفاق القاهرة.

وصرح مزهر، بأنَّ "الزيارة مهمة، ونحن نتطلع إلى أن تساهم في تخفيف معاناة الموطنين في قطاع غزة، ومعالجة جميع المشاكل والأزمات".

وأوضح أنَّ "الزيارة متوقع أن يترتب عليها حل مشكلة تمكين حكومة الوفاق من عملها في قطاع غزة، إضافة لحل مشكلة المعابر وإعادة إعمار قطاع غزة".

ولفت مزهر، إلى أنَّه من الضروري أن ينجم عن الزيارة حوار جدي بين فصائل العمل الوطني والإسلامي (حوار مسؤول يضع الجميع فيه الاعتبارات الوطنية فوق الاعتبارات الحزبية)."

ونوْه أنَّه من غير المسموح أن يفشل ذلك الحوار بأي حال من الأحوال، قائلًا: "لن نسمح بالفشل بأى حال من الأحوال ويجب أن توضع آليات لحل الأزمة والعمل على تحديد موعد للانتخابات التشريعية والمجلس الوطني. "

وشدد مزهر على ضرورة تفعيل انعقاد الإطار المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية وضمان إنتظام اجتماعاته وبشكل مستمر لوضع استراتيجية وطنية لمواجهة الاحتلال.

وحول ممثل الجبهة في وفد المنظمة، قال: "الممثل ليس مشكلة بالنسبة لنا وقد يكون من عزة أو الضفة الغربية واجتماع الخميس سيحدد ذلك،  وأنَّ المهم بالنسبة للجبهة هو بدء الحوار الوطني الشامل".

من جهته، ذكر القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام أنَّ حركته تسعى بكل قوة من أجل الخروج من الحالة المؤسفة التي تعيشها الساحة الفلسطينية، مؤكدًا أنَّ حركته "ستتعاون مع وفد منظمة المقبل من رام الله من أجل تفعيل المصالحة ومحاولة وضع العلاقات الفلسطينية الداخلية على عجلة الترتيب".

وأضاف عزام، أنَّ "الشعب الفلسطيني يعاني معاناة  كبيرة، نتيجة الاحتلال، إضافة إلى معاناة الخلاف الداخلي".

وشدد على ضرورة منح الأولوية لتخفيف معاناة الشعب ومحاولة الوصول إلى التوافق فيما يخص الوضع الداخلي، قائلًا: "هذا بلا شك سيساهم في حل مشاكل عديدة تسبب بها الانقسام".

وتوقع عزام أنَّه من السهل  إذا ما كانت تلك الزيارة ستنتج حلول جذرية لملف الانقسام، موضحًا أنَّه "من الضروري مصارحة الشعب بأنَّ المسألة ليست سهلة".

وبين أنَّه لا يقصد استحالة الوصول إلى نتائج وتوافق" ولكن نقصد أنَّ الهواجس كبيرة لدى طرفي الخلاف الداخلي"فتح وحماس" ونتج عن تلك الهواجس أجواء من عدم الثقة".

وأكّد أنَّ "حركة الجهاد الاسلامي" تسعى  بقوة لحل تلك الأزمة على أمل أن يحدث إنفراج في الوضع الداخلي.

ومع ذلك، نفت حركة" حماس"، أمس الاثنين، أن تكون قد طلبت تأجيل زيارة وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى قطاع غزة.

وأكدت "حماس" على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري، أنَّ "تصريحات عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة أحمد مجدلاني بأنَّها طلبت تأجيل زيارة وفد المنظمة إلى غزة لا أساس لها من الصحة."

وأوضح أبو زهري، أنَّ "حركته لم تُبلغ بموعد الزيارة أو تفصيلاتها أساسا، مؤكدًا ترحيب حركته بالوفد".