الاحتلال يتوغل شرق خانيونس

توغلت اليات عسكرية اسرائيلية عدة الاربعاء، بصورة محدودة انطلاقا من بوابة "شراب العسل" في بلدة الفخاري شرق خانيونس جنوب قطاع غزة،.وأفاد شهود عيان ان اربع جرافات عسكرية توغلت عشرات الامتار دون ان ييلغ عن اطلاق نار، وشرعت باعمال تجريف بحماية من آليات عسكرية تواجدت داخل الحدود، وتنفذ آليات الاحتلال منذ ثلاثة ايام اعمال حفر خارج حدود قطاع غزة في اطار عمليات البحث عن الانفاق.

وفي سياق متصل اقدمت بحرية الاحتلال الاسرائيلي على اعتقال اربعة صيادين من بحر شمال قطاع غزة. وقال نزار عياش نقيب الصيادين إن البحرية الاسرائيلية اعتقلت اربعة صيادين بينهم ثلاثة من عائلة واحدة كانوا على متن قاربين جرى مصادرتهما ايضا. وأفادت المصادر  أن المعتقلين هم الشقيقان محمد ومحمود سعيد الصعيدي، ومراون الصعيدي وجهاد كسكين.

في غضون ذلك استبعد مختصون بالشأن الإسرائيلي، أن تشن إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة، في وقت اتسعت فيه رقعة التهديدات الإسرائيلية للقطاع، بالتزامن مع تضخيم القوة العسكرية لفصائل المقاومة، وخاصة حركة حماس، وصفها بأنها جاهزة لخوض معركة يمكن أن تقتحم فيها مستوطنات حدودية بعدما أتمت بناء منظومتها الصاروخية، وأنفاقها الهجومية.ويرى المختصون خلال أحاديث منفصلة أن كلا من حماس وإسرائيل غير معنيتان حاليًا بخوض معركة جديدة، لغياب أهداف واضحة للطرفين، ويعتقد المختصون أن إسرائيل عظمت قوة الأنفاق من أجل الحصول على دعم مالي أمريكي، بينما حماس ترسل رسائل مفادها أنها جاهزة لأي مواجهة مقبلة.

وكشف رئيس الدائرة السياسية –الأمنية في وزارة الجيش الإسرائيلي عاموس جلعاد النقاب عن مساهمة الولايات المتحدة بأكثر من 100 مليون دولار وذلك في إطار مشروع تكنولوجي إسرائيلي أمريكي لكشف الأنفاق على حدود قطاع غزة. وتطرق جلعاد خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش، صباح اليوم، لموضوع الأنفاق مع القطاع قائلًا إن"التقديرات الاستخبارية تشير إلى عدم وجود أنفاق عابرة للحدود في هذه المرحلة". وكان ممثل وزارة جيش الاحتلال "شالوم غانتسر" فنَد أمس مخاوف مستوطني غلاف غزة حول ما سمعوه مؤخرًا لأصوات حفر بحفار "الكونغو" تحت منازلهم قائلًا إن "هذه الأصوات تعود لمولد كهربائي".

ونشرت القناة "العاشرة" العبرية السبت مقابلاتٍ مع سكان تجمع لمستوطنات قرب غزة وقد سجلوا بهواتفهم النقالة أصواتًا من تحت منازلهم قالوا إنها أصوات حفر لأنفاق من غزة ممتدة أسفل منازلهم. وأجاب "غانتسر" خلال جولة للجنة المراقبة البرلمانية على حدود غزة مساء الأحد على تساؤلات من سكان تلك المستوطنات أن ما سمعوه ليس سوى صوت مولد كهربائي وليس صوت حفار، ما دفع بموجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

واستبعد حسن عبدو المختص بالشؤون الإسرائيلية، أن يكون الأفق الحالي يحمل ما يؤشر على وجود حرب على قطاع غزة، مبينًا أن التهديدات الإسرائيلية وأخرها تهديدات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس، والتي أكد فيها أنه في حال تعرض إسرائيل لاعتداء من أنفاق حماس، فإن رد إسرائيل سيكون واسعا وأكبر من عملية الجرف الصامد. ورأى عبدو أن تصريحات نتنياهو توازي تصريحات أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام جناح حماس المسلح، والذي قال :"إذا ما وقع العدوان علينا فإننا ستفاجئ الاحتلال، مشيرًا إلى أن تصريحات الطرفين من الناحية العملية تعد تصعيد كلامي ولا ينبأ بعدوان جديد على قطاع غزة. وأوضح أن إسرائيل وظفت قضية الأنفاق للاستفادة من الدعم الأمريكي، قائلًا:" إسرائيل كسبت من وراء التصعيد الكلامي بشأن الأنفاق مبلغ ضخم، والحديث عن عدوان ضد غزة غير وارد، خاصة في ظل غياب أهداف محددة لدى الطرفين"، مضيفًا:" عند النظر بعمق بتصريحات الطرفين ترى أن حماس لا تريد الذهاب نحو المواجهة وكذلك إسرائيل".

وأشار عبدو إلى وجود قنوات يمكن أن ترسل رسائل طمأنة للطرفين حماس وإسرائيل، قائلًا:" قطر وتركيا كفيلتان بنزع فتيل أي تصعيد غير مرغوب"، مضيفًا:" إن دور القاهرة في هذا الموضوع غائب سيما وأن علاقتها مع حماس غير مستقرة". وذكر أن القاهرة كانت عبر جهاز المخابرات المصرية تعلب دور الوسيط بين حماس وإسرائيل. ورأى عبدو أن كل ما يجرى من الطرفين يعد تصعيد كلامي، ولا يوجد على أرض الواقع حاليًا ما يعطي مؤشرًا بعدوان، سيما وأن هناك معقولية كبيرة في ملف ضبط الحدود. وقال:" نحن لا نرى عدم ضبط للصواريخ التي يمكن أن تطلق من الفصائل بغزة، وبالتالي الفصائل الصغيرة بغزة ملتزمة، رغم وجود بعض عمليات إطلاق الصواريخ اتجاه الاحتلال والتي يرد عليها في مناطق مفتوحة".

وبدوره اتفق  المختص بالشؤون الإسرائيلية عمر جعارة مع نظيره عبدو بعدم وجود رغبة إسرائيلية لشن عدوان رابع ضد قطاع غزة. وقال خلال عندما :" بثت القناة العاشرة تقرير حول أصوات حفر للأنفاق تحت منازل المستوطنين، قامت القيامة في إسرائيل بشكل جنوني مما أدى إلى إحضار أكثر من 15 حافرة على الحدود للبحث عن الأنفاق وفشلت بذلك"، وذكر جعارة أن الإسرائيليين يعتقدون أن القوة الصاروخية والأنفاق الهجومية والدفاعية بغزة رممت، قائلًا:" والقسام أعلن استشهاد سبعة من جنوده الأسبوع الماضي خلال ترميم نفق قال أنه النفق الذي أسر فيه الجندي شاؤول آرون، مما آثار ضجة كبيرة في الإعلام الإسرائيلي وزاد من مخاوف المستوطنين في غلاف غزة".

وبين جعارة أن إسرائيل حاليًا غير مستعدة لخوض مواجهة مع قطاع غزة، سيما وأن قرار الحرب والسلام بيد ساكن البيت الأبيض، قائلًا:" إذا فرضنا أن إسرائيل هاجمت القطاع على غرار الحروب السابقة، ماذا ستستفيد طالما لم تحقق أي انجازات في الحروب السابقة، غير قتل مزيد من الأطفال والشيوخ والنساء وتدمير المنازل والمساجد والبيوت، لكن على مستوى تدمير بنية المقاومة لا انجازات لإسرائيل". وأوضح جعارة أن إسرائيل لن تخوض عدوان ضد غزة لأن القوة الصاروخية للمقاومة ستغلق حينها كل المجال الجوي، كما حصل بالعدوان السابق، وتستطيع أن تدخل خمسة مليون إسرائيلي إلى الملاجئ وهذا أمر غير بسيط، وتستطيع أن تهجر أكثر من 100 ألف إسرائيلي من الجنوب إلى الوسط والشمال. وضرب جعارة مثلًا لنقاش جنرالان إسرائيليان يتناقشان على احدى الشاشات العبرية الأول يقول :" يجب تحويل غزة إلى قبر جماعي"، فرد عليه الثاني: "أنت تريد إغلاق مطار اللد وإدخال الإسرائيليين للملاجئ"، مبينًا أن إسرائيل لن تخوض هجوم ضد القطاع بذات الحسابات السابقة.